الصهيونية و الإسلاموفوبيا

أنخيل ألفاريس هيرنانديس

ترجمة :البشير عبد السلام

 

يمكن اختصار تعريف الصهيونية في أنها ايديولوجية قومية تسعى لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين و هو أمر لا يُسانده جميع اليهود حيث أن نسبة كبيرة منهم يعارضون ذلك لأسباب دينية و إنسانية ، و قد استغلت الصهيونية الهولوكست و الجرائم ضد الإنسانية لصالح مطامعها الايديولوجية مُسخِّرة لذلك تهمة ” معاداة السامية ” ، والعبارة الأخيرة هي مصطلح قانوني و سياسي غدا متداولا على نطاق دولي واسع للإشارة إلى معاداة اليهودية فحسب ، و اعتُبر بدوره ايديولوجية غير أخلاقية و يجب إدانتها بنفس القوة التي يجب بها إدانة هولوكست  الرايخ الثالث كجريمة ضد الانسانية.

لدى الصهيونية حلفاء من الجماعات الإنجيلية الأصولية  و اليمين الإسلاموفوبي المتطرف و كذا المنظمات الاقتصادية و المالية التي تسعى للتأثير و السيطرة على موارد الشرق الأوسط ( النفط ، الغاز و خطوط الأنابيب ) ، و تُعدُّ إسرائيل وسيلة ناجعة للمراقبة و السيطرة على جزء كبير من الإقليم الذي يحيط بها ، و خلف الصهيونية و الحكومة الإسرائيلية تختفي في أغلب المناسبات مصالح حيوية لا ترتبط بإسرائيل بل بمؤسسات عالمية لا يهمُّها اليهود و لا الفلسطينيين و لا المسلمين و لا حتى الإنسانية عموما .

و لأجل القدرة على تبرير عنف الحكومة الإسرائيلية و الاستيطان اللامشروع و المتواصل على الأراضي الفلسطينية ، يتم الاستثمار في الخدع الإعلامية و الأحكام المسبقة التي تضع الإسلام كتهديد ، تماما كما كانت تفعل النازية كي تُبرِّر تطرُّفها ، و تاريخيًا فقد تمت صناعة كثير من المزاعم الزائفة لخداع الجماهير قبل ارتكاب الإبادات و الجرائم ( حرق الساحرات ، استرقاق الشعوب الزنجية …).

لم يتوانى الإعلام الغربي عبر المحطات التلفزيونية  و الشبكة الافتراضية في إشاعة الصورة المشوَّهة عن المسلم و كونه شخصا متعصبا ، متخلفا ، متوحشا ، غريب الأطوار و خطيرا .

و قد نشرت الشبكة اليهودية العالمية لمناهضة الصهيونية (1) تقريرا عنونته The bussnes of backlash :the attack on the palestinian movement and other movements for justice     أشارت فيه إلى وجود شبكة صهيونية تُموِّل الإسلاموفوبيا  و هي كالاتي مع ذكر نشاطاتها :

-الاخوة كوش : أنشطة صهيونية ، نشر الاسلاموفوبيا ، تحركات ضد العمل النقابي ، دعم السياسيين المحافظين.

-مؤسسة عائلة شوسترمان : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ،  دعم خوصصة التعليم .

-مؤسسة ليند و هاري برادلي : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، إثارة النزاعات المسلحة ، تشجيع النيوليبرالية و السياسيين المحافظين.

-مؤسسة عائلة سيذكلارمان : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم المستوطنات الإسرائيلية ، معارضة المساعدات المخصصة لمكافحة الفقر ، إثارة النزاعات المسلحة .

-مؤسسة سارة سكيف : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، تشجيع النيوليبرالية ، دعم خوصصة التعليم و الصحة ، تحركات ضد البيئة و ضد الهجرة ، التجسس ، الاهتمام بالجامعات و إثارة النزاعات المسلحة.

-مؤسسة روسل بيري : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، الاهتمام بالجامعات ،

-مؤسسة كوريت : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، إثارة النزاعات المسلحة ، تشجيع خوصصة القطاع الصحي ، الاهتمام بالجامعات و دعم النيوليبرالية.

-مؤسسة موسكويتز : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم المستوطنات الإسرائيلية و اليمين المتطرف .

-مؤسسة فيربروك ، أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم المستوطنات الإسرائيلية ، نفي وجود تغيُّر مناخي ، تشجيع النيوليبرالية و منظمات اليمين المتطرف .

هذا و قد نشر المركز الأمريكي للتقدم (2) center for American progress  تقريرا بعنوان ” الخوف العالمي ، جذور شبكة الإسلاموفوبيا في أمريكا ”  أماط فيه اللثام عن سبع مؤسسات لها أصول مالية مهمة قدمت من خلالها 42.700.000 دولار  إلى مجموعات إسلاموفوبية في الولايات المتحدة الأمريكية ، و هؤلاء المانحين هم :

-Donors Capital Fund

• Richard Mellon Scaife foundations

• Lynde and Harry Bradley Foundation

• Newton D. & Rochelle F. Becker foundations and charitable trust

• Russell Berrie Foundation

• Anchorage Charitable Fund and William Rosenwald Family Fund

• Fairbrook Foundation

أما بخصوص الجهات المستفيدة من هاته المنح الضخمة فنجد :

-:  Steve Emersion’s Investigative Project of Terrorism حصلت على مبلغ 560.000 دولار.

–   CTSERF : حصلت على مبلغ 4.526.000 دولار .

– Daniel Pipes Middle East Forum : توصل بمبلغ 5.963.246 دولار.

– CSP :توصلت بمبلغ 4.623.700 دولار.

-Calrion Fund : توصلت بمبلغ 18.093.600 دولار.

-Robert Spencer’s Jihad Watch : توصلت بمبلغ 253.250 دولار .

– David Horowitz Freedom Center and American Congress for Truth : توصلت بمبلغ 8.380.500 دولار .

-American Congress for Truth :حصلت على مبلغ 175.000 دولار.

لقد أصبحت الإسلاموفوبيا مشروعا مربحا إذن ، حتى أنه ثمة مجموعات مالية مهمة من مصلحتها أن توجد الاسلاموفوبيا و بالضرورة أن توجد معها منظمات ممولَّة لتنشيطها و تحريك حملات في العالم الافتراضي و في وسائل الإعلام الأخرى عبر العالم و بأكبر عدد ممكن من اللغات و بالتركيز على  خطاب مفعم بالكراهية ، تكون محاوره الأساسية هي :

– الشريعة تهديد توتاليتاري لمبادئ حقوق الإنسان .

– المساجد هي مراكز للفكر الراديكالي الحاقد .

– الهجرة هي حصان طروادة بالنسبة للإرهابيين .

– نفي أي  فوارق جوهرية بين المسلم المتطرف و المعتدل .

– الإرهاب هو التعبير الحقيقي عن الإسلام

– الإسلام يسمح بقتل المسيحيين و غيرهم من باقي الديانات

– تقلد المسلمين لمناصب إدارية أو عسكرية يشكل خطرا محدقا بالأمن .

هذا و قد تعرض حساب ” مسلمون ضد الإسلاموفوبيا ” (3)   على تويتر و الذي يقوم بحملات تبليغية لدى السلطات الأمنية ضد الحسابات التي تنشر الإسلاموفوبيا في الانترنت ، إلى  هجوم مُنسق من قبل مجموعات متطرفة صهيونية مدعومة من طرف حساب يعود إلى شخص صهيوني و الذي للغرابة ينشر أخبارا و تعليقات بشكل مكثف على مدار اليوم ، كما أن بوابة  (4)webislam   تعرضت أيضا لهجوم من قبل هاكر مجهول.

إن الإرهاب سواء كان داعشيا أو غير ذلك ، فإنه يعتبر أكبر حليف لجماعات الإسلاموفوبيا الذين يتدثرون بالجرائم الإرهابية لتشويه صورة الإسلام و المسلمين ، فكل عمل إرهابي هو وسيلة لتبرير التدخل الخارجي في الدول و معه تنتشر الاسلاموفوبيا كالنار في الهشيم  و تكبر احتمالات التدخلات العسكرية التي تذر أرباحا طائلة و تنعش القطاعات الصناعية و العسكرية  الغربية. و عليه فلا يمكن مقاربة  الاسلاموفوبيا المعاصرة خارج سياقها الاقتصادي و كأداة مراقبة و سيطرة للموارد و الأسواق ، و من هاته الزاوية يمكننا أن نفهم لماذا يبدو الإعلام  الغربي متألما حين يضرب الإرهاب في الغرب و كيف يكون الأمر غير ذلك إذ يضرب في الشرق الأوسط ، كما لو أن اقتتال المسلمين فيما بينهم هو أمر عادي جدا.

و نختم  بالإشارة إلى معلومة هامة توضح ما قُلناه و هي أن أوباما و خلال فترة رئاسته وقَّع على مبيعات للأسلحة بقيمة 265.955 مليون أورو ، و هو رقم يضاعف ما وقّع عليه بوش 123.028 مليون أورو.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

1- http://www.ijan.org/wp-content/uploads/2015/04/IJAN-Business-of-Backlash-Executive-Summary-web1.pdf

2- https://cdn.americanprogress.org/wp-content/uploads/issues/2011/08/pdf/islamophobia_chapter1.pdf

3-  الحساب بالإسبانية Muslmanes contra la islamofobia

4–صفحة إلكترونية لرابطة المسلمين من أصول إسبانية

5- 
http://www.lainformacion.com/mundo/venta-de-armas-mundial-obama-record_0_987201691.html

 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك