الحركات الإسلامية وتعدد المقاصد

د. عبدالله الزازان

 

 

تنظر الدراسات المستقبلية إلى أن الجماعات والحركات الإسلامية لها حضور مكثف في بعض المجتمعات الإسلامية ولها تأثيرها على بعض الشرائح الاجتماعية وتلعب دوراً فاعلاً في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في بعض دول العالم الإسلامي خصوصاً في منطقة آسيا باعتبار أن الغالبية العظمى من مسلمي العالم يعيشون في تلك المنطقة، هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن تلك الحركات قد تبوأت مقاعد السلطة في جمهوريات إسلامية مثل باكستان وتركيا وبنغلاديش وشكلت حكومات إسلامية تتواءم مع واقع التنوع الديني والثقافي في كل من أندونيسيا وماليزيا ثم نراها تلعب دور حركات المقاومة في كل من أفغانستان والفلبين, إلا أن بعض تلك الحركات والجماعات الإسلامية يكتنفها قدر كبير من الغموض والإبهام مما يقتضي وضع تلك الحركات والجماعات تحت مجهر البحث العلمي ليتسنى الحكم الموضوعي عليها وتقويم الدور الذي تقوم به، وذلك عن طريق إنشاء مركز بحثي يعنى بدراسة الحركات والجماعات الإسلامية ويبحث في أصولها التاريخية ويدرس العوامل المؤثرة والإطار الفكري والتنظيمي للجماعات الإسلامية، ويفسّر ظاهرة انتشارها واتساع رقعة تأثيرها ويحلل الظروف والتحولات والتطورات التي مرت بها ويتعرف على العوامل المؤثرة في نشأة تلك الحركات والجماعات الإسلامية، وعوامل النشأة والإيديولوجية التي تتبناها الحركات والجماعات الإسلامية، والدور الذي تلعبه تلك الأيديولوجية في تشكيل طبيعة ونوعية النشاط السياسي وموقف تلك الحركات من الهوية والتحديث والقومية والعصرنة وثقافة الأغلبية غير المسلمة والأقليات.

ودراسة حالة التناقض ما بين توجهات الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي نحو إحياء الهوية الإسلامية من جانب وبين سعي الدول لتحقيق التكامل القومي وموقف الحركات الإسلامية من المشاركة السياسية السلمية، وماهي طبيعة العلاقة في الدول الإسلامية ما بين الحركات الإسلامية داخل الدولة الواحدة وطبيعة العلاقة ما بين الحركات الإسلامية والنظام العالمي والعلاقة ما بين الجماعة ورجل الشارع ومفردات الخطاب الذي تتبناها الحركات الإسلامية؟ والوقوف على حالة البناء الفكري والتنظيمي للحركات الإسلامية والتعرف على التحولات والتطورات التي مر بها الفكر الديني للجماعات الإسلامية ومناهج التكوين، ونزعة التفرد بالقيادة وحالات التضامن الداخلي وقوة الولاء ومسألة العصمة رغم كونها جهداً بشرياً وكيفية توظيف هذه الخصائص.

إذ إن معظم الدراسات التي صدرت عن الحركات والجماعات الإسلامية تقوم على عامل التقويم الشخصي للحركات والجماعات وهو تقويم في الغالب يأخذ أبعاداً نفسية، وشخصية، ومذهبية يتداخل مع عوامل اجتماعية وثقافية وتاريخية تحول دون التعرف الصحيح على الحركات الإسلامية.

مما يؤكّد أهمية إنشاء مركز علمي لدراسات الحركات والجماعات الإسلامية لكي يسهل فهمها والتعامل معها.

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك