العنف واللاعنف جدلية الصراع الانساني

العنف واللاعنف جدلية الصراع الانساني

حوار مع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)
دار العلوم ـ لبنان ـ الطبعة الاولى 1425هـ
أجري الحوار: مكي آخوند

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

س/ ماهو تعريفكم لمفهوم العنف؟
ج/ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، يمكن أن يعرف العنف بتعريفات متعددة منها:
1- استخدام القوة المعنوية.
2- أما إذا لم يكن استخدام القوة اعتداء فلا يمكن أن يُعد ذلك عنفاً مثل الدفاع عن الوطن.
س/ بأية وسيلة يمكن مكافحة العنف في المجتمع؟
ج/ بتعميم ثقافة اللآعنف وبتوفير الحرية للمجتمع وبإرساء دعائم العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص للجميع، وإعطاء حقوق الفقراء والمحرومين وبالرقابة الاجتماعية وبفتح قنوات الحوار البناء بين الأفراد والتجمعات.
[في أجواء الكبت والإرهاب والاستبداد والديكتاتورية تنمو الاتجاهات المتطرفة والحركات التدميرية]
س/ أين يمكن أن نبحث عن جذور ظاهرة العنف في الجهل والعصبية والفهم الخاطئ للدين والاستبداد والديكتاتورية والحرمان الاجتماعي وغلق قنوات الحوار البناء أو ضيق هذه القنوات؟
[ العنف والظلم من قبل الحكومات والأفراد يولد العنف المضاد]
س/ هل هناك وجود للعنف المشروع؟
ج/ العنف بالمعني الذي تقوم غير مسموح به مطلقاً.
س/ هل بعد الجهاد أو أقامة الحدود الشرعية في المجتمع الإسلامي ، من مصاديق العنف؟
ج/ الجهاد ليس اعتداء ، لذا فإنه لا يعتبر مصداقاً من مصاديق العنف ، وتطبيق الحدود الشرعية لا يكون إلا ضمن شروط كثيرة تجعلها ضرورة حتمية ، فلا تعتبر اعتداءً ولا عنفاً.
س/ هل لنا أن نتوسل بالعنف للتوصل إلى أهداف الإسلام الاستراتيجية؟
ج/ العنف ضار بالأهداف المقدسة الكبرى على المدى البعيد، وأن فرض أنه حقق بعض المكاسب الامنية السريعة.
[ من أضرار العنف تشويه صورة الإسلام في الأذهان ويعطي ذريعة للأعداء ليخلقوا حاجزاً نفسياً من الناس والإسلام].
س/ هل العنف حالة مكتسبة أم ذاتية؟
ج/ التربية العائلية والمجيط الاجتماعي والنظام الحاكم لها اكبر الأثر في أذكاء حالة العنف.
س/ هل يمكن أن يكون العنف مؤثراً في مواجهة العنف؟
ج/ لا يصح استخدام العنف بالمعنى المتقدم ولو في مواجهة العنف ، نعم إذا كان هنالك ضرورة باستخدام القوة ضد عدو غاشم فلا مانع من استخدام القسوة لصده أذا لم تنفع الوسائل السلمية كالإضرابات والمظاهرات ونحوها ، وذلك لا سيمي عنفاً بل دفاعاً مشروعاً.
س/ يُرجى التفضل بتوضيح بعض مصاديق منهج اللاعنف في الاسلام؟
ج/ المصاديق كثيرة منها:
لايحق للولي كالاب مثلاً ضرب الطفل إلا بمقدار التأديب فقط ولو ضرب الطفل أكثر فأحمر بدنه أو أخضر أو أسود فعليه الدية ، كما يحبذ لأولياء المقتول العفو عن (القاتل عمداً) وعدم الاقتصاص منه.
س/ لماذا تبادر كل حكومة تريد أن تعرف نفسها بأنها اسلامية إلى تطيبيق احكام القصاص والحدود في المجتمع الذي تحكمه؟
ج/ الاسلام منظومة فكرية وعملية متكاملة، والسعي لتطبيق الاسلام يجب أن يشمل جميع جوانب الاسلام، ولا يجوز تطبيق قوانين الحدود مثلاً وأهمال تعاليم الاسلام في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
قال الله تعالى: (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض))
[ يرى بعض الفقهاء أنه مالم يطبق الاسلام في ابعاده السياسية والاقتصادية فلا يجوز إجراء قوانين الحدود].
س/ ما حكم الأغتيال من وجهة نظر الإسلام؟
ج/ الغدر منهي عنه في الاسلام.
س/ هل يمكن أن نعد عمليات خطف الطائرات والأشخاص وانتهاك حقوق الانسان وقمع أصحاب الفكر المخالف واعتقال الكتاب واشاعة الرعب والارهاب من مصاديق العنف.
ج/ ينبغي بكل تأكيد تجنب جميع ذلك نرى أن اسلوب الحوار أولاً والمظاهرات والاضرابات السلمية هي الاجدى والاحرى فيه وفي التاريخ البعيد كما القريب نماذج كثيرة تؤيد ذلك.
[ ثقافة اللاعنف والتحرر من سلطان القوة الغطبية والمقدرة على التحكم في النوازع النفسية الطائشية مقومات أساسية للاعنف].
س/ هل لنا أن نتصور اللاعنف كنظرية عالمية ينضوي تحت لوائها جميع الناس؟ وتبقى حية وفعالة إلى الأبد؟
ج/ معطيات هذه الفكرة لا تنحصر بتقديمه جغرافية خاصة ولا بأمعة معينة ، بل تعم جميع البشر ، لأنها توفر الأرضية للحوار البناء بين أفراد الإنسان والحياة الآمنة الخالية عن جمع مظاهر العنف والقسوة.
[عن الإمام الباقر أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف].
وصل الله على محمد وآله وسلم

المصدر: http://alrames.net/index.php?act=artc&id=5331

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك