لو كان من أمري مطايا في سبيل الإرهاب

بينة الملحم

 

تُعيدني حادثة استعادة ومحاولة ثلاث سعوديات الانضمام إلى صفوف داعش الأخيرة الحديث حول قضية استغلال المرأة من قبل التنظيمات الإرهابية ومدى تصوّر حدوث ذلك وعدم تصديق البعض واستبعاد حصوله.

قبل خمسة أعوام تقريباً فكّرت في فكرة كتاب وقد تبلورت بعدما رأيت أهمية وضرورة تسليط الضوء عليها وبحث المزيد فيها من دراسات واهتمام بحثي خاصة وحيثُ أن اهتمامي الأساسي ينصبُّ على البحث في حركات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية وكتبتُ الأبحاث والمقالات والدراسات حول ظاهرة الإرهاب والعنف والتشكيلات الحركية والخلايا، لكل ما مضى فقد رأيتُ أن التوظيف الحركي من قبل تلك الجماعات للمرأة صار "ظاهرة" تستحق الدراسة والبحث، ووجدتُ أن أفضل طريقة لتناول أي موضوع أن تدرسه علمياً. وقد كتبتُ في تلك الظاهرة مقالاتٍ وشاركت في تحقيقات متعددة لكنها كانت "ظرفية"، لهذا قررتُ نسيان ما كتبتُ من قبل وجعله ظرفياً في سياقٍ زمني محدد والبدء في كتابة مؤلف مستقل يتناول بأبواب مختصرة تلك الظاهرة من جوانبها المتعددة. وقد شرعتُ في هذا الكتاب والمرأة تكرر حضورها مع جماعات العنف يوماً بعد يوم.

وفعلاً وضعت خطة كتابٍ عنونته بـ"مطايا في سبيل الإرهاب" وشرعت فيه وعلى ذكره كانت تلك المرة الأولى التي أدلف فيها باب وزارة الداخلية بعدما طلبت مقابلة سعادة اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية مشكوراً ولكن فضلت تأجيله لوقت لاحق وإن كنت لا أتمنى أن يأتي زمن تصير فيه أخبار انضمام امرأة لدينا لصفوف تنظيم إرهابي أو دعمه وتجنيدها يبدأ المجتمع في الاعتياد على تلقيها بعدما كان ذلك في عداد المستحيل أو عدم التصديق والتخيّل قبل بضع سنوات مضت!

وبعد تعدّد الحوادث وثبوت محاولات التنظيمات الإرهابية أخذ المجتمع من مناطقه الطريّة، بدايةً من الصغار الشباب وانتهاءً بالمرأة، إدراكاً منهم أنّ تجنيدها أسلوب استراتيجي ليتمكّنوا من اختراق نصف المجتمع المغلق في وجوههم من ناحية، ومن ناحية ثانية ولحقيقة أخرى لأنهم يدركون أن تجنيد عشر نساء أقل كلفة من تجنيد رجل واحد مع فارق أن انعكاس تجنيد امرأة واحدة كارثية أكثر من عشرة أضعاف تجنيد عدد من الرجال!

المصدر: http://www.alriyadh.com/1526152

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك