القائد والشعب والمشكلة

فريق تحرير مجلة الفجر

 

 

كأن أزمة اللاجئين إلى أوروبا كانت مفاجئة لنا.

كأنها وضعتنا في موقف محير، بين خوفنا من فقد الثقة بشعبنا، وخوفنا من فقد الثقة بأنفسنا وأحكامنا وقراراتنا.

وفي هذه المشاهد وأمثالها يسارع بعض أفراد النخب وأصحاب المواقع إلى إلقاء اللوم على «الشعب»، الذي قصر في تحمل مسؤوليته التاريخية، والذي لم يستمع إلى نداءات وتوجيهات قياداته، التاريخية أيضا.

ولعل وقفة متأنية بعيدة عن ردود الأفعال تظهر ما في هذا التوجه من تعميم خاطئ، ومعرفة ناقصة، وفهم قاصر.

القائد، أو المثقف، أو الناشط …يعمل في مجتمع متحرك ضمن سنن الله تعالى، ومعادلة هذا القائد الصعبة هي في محافظته على صلته بمجتمعه وانتمائه له، مع عمله على النهوض بالمجتمع ورفع سويته. فإن دخل القائد في قطيعة مع مجتمعه فقد انتماءه، وفقد فرصة التحدي الذي اختار مواجهته، وإن ساير القائد مجتمعه في كل توجهاته واتجاهاته، وبرر له كل تحركاته، فقد هذا القائد دور المصلح والموجه، ولو كان في موقع اجتماعي متميز، أو في منصب رسمي رفيع.

إن هذه الحوادث والتحركات الكبرى تكشف ما في المجتمع من مشكلات، لكنها تظهر أيضا ما في قياداته من بطء في الاستجابة، ومن نقص في المعرفة، ومن تقصير في الاجتهاد لاستكشاف سنن الله تعالى التي علينا أن نتعامل معها عند وقوع هذه الحوادث والأحداث.

وهذه الحوادث والتحركات الكبرى هي دعوة للتجديد في الخطاب، والاطلاع على تفاصيل الواقع، والاجتهاد في فهم التغيرات وإدراك السننن، والإبداع في إيجاد المنهج الذي يلبي حاجات المرحلة الجديدة. فمن واجه هذه المطالب كان هو المثقف القادر على التواصل مع ثقافة مجتمعه، ومن عمل وفق رؤية واضحة نال القدرة على توضيح الرؤية لشعبه، وتوجيه بوصلته.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «من قال هلك الناس فهو أهلكهم» (رواه مسلم).

المصدر:  https://alfajrmg.net/2015/11/18/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%...

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك