لبيك اللهم لبيك.. الحج للعبادة وليس للسياسة

سعد الحميدين

 

موسم الحج من كل عام على مر التاريخ الإسلامي هو الوقت الذي يتوافد فيه المسلمون من كل أنحاء الدنيا ليقيموا المناسك التي أمر الله تعالى رسوله الكريم بأن "أذن بالناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، والحاج الذي يأتي من أقاصي الدنيا وأقربها يجيء لكي يقضي أياما معدودات يؤدي فيها مشاعر الحج، وهو يرى الله في كل خطوة تحفه السكينة والوقار يدعو الله بالمغفرة والرحمة في اشرف بقاع الأرض قائما بالمناسك التي أداها قدوة المسلمين صلى الله عليه وسلم، وساروا على نهجه المبارك كل عام، وكل عام يزداد العدد على مر العصور، والموسم بعد الموسم يرسم سابقه تاليه لكي تتكامل الأعمال والأفعال بالإرشاد، والعمل الدؤوب من المسؤول الذي يمثله ولاة الأمر ومن يساندهم ويساعدهم مستمرا في كل وقت، والهدف راحة الحجاج.

اهتمت المملكة منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزير على إيلاء الحج والحجيج كل اهتمام بما تقدمه من خدمة لضيوف الرحمن ليؤدوا المناسك ويشهدوا منافعهم الدينية والدنيوية، وهم في سكينة ورخاء، وقد قدمت، وتقدم الكثير من المشروعات التي تكلف الملايين والمليارات للبيت العتيق ومسجد رسوله الكريم وكل المشاعر التي على الحاج أن يصل إليها اقتداء بالرسول الكريم، ومن عام فعام يرى العالم أجمع ما تشهده المشاعر والمقدسات من اعمال توحي بالاهتمام البالغ بخدمة المشاعر وتسهيل المسالك، وتوفير الحاجات التي يتطلب وجودها لكي يقوم الحاج وهو آمن بكل المشاعر في راحة تامة، والأعمال الخيرة المقدمة من المسؤولين بتوجيهات من الملوك الذين خلفوا القائد المؤسس كل منهم سار على النهج، عملوا على التطوير في الخدمات لتسهيل أمور الضيوف، وتوفير المواد والاحتياجات من تموينية، وصحية، ورعاية أمنية طيلة أيام الحج والحاج تحف به الرعاية من كل الجهات التي أُوكل إليها خدمات الحجاج، والحاج هو الضيف المكرم الذي يُخدم ويراعى، وهو محل الاهتمام حتى يقضي مناسكه ويعو سالما لبلاده.

الحج عبادة والركن الخامس من أركان الإسلام، والمسلم الحق من يقدر ويحترم دينه ويسير حسب التوجيهات الربانية. فلا يرفث ولا يفسق، أو يأتي بما يعكر نقاوة وصفاء الحج وروحانيته، إلا أنه في السنوات الأخيرة وبعد نجاحات المملكة في خدمة الضيوف وتقديمها كل التسهيلات، وكان الشكر من القريب والبعيد، بما لقوا من اهتمامات بالغة، مما عمق الغيرة في بلدان تدعي أنها تعمل لأجل المسلمين، وعملها هذا ملفوف بالتعاليم السياسية، التي تغذي بها جماعات وعصابات مثلت غصّة في بلدان عربية كانت تعيش النقاء والصفاء والتلاحم، فأوقدت الفتن والدسائس وغذت المؤمرات العاملة على الشقاق والنفاق وعداء المسلم لأخيه المسلم، ومن ثم حاولت التدخل في الشؤون الداخلية للجيران عن طريق عملاء وأزلام يدعون الإصلاح وهم في الحقيقة أدوات هدم وتخريب يسيرون وينفذون متجاهلين العواقب لما يفعلون أو يجهلون انهم يعملون على هدم حياتهم وتخريب أوطانهم، ويعلمون أنهم استخدموا أدوات لمحاولة تخريب أوطانهم، وإيذاء أشقائهم في الدم والعروبة والإسلام، فنفذوا، وفشلوا، ومن يدعي أنه يحارب الشياطين اتضح أمره أنه يحارب المسلمين الذين يخدمون الإسلام والمسلمين، ويعملون من أجلهم كل شيء، ويفعلون ما ينفع ويقوي الأمة الإسلامية.

إيران دولة مسلمة، ودم المسلم على المسلم حرام، والحرس الثوري الإيراني بمرتزقته من حزب الله والحوثيين يمثلون الصف الأول في المؤامرة الفارسية، ويمارسون كل ما يملى عليهم من المرشد والملالي الذين جعلوا بلدانهم مشتعلة بالفتن، وساقوهم لإيذاء الجيران في المنطقة، وما قدموا من كذب وادعاء بأن المملكة منعت الحجاج الإيرانين من الحج هذا العام، هو مخطط يراد منه الإساءة لمن يعمل بشرف يقدم الغالي دوما من أجل الإصلاح والتعمير، ويهيئ أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، فالكذب والافتراء الإيراني يتضحان في الأفعال والممارسات، التي توضح النوايا في محاولة الهدم وتقويض البناء.

وغابت من القاموس الثوري القدس والقضاء على إسرائيل، وصار الهدف محاربة العرب بأي وسيلة، ومد يد العون لكل مخرب يريد الشر بالأمة العربية الإسلامية، وهذا الشعار لم يعد تقية وخفاء بل أصبح معلنا، عبر الوسائل المستأجرة في أماكن مختلفة مدعومة بأموال الشعب الإيراني الذي يعاني وليس له حول ولا طول في مواجهة من يدعون أنهم إلى الله أقرب، وأنهم قاموا بالمعجزات حسب أوهامهم!

المصدر: http://www.alriyadh.com/1531671

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك