تحمل المسؤولية.. تربية وتعلم

راشد محمد الفوزان

 

أستطيع القول إن عدم وجود إحساس "المسؤولية" بصورة عامة لدى الشباب أو الشابات هي صفة موجودة وواضحة ولا أعرف كم نسبتها ولكنها طاغية على أي حال. لنحدد أولا ما معنى عدم تحمل المسؤولية؟؟ حين أجد طالبا طالبة بمدرسة لا يحترم المعلم أو المعلمة، حين لا يهتم بنظافة مدرسته، لا يهتم بتعليمه بالقيام بالواجبات، باحترام المعلم وهيبة المدرسة، بعدم الجدية بعمله وهو "التعليم" اعتبرها عدم مسؤولية، حين يكون هناك موظف سواء بقطاع عام أو خاص، لا يلتزم بالداوم الرسمي حضورا وانصرافا، حين لا يقوم بعمله على أكمل وجه ويبدأ بإهمال عمله بعدم الإنجاز والإتقان له، حين يتفرغ للإفطار أو القراءة خارج العمل، حين يبحث عن عذر للغياب وعدم العمل بأي وسيلة، حين لا يحمل رغبة وشغفا بتطوير نفسه بالعمل من خلال حضور دورة أو تدريب أو تعليم أو نحو ذلك، أعتبر كل ذلك عدم تحمل للمسؤولية، حين يكون الزوج مهملا بمنزله، لا يعرف من أتى ومن ذهب، لا يراقب أولاده دراسيا وسلوكيا، يهمل منزله بالساعات غيابا لمجرد أنه يقضي وقته مع "الشباب باستراحة" حين لا يبحث عن كيف يستثمر وقته، ويطور نفسه بعمل إضافي أو منتج داخل منزله، أعتبره غير متحمل للمسؤولية، حين المواطن يسير بالطريق العام، ويرمي علبة أو يقذف بشيء، أو يسير بالشوارع مخالفا لقواعد المرور، أو يتجاوز ويكسر كل قانون مروري، أعتبر هؤلاء لا يتحملون مسؤولية. من يعتمد على والديه في كل شيء وهو تجاوز سنا يفترض أن يكون أصبح مستقلا كشخصية وعمل وعلم وإنتاجية، هؤلاء لا يتحملون مسؤولية، حين لا يبدأ بالعمل من العمل الصغير ويكبر معه، ويتدرب ويتعلم ويكابد العمل ويبتعد عن التشكي والشكوى واللوم، هؤلاء لا يتحملون المسؤولية.

من كل ذلك ممن لا يتحملون المسؤولية خصوصا الشباب أو من تجاوز وتزوج وبدأ عمله السبب ما هو وأين الخلل؟ برأيي الشخصي هناك سببان "التربية من المنزل والوالدين - والمدرسة والتعليم" وهذا يتطلب من الأب والأم سلوكا يكونان هما قدوة له بالعمل والمثابرة وتكليفة بالأعمال من الصغر وفقا لسنه، ويحاسب ويجازا على ما يعمل ولا يعمل، لا يترك بأسلوب مهمل ثم تتكون شخصيته ويصبح معها صعب التغيير والتقويم، وكذلك المدرسة، أن تعمل على تكليفه بالأعمال اللاصفية والصفية بنشاط ومحاسبة وتدقيق شديد عليه، لسبب أن يكون لديه قدرة لتحمل المسؤولة والعمل والإنجاز، لكي ينجحون في حياتهم؛ لا أن يتركون للتجربة والخطأ، ونرى ما نرى من "بعض" سلوكيات توضح ضعف المسؤولية وتحملها.

المصدر: http://www.alriyadh.com/1531648

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك