أعياد الميلاد وإشكالية التّأريخ لخلق المسيح بين النصّ والواقع

سعيد عبيدي

 

مقدمة:

تشعر الشعوب بحاجة ماسّة إلى الأعياد واحتفالاتها، وتحسّ بجاذبية كبيرة اتجاهها؛ لأنهّا تكسر رتابة الحياة العادية وتريح من قسوة العمل وشظفه، والمسيحية كديانة يدين بها أغلب سكّان الأرض كانت سخيّة في هذا الباب؛ إذ لبّت حاجات الشعوب وأرضتها تمامًا، بل نافست كلّ الأديان بكثرة أعيادها وتنوّعها وبهرجتها، وأهمّ هذه الأعياد "عيد الميلاد" الذي يُعتبر ثاني أهمّ الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، والذي يشهد العالم احتفالاته في الفاتح من يناير من كّل سنة، لكنّ السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو (هل ولد المسيح عليه السلام فعلًا في شهر يناير (كانون الثاني) أم ولد في تاريخ آخر؟) ولماذا تحتفل الكنائس الشرقية باليوم السابع من هذا الشهر، بينما تحتفل الكنائس الغربية في الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأوّل) بهذا العيد؟ لماذا هذا الاختلاف وما هو التاريخ المفترض لولادة المسيح؟ هذا ما سنحاول تبيينه في هذه الدراسة من خلال أربعة محاور؛ أولها: رواية إنجيل لوقا لميلاد المسيح. وثانيها: رواية إنجيل متى المنحول لقصة الولادة. وثالثها: الجذور الوثنية لعيد الميلاد. ورابعها: الآثار الوثنية في هذا العيد. ثم خاتمة لأهم النتائج المتوصل إليها.

رواية إنجيل لوقا لميلاد المسيح:

جاء في هذا الإنجيل ما نصه: "فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ، وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: "لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ. "وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ، وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ، فجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ، وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ"[1].

يخبرنا لوقا هنا أن ملاكًا جاء إلى رعاة يتناوبون في حراسات الليل وأخبرهم بمولد المسيح، ولما كانت القطعان لا تترك في السهول في الليل بين أمطار الخريف والشتاء، يستدل من ذلك أن ولادة السيد المسيح كانت بين آذار (مارس) وتشرين (أكتوبر)[2] أي شهور الربيع والصيف، ولكن آباء الكنيسة لم يأخذوا هذه الإشارة في الحسبان، وانقسموا، كما رأينا في المقدمة، إلى فريق يحتفل في ديسمبر، وآخر في يناير[3].

كما يستدل من قول لوقا، أيضًا، أن يكون الميلاد في وقت يكون الرعي فيه ممكنًا في الحقول القريبة من بيت لحم (المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام) وهذا الوقت يستحيل أن يكون في الشتاء؛ لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة وخصوصًا في الليل، بل وتغطي الثلوج تلال أرض فلسطين، وجعْل عيد الميلاد للسيد المسيح في فصل الشتاء لا أساس له، بل هو من اختراع المسيحيين الذين جعلوه في فصل الشتاء وفي هذه التواريخ المذكورة آنفًا[4].

وجاء في هذا الإنجيل أيضًا: "وَفِي تِلْكَ الْأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ، وَهذَا الِاكْتِتَابُ الْأَّوَلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ، فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ، فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ، وَهِيَ حُبْلَى، وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ"[5].

من خلال هذا النص يظهر أن أوغسطس قيصر الإمبراطور الروماني أمر بإحصاء عام لرعاياه، ومراعاةً لمطالب الشعب اليهودي، سمح بأن يؤخذ الإحصاء عندهم في الوطن الأصلي لكل سبط وعائلة، حفظًا للأنساب، بغضِّ النظر عن سكنهم الأصلي، وبما أن يوسف ومريم كانا من نسل داود، فقد اضطرا أن يذهبا للإحصاء الجديد في بيت لحم مدينة داود، ومعلوم أن الناصرة تبعد عن بيت لحم مسيرة أربعة أو خمسة أيام، هنا، لا بدَّ أن نتساءل: أيُّ دافع يكفي ليسوق يوسف ومريم من الناصرة إلى بيت لحم، محتملين مشقّة سفر أربعة أو خمسة أيام في أول فصل الشتاء، ومريم على وشك الولادة؟ وهل كان الإمبراطور عادلًا ورحيمًا بشعبه حتى يأمرهم بالإحصاء وتحمل مشاق السفر ذهابًا وإيابًا في فصل تقسو فيه الطبيعة على البشر؟[6].

ولقد اعترف المسيحيون أنفسهم أن تاريخ ولادة المسيح غير معروفة على وجه الدقة، وبذلك يكون الاحتفال بهذا العيد في هذا الوقت لا أساس له، يقول الأسقف بارنز: "غالبًا لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم الخامس والعشرين من ديسمبر كان بالفعل ميلاد المسيح، وإذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الإيمان قصة لوقا عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريبًا من بيت لحم؛ فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلًا، وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية، ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير، ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد"[7].

وهذا الأمر أكده كذلك الدكتور بيك أحد كبار مفسري الكتاب المقدس حيث يقول: "لم يكن ميقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الإطلاق، فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيرًا في الغرب"[8].

ولقد ذهب صاحب قصة الحضارة إلى أن بعض المؤرخين يحدد يوم ميلاد المسيح باليوم التاسع عشر من أبريل وبعضهم بالعاشر من مايو وأن كلمنت الإسكندري يحدده بالسابع عشر من نوفمبر[9].

 

رواية إنجيل متى المنحول لقصة الولادة:

لقد أورد هذا الإنجيل قصة ولادة المسيح عليه السلام في صورة، أقل ما يقال عنها، أنها مشابهة نوعًا ما للرواية الإسلامية مع اختلاف في بعض التفاصيل، يقول كاتبه: "لكن في اليوم الثالث بعد ارتحاله حدث أنّ مريم تعبت في البريّة من شدة حرارة الشمس، فلما رأت شجرة قالت ليوسف: لنسترح هنيهة تحت ظلّ هذه الشجرة، فبادر يوسف وأتى بها إلى تلك النخلة، وأنزلها من دابتها، ولما جلست شخصت بعينيها إلى أعلى النخلة فرأتها ملآنة بالثمر، فقالت ليوسف: يا ليتني آخذ قليلًا من ثمر هذا النخل، فقال لها يوسف: يا للعحب! كيف تقولين هذا وأنت ترين أن أفرع هذه النخلة عالية جدًّا؟ لكنّي في غاية القلق بخصوص الماء؛ لأنّ الماء الذي في قربتنا قد نفذ ولا يوجد مكان نملأ القربة منه لنروي ظمأنا، ثم قال الطفل يسوع الذي كان متكئًا على صدر أمه مريم العذراء ووجهه باش: يا أيتها الشجرة، أَهبِطي أفرعك لتنتعش أمي بثمرك، وحالما سمعت النخلة هذا الكلام طأطأت فورًا رأسها عند موطئ قدمي مريم، فالتقط الجميع من الثمر الذي كان عليها وانتعشوا، وبعد ذلك لما التقطوا جميع ثمرها استمرت النخلة مطأطئة رأسها؛ لأنها كانت تنتظر الارتفاع بأمر مَن قد طأطأت رأسها بأمره، فقال لها يسوع: ارفعي رأسك يا أيتها النخلة وانشرحي صدرًا وكوني من أشجاري التي في جنة أبي، افتحي بجذورك الينبوع المستتر في الأرض، ولتفِض المياه من هذا الينبوع، ففي الحال انتصبت النخلة ونبعت من جذورها مجاري مياه زلال صافية باردة آية في غاية الحلاوة، ولما رأوا مجاري المياه هذه فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا، فرووا ظمأهم مع جميع بهائمهم وخدمهم وحمدوا الله"[10].

وفي هذه القصة ما يثبت أن المسيح لم يولد في فصل الشتاء فقوله: "تعبت في البريّة من شدة حرارة الشمس" وقوله: "مجاري مياه زلال صافية باردة آية في غاية الحلاوة" يؤكد أن الوقت كان مما يمكن أن تستساغ فيه المياه الباردة، وهو فصل غير فصل الشتاء لأن الحرارة كانت مرتفعة كما في القول الأول، أما قوله: "ولما جلست شخصت بعينيها إلى أعلى النخلة فرأتها ملآنة بالثمر" يعني أن الوقت كان وقت نضج الثمار، أو الرطب التي تحدث عنها القرآن الكريم[11] وهي الفترة الممتدة بين يونيو ويوليو في عز أيام الصيف.

هذا وقد كشف مجموعة من علماء الفلك عن أنهم خلصوا بعد مجموعة من الحسابات الفلكية إلى أن عيد الميلاد يجب أن يكون في شهر يونيو وليس ديسمبر، كما هو الحال الآن، وذلك من خلال الرسوم البيانية لمظهر "نجمة عيد الميلاد"[12] التي قال عنها الإنجيل أنها اقتادت الحكماء الثلاثة إلى السيد المسيح! وقالت صحيفة التلغراف البريطانية أن العلماء وجدوا أن النجم اللامع الذي ظهر فوق بيت لحم منذ 20000 عام، يشير إلي تاريخ ميلاد السيد المسيح بأنه يوم الـسابع عشر من شهر يوليو وليس يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.[13]

الجذور الوثنية لعيد الميلاد:

بعد التأكد من عدم ولادة المسيح في الشتاء، واحتمال ولادته في فصل آخر نتساءل من أين اقتبست المسيحية احتفالها بعيد الميلاد في هذا الوقت بالتحديد؛ أي ما بين الخامس والعشرين من ديسمبر والسابع من يناير؟

إن دارس تاريخ الأديان الوثنية والمسيحية لا بدّ أن يلاحظ "أن الأعياد المسيحية قد وُقتت بذكاء من قبل الكنيسة، وصار يحتفل بها في أيام الأعياد الوثنية نفسها، فقد كان آباء الكنيسة يعرفون أن هذه الأعياد الوثنية شعبية جدًّا وأن اقتلاعها قد يضر بالمسيحية، كما أن الشعوب الوثنية أحبطت جهود الكنيسة لانتزاع الطابع الوثني عن بعض الأديان، وجعلت ذلك مستحيلًا، مما أدى بالكنيسة نفسها إلى أن تتبنى التقاليد والشعائر الوثنية وتخلع عليها ألقابًا مسيحية؛ فالكنيسة إذن كانت تعرف أن الاحتفال بالعيد الشمسي الكبير في 25 ديسمبر هو ما درج عليه الوثنيون فهو تاريخ الانقلاب الشمسي الشتائي في التقويم الروماني القديم والذي يوافق ميلاد الإله الوثني "مثرا" إله الشمس القهار، وقد اضطرت الكنيسة تحت ضغوط قوية وبسبب استمرار الاحتفالات الشعبية الوثنية بمثرا أن تختار هذا النهار أيضًا للاحتفال بميلاد المسيح"[14].

أما اليوم السابع من يناير والذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية كيوم للميلاد فقد كان يومًا لميلاد (الإله اليوناني ديونيسس والإله أوزوريس المصري)[15] وفي هذا الصدد يقول العقاد: "فاليوم الخامس والعشرون من ديسمبر الذي يحتفل فيه بمولد المسيح كان هو بوم الاحتفال بممولد الشمس في العبادة المثرية، نسبة إلى مثرا، إذ كان الأقدمون يخطئون في الحساب الفلكي إلى عهد جوليان فيعتبرون هذا اليوم مبدأ الانقلاب الشمسي بدلًا من اليوم الحادي والعشرين في الحساب الحديث، وقد اعترضت الكنيسة الشرقية على اختيار اليوم الخامس والعشرين لهذا السبب، وفضلت أن تختار لعيد الميلاد اليوم السادس من شهر يناير الذي تعمّد فيه المسيح على أن هذا اليوم أيضًا كان عيد الإله ديونيسس عند اليونان وبعض سكان آسيا الصغرى، وكان قبل ذلك عيد أوزوريس عند المصريين"[16].

الآثار الوثنية في عيد الميلاد:

إن المتتبع لأحوال المسيحيين في الغرب سيجد أن عيد الميلاد لازالت تلتصق به بعض المظاهر الوثنية التي تؤكد أصله؛ ففي جنوب فرنسا مثلًا يقوم أهالي البروفانس بوضع صحون أمام مهد الطفل المحتفل به، يملؤونها بالقمح أو العدس، وذلك قبل عيد الميلاد بثلاثة أسابيع ويروى القمح أو العدس بغزارة من أجل أن تظهر أوراقها قبل عيد الميلاد، ولا شك في أننا لا نستطيع أن نفسر هذه الظاهرة تفسيرًا مسيحيًّاح فهي بقية من بقايا عبادة الإله أدونيس إله الخصب والزراعة، وما زالت هذه الشعائر تقام بصورة بريئة من غير أن يعرف المحتفلون بها أصولها الوثنية، ولقد كان عباد أدونيس فعلًا يزرعون أمام صنمه حبوب القمح ويروونها لتنمو بسرعة[17].

أما خطبة الميلاد التي ما تزال تقليدًا منتشرًا في أنحاء العالم المسيحي، فهي أيضًا من بقايا الوثنية، إنها بقايا العيد الوثني الذي كان يحتفل به في الخامس والعشرين من ديسمبر والمقصود من هذا الاحتفال الذي كان يتم خلاله إشعال الحطب، هو مساعدة الشمس على أن تستعيد نشاطها الناري وتستكمل مسيرتها السماوية[18].

أما بخصوص شجرة عيد الميلاد فإننا نجد لها جذورًا عند الوثنيين؛ إذ كانوا يسمونها شجرة الحياة ويعلقون عليها الذهب والفضة وصور وتماثيل الحيوانات، وكذلك يزينونها بالشرائط والزهور، ثم يوقدون العديد من الشموع ويحيطونها بها، ويرقصون حول الشجرة احتفالًا بالعيد وخلال الرقص يتركون الشموع تحترق إلى الفجر فمن هنا جاءت عادة شجرة "نويل" التي يقدسها المسيحيين في هذا العيد[19].

خاتمة:

إن أعياد الميلاد التي يحتفل بها العالم المسيحي كل سنة، في الفاتح من يناير، لا يدعم وقت الاحتفال بها أي نصٍّ ديني، بل هي اجتهادات لا أكثر، كما أن القول بأن المسيح ولد في فصل الشتاء مردود بالأدلة النصية والعقلية؛ بل إن مولده يكون أقرب إلى فصل ترتفع فيه درجة الحرارة، وتنضج معه ثمار النخيل، كما خلصت في هذه الدراسة إلى أن عيد الميلاد المسيحي ما هو إلا نسخة طبق الأصل لأعياد وثنية لا زالت مظاهرها تؤثثه إلى اليوم.


[1]- إنجيل لوقا: 2/7-18.

[2]- مجموعة من المؤلفين، تفسير العهد الجديد، دار الثقافة، ص 138.

[3]- بهاء النحال، تأملات في الأناجيل والعقيدة، المكتبة الشاملة، الطبعة الثانية، 1994، ص 65.

[4]- محمد عزت الطهطاوي، النصرانية والإسلام، مكتبة النور، الطبعة الأولى، 1986، ص 241.

[5]- لوقا: 2/1-6.

[6]- دير السيدة العذراء، السريان: الآباء الحاذقون في العبادة، الطبعة الثانية، 1952، ص 185.

[7]- الأسقف بارنز، ظهور المسيحية، منشورات النور، لبنان، 1960، ص 35.

[8]- بيك، تفسير الكتاب المقدس، المكتبة الرسولية، الطبعة الأولى،1919، ص 727.

[9]- ويل ديورانت، قصة الحضارة، ترجمة: محمد بدران، دار الجيل ، بيروت، ج.11، ص 212.

[10]- اسكندر شديد، الأناجيل المنحولة، تقديم: جوزف قزي والياس خليقة، دير سيدة النصر، غوسطا، ص 100-101

[11]- "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" سورة مريم:25.

[12]- "وَبَعْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بيت لحم الْوَاقِعَةِ فِي منطقة الْيَهُودِيَّةِ عَلَى عَهْدِ الْمَلِكِ هِيرُودُسَ، جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ بَعْضُ الْمَجُوسِ الْقَادِمِينَ مِنَ الشَّرْقِ، يَسْأَلُونَ: "أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ ملك الْيَهُودِ؟ فَقَدْ رَأَيْنَا نَجْمَهُ طَالِعاً فِي الشَّرْقِ، فَجِئْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ"، متى: 2/1-22.

[13]- http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?423441-%C7%E1%E3%D3%ED%CD-%...

[14]- أندريه نايتون، إدغار ويند، كارل غوستاف يونغ، الأصول الوثنية للمسيحية، ترجمة: سميرة عزمي الزين، منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية، ص 52.

[15]- أحمد علي عجيبة، تأثر المسيحية بالأديان الوضعية، دار الآفاق العربية، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006، ص 626.

[16]- عباس محمود العقاد، الله، دار المعارف، الطبعة السابعة ، القاهرة، ص 147.

[17]- أنظر: محمد علي البار، العهد الجديد والعقائد النصرانية، دار القلم، دمشق، ص 299.

[18]- الأصول الوثنية للمسيحية، ص 53.

[19]- HarbertAmstrong, The Plain Truth About Christmas, 1974, Printed in the USA ,P: 15

المصدر: http://www.mominoun.com/articles/%D8%A3%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D...

الحوار الخارجي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك