وصف الجلف

عبدالله الجعيثن

 

لفظة (جَلْف) بفتح الجيم فصيحة، وهي (القَشْر) وبكسر الجيم الخبز اليابس الغليظ جداً بلا أدم ولا لبن كالخشب (كما ورد في لسان العرب) ..

. وبما أن أصل الألفاظ أُطلق على المحسوسات أولاً ثم استعير للمعنوي، فقد أُطلق (الجلف) على الرجل (الأقشر) الغليظ الفظ المتهجم، الذي لا يشكر ولا يبتسم، ولا يُرجى منه خير، بل يُخاف من شره وسوء تعامله وجهامته، وقبح منطقه ومحضره ومظهره، وشدة جهله مع ظنه أنه أعلم الناس.. قال الشاعر يصف الرجل الجلف:

(وآخرَ جلفُ طبعِ لا خلاقَ لهُ

مذبذب العقل ثورٌ مُنتن الذَنَبِ

لا يعرف الميم من واو إذا كُتبا

ولا يميّز بين التين و العنب

قد أقبلت نحوه الأيام ضاحكة

وأخدمته الليالي كل ذي حسب)

ويُطلق على الجلف الفَدْم، والفدم هو الثقيل الوبيل، العيي الغبي، قال في مختار الصحاح:

(رجل فدم أي عيي ثقيل بين الفضدامة والفدومة)

قال ابن السرايا:

(إِذَا بُلِي اللَّبِيبُ بِقُرْبِ فَدْمِ

تَجَرَّعَ فِيهِ كَاسَاتِ الْحُتُوفِ

فَذُو الطَّبْعِ الْكَثِيفِ بِغَيْرِ قَصْدٍ

يَضُرُّ بِصَاحِبِ الطَّبْعِ اللَّطِيفِ

وَذَلِكَ أَنَّ بَيْنَهُمَا اخْتِلافًا

كَحُمَّى الرّبْعِ فِي فَصْلِ الْخَرِيفِ)

ولا يُبلى اللبيب وحده بقرب الفدم، بل تُبلى به الزوجه بشكل أشد، لأن من طبيعة المرأة الرقة وحب الكلام اللين المعسول، والمعاملة الراقية الطيبة، وكل هذه الأخلاق الكريمة مبعدة عن (الجلف) بُعدَ المشرق عن المغرب.

http://www.alriyadh.com/1566788

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك