إسلام المتسامحين

عمار بنحمودة

 

- هل العنف مصير إنسانيّ وواجب دينيّ؟

يعتبر الحديث عن التسامح من المسائل المعاصرة التي فرضها الوعي بخطورة العنف وأثره في الإنسان. وقد كشفت الدراسات الحديثة عن روافد مختلفة للعنف بعضها ناتج عن مقوّمات نفسيّة في الذات البشريّة، إذْ بيّن "فرويد" (Freud) أنّ العنف مكوّن طبيعيّ في الإنسان[1]، وبعضهم الآخر فسّره تفسيرًا اقتصاديًّا فجعله نتيجة طبيعيّة للصّراع الطبقي كمثل أطروحة "أنجلز" (Engels) في كتابه "تاريخ العنف"[2].

ولم ينكر فريق من الباحثين دور الدّين في نشر العنف. فقد استطاع الخطاب الديني أن يهب أصحابه شرعيّة الحرب المقدّسة وحقّ سفك الدماء استرضاءً للآلهة. وما الحروب التي خاضها المؤمنون ببعض الرسائل السماويّة سوى دليل على يقين ثابت بأنّ للمؤمن حقّ قتل الكافر وسلبه ماله وسبي نسائه وذريّته[3]. ولذلك فقد استطاعت الأديان أن تهب المقاتلين أسماء ترفع من منزلة القتال لتصيّره جهادًا مقدّسًا ودفاعًا عن حرمة الأديان وتطهيرًا للأرض من دنس الكافرين والمفسدين. وقد كان الحكايات الدّينيّة التي عجّت بها تفاسير القرآن تصوّر العنف الإنسانيّ مرتبطًا بحكاية الخلق الأوّل، فقد قتل قابيل أخاه هابيل. وفُتح بذلك باب للإنسان كي يكون عدوًّا لأخيه الإنسان. وقد برّر الخطاب الدّيني الحرب ضدّ المختلفين ففرض أشكالاً مختلفة من العنف على الآخرين بعضها مادّي وبعضها الآخر رمزيّ يتمثّل في فرض قانون يعتبره دعاته أنّه سماويّ مقدّس على الرغم ممّا يطرحه تأويله من إمكانيّات الاختلاف ومسارات الاعتراف بالآخر المختلف عقيدة. وقد منح هذا الاعتقاد ورثة الأنبياء من علماء الكلام والفقهاء سلطة رمزيّة على النّاس. فقيّدوا حركاتهم وسكناتهم. وقنّنوا سلوكهم الدّيني بدءًا بأبسط قواعد النظافة وصولاً إلى كيفيّة أداء الطقوس وسبل التعامل مع الآخرين، فقد صاغوا تصوّرًا لكلّ النواحي الإنسانيّة. فلم يتركوا كبيرة أو صغيرة إلاّ وقنّنوا قواعدها وضبطوا شروط أدائها. وفي ذلك اعتداء على حقّ الاختلاف وسدّ لأبواب الاجتهاد جعلت الفكر الإسلامي يدخل مرحلة الجمود الفكري بسبب العنف الرمزيّ الذي فرضه التقنين الصّارم والتدخّل اللامتناهي في شؤون النّاس وأحوالهم. ونضرب مثل الفقهاء في اقتحامهم خلوات البشر وضبطهم شروط النظافة والجماع ودخول المسجد والخروج منه وإسرافهم في تحديد أقوال المسلم قبل الصّلاة وبعدها، حتّى صار الفقهاء طائرًا محكيًّا والمسلم الصّدى.

ويظهر الشكل المادّي للعنف من خلال تشريع الجهاد والحثّ عليه. وهو شكل استنسخ أساليب قديمة، ولكنّه غيّر مقاصد الحرب من حرب تدار بين القبائل إلى حرب تديرها العناصر المتحالفة باسم الإسلام لتوسيع رقعة الدولة الإسلاميّة وفرض عقيدتها وقوانينها.

لقد نشأ تيّاران مختلفان تجادلا حول العلاقة بين الأديان والعنف، ففي الوقت الذي نشأت فيه قراءات تشيد بالصلة الوثيقة بين الدين المسيحي والتسامح كتلك التي أعلنها "جون لوك" بقوله "إنّ التّسامح بين أولئك اللذين يعتقدون عقائد مختلفة في أمور الدّين يتّسق تمامًا مع العهد الجديد الذي أتى به السيّد المسيح، كما يتماشى مع مقتضيات العقل الإنسانيّ الحقّ، حتّى إنّه لأمر غريب عند الناس أن يكون المرء أعمى إلى الدّرجة التي لا يرى فيها ضرورة التّسامح ومزاياه في ضوء ساطع كهذا."[4] وأكّد "فولتير" بدوره أنّ العهدين القديم والحديث لم يكونا دعوة إلى التعصّب والعنف.[5]

ولكنّ تلك الدّراسات التي بدأت مشروعًا لتأصيل مفهوم التسامح في الفكر الإنسانيّ قد ولّدت بالمقابل تيّارًا جعل من التّسامح ذاته آليّة إدانة للدّين الإسلاميّ انطلاقًا ممّا دعا إليه نبيّ الإسلام صراحة إلى قتال الجماعات الدّينيّة الأخرى في شبه الجزيرة العربيّة واعتمادًا على السجلّ التاريخي للدعوة الإسلاميّة التي قامت على غزو الدّول واحتلالها، فقد اعتبر "برنارد لويس" مثلاً أنّ "هناك فكرة من الأفكار المرتبطة عادة في العقول الغربيّة بالسياسة الإسلاميّة فكرًا وممارسةً، وهذه الفكرة تتعلّق بمفهوم الجهاد "يسمّونه الحرب المقدّسة". وقد اعتبر الإسلام دينًا محاربًا أو في الحقيقة دينًا عسكريًّا من بدايته كما اعتبر أتباعه محاربين متعصّبين منهمكين في نشر دينهم وشريعتهم بالقوّة المسلّحة."[6] فكانت النتيجة استعادة منظومة الردّ التي اعتمدها علماء الكلام قديمًا ومحاولة الدّفاع عن الإسلام باعتباره دين تسامح لا دين عنف، فظهرت بذلك الدّراسات التي تهدف إلى تأصيل مفهوم التّسامح في الفكر الإسلاميّ، وقد اتّخذت منهجًا سعى من خلاله أصحابه إلى إثبات تسامح القرآن من خلال إخضاعه إلى قراءة انتقائيّة تبيّن آيات التسامح وتواري آيات الحثّ على القتال. وبالمقابل فقد أخضعت السيرة النبويّة بدورها إلى قراءة مماثلة غايتها رصد المواقف التي تسامح فيها النبيّ مع خصومه. وأبرزها عفوه عن أبي سفيان وسائر المشركين في قريش بعد فتح مكّة. وبذلك فقد كانت الغاية إثبات أنّ الدّين الإسلاميّ دين تسامح، ولا تزال تلك الآليّات معتمدة بعد انتشار موجة الإرهاب واتّهام الإسلام والمسلمين بالعنف، خاصّة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر سنة إحدى وألفين.[7] فإلى أيّ حدّ تبدو تلك الردّود موضوعيّة في الحكم على الإسلام دين تعصّب أو دين تسامح؟ وهل يمكن انطلاقًا من القراءة الانتقائيّة أن نخرج بأحكام علميّة؟

2- إسلام متسامح أم مسلمون متسامحون؟

لا شكّ أنّ النصّ القرآنيّ قد خضع إلى تأويلات مختلفة جعلت من القراءات المتنوّعة تنتج مسارات متباينة النتائج في فهمها للخطاب القرآنيّ، لا يمكن أن تجعلنا نطلق الحكم بتسامح الإسلام أو تعصّبه إلاّ بفهم تنوّعها ودراسة مواقفها. إذ لا يخفى أنّ قراءة أهل السنّة والجماعة كانت قراءة سلطويّة بامتياز. إذ هي تحتكر العنف وتشرّعه سواء أكان ذلك العنف ضدّ خصومهم من الفرق الأخرى أم ضدّ الأعداء الخارجين. ولم تكن فرقة الخوارج أقلّ نزوعًا إلى العنف، فقد اعتمدت تلك الفرقة مفهوم التكفير من أجل الانقلاب على خصومها من جيش "عليّ" ثمّ تكفير سائر المسلمين اللذين لا يؤمنون بتصوّرهم للقرآن وفهمهم لطبيعة الحكم السياسيّ. وقد انخرطت الفرق الشيعيّة بدورها في دائرة العنف ثائرة ضدّ النظام السنّي القائم منذ عهد معاوية بن أبي سفيان وطوال فترة الأمويين والعباسيين. وقد كانت تجد في القرآن والسنّة مبررات لخروجها وعنفها الموجّه ضدّ خصومها. فهل يعني ذلك أنّ الإسلام كان في الواقع دين تعصّب للرأي لا يسلم فيه المسلمون أنفسهم من عنف إخوانهم؟

ولكن من وسط هذه الصّراعات التي اعتبرها المسلمون فتنة، ظهرت فرقة ضمّت أعلامًا آمنوا بالتّسامح، ولم يدخلوا ساحة الصّراع السياسيّ على السلّطة. فهل يمكن القول إنّ هذه الفرقة تمثّل نواة مفهوم معاصر للتسامح؟ وإلى أيّ حدّ يمكن اعتبار الجانب السياسيّ سبب العنف ومصدر التعصّب؟

3- التصوّف والتسامح:

بدأت حركة التصوّف نقطة لقاء بين التصوّر الدينيّ والفلسفة الإشراقيّة التي قامت عليها رؤية "أفلوطين"، وبدأت حركات التصوّف في شكل زهد مثّلته شخصيّات عرفت بورعها وتقواها وكانت محلّ إجماع حول منزلتها الدّينيّة وسعيها إلى تطبيق تعاليم الشريعة بعيدًا عن النزعات المادّية. ولذلك فقد ارتبط التصوّف برفض للدّخول إلى حلبة التنافس السياسيّ، أو تقديم مشروع سياسيّ يمكن أن يمثّل خطرًا على الحكّام السنّة. "ذلك أنّ ما شهده الإسلام المبكّر من فوضى سياسيّة وفتن وحروب داخليّة وما رافقها من قلق روحيّ ومظالم اجتماعيّة وتفاوت طبقيّ فاحش وظهور فئة مترفة تسعى وراء المتع وتسرف في المجون، كلّ ذلك كان له عظيم الأثر في نشأة الفرق الدّينيّة والاتّجاهات الفكريّة في الإسلام، وكان له دور كبير في تنمية روح الورع والزهد عند بعض الصّحابة والتّابعين."[8] إلاّ أن تلك النزعة لم تحل دون تكفيرهم وتفسيقهم والحكم على بعضهم بالنفي والموت. فقد انتقلت ساحة التنافس من المجالات المادّية المتمثّلة في السّلطة الدينيّة إلى مجالات رمزيّة أساسها التنافس على السّلطة الرمزيّة التي يضمنها التأويل.

لقد قدّم المتصوّفة مشروعًا تأويليًّا ادّعوا فيه تجاوزهم للقراءات السائدة التي لا ترى في النصّ القرآني سوى قشر، واعتبروا علمهم علم الباطن، ولكنّ اللافت للنظر أنّ تلك النزعة لم تحل دون ظهور مواقف عدّها بعضهم في باب وحدة الأديان التي تمثّل تجاوزًا للنزعة الدغمائيّة وإقرارًا بالتنوّع الدّيني المفضي إلى واجب الوجود في ذاته.

"لقد أدّى اعتقاد الصّوفيّة بحلول الحقّ جلّ وعلا في البشر إلى اعتقادهم بصحّة الأديان مطلقًا، وأنّ الحقيقة ليست في دين دون آخر بل هي مطلقة بين الأديان كلّها."[9] وقد روى الطوسي أنّ البسطامي قال عند مروره بمقبرة لليهود "معذورون" وأنّه لمّا مرّ بمقبرة للمسلمين قال إنّهم "مغرورون."[10] وهل يوجد تسامح أرقى من نقد الذات والتماس العذر للآخر؟

لم يكتف القدامى بإقرار حقيقة التسامح الذي وسم الفكر الصّوفي وإن كانوا ساقوه في سياق الإدانة، وإنّما أظهر بعض المعاصرين نزعة التسامح التي اختصّ بها المتصوّفة من خلال إقرارهم بمبدأ وحدة الأديان، فقد اعتبر"أحمد أمين" أنّ الإقرار بمبدأ وحدة الوجود يؤكّد تسامح المتصوّفة، فكلّ الأديان تسلك طريقًا إلى الله، والغايات واحدة وإن اختلفت السبل.[11]

فهل يمكن اعتبار الفكر الصّوفي فكرًا متسامحًا من خلال نزوعه إلى النأي بمقولاته عن ساحة الصّراع السياسيّ واتّجاهه إلى التجريد تأسيسًا لمنظومته الفكريّة؟

وهل يمكن القول إنّ الإقرار بوحدة الأديان علامة دالّة على تسامح المتصوّفة؟ ألا يدين المتصوّفة بدين الإسلام ويقرّون بسموّ هذا الدين على سائر الأديان؟ أليس اللسان في حدّ ذاته ضربًا من التوظيف الرمزيّ للنصّ القرآني؟ وكيف نتحدّث عن تسامح المتصوّفة والحال أنّهم يتعالون بوعيهم عن الإدراك النقليّ والعقليّ، ويعدّون خصومهم أصحاب قشر بينما يعتبرون أنفسهم أصحاب علم اللباب؟ أليس الاتّجاه إلى بناء منظومة متعالية تتّجه نحو إدراك الذات الإلهيّة والترقّي في مراتب المعرفة تأسيسًا لسلطة الوليّ بدل سلطة الإمام؟ وهل يمكن الفصل بين اكتساب السلطتين المادّية والرمزيّة؟ أليس الانتصار العقائديّ مفضيًا إلى الانتصار السياسيّ؟

تلك أسئلة يضيق عنها مقام المقال، ولكنها تظلّ أكيدة من أجل رسم صورة موضوعيّة تراعي أفقًا ذهنيًّا لم ينفكّ يحلم فيه كلّ فريق دينيّ بأنّه الممسك بزمام الحقيقة وأنّ خصومه على باطل. ولا يزال التنافس الرمزيّ قائمًا بين الفرق اليوم لتثبت أنّه مهما كان الماضي حمّالاً لوجوه التعصّب، فإنّ الحاضر كفيل بتعديل كثير من المقولات الدّينيّة على ضوء حاجاتنا المعاصرة للتسامح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] انظر: سيجموند فرويد، الحب والحرب والحضارة والموت، (ترجمة عبد المنعم الحفني)، ط1، القاهرة، دار الرشاد، 1992، ص ص 10- 26

[2] انظر:

Friedrich Engels, Le rôle de la violence dans l’histoire, (Traduit par E. Bottigelli), 1er édition, Paris, Les Éditions sociales, 1969, pp 7- 33.

[3] "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ." سورة محمد/ الآية 4

[4] جون لوك، رسالة في التسامح، (ترجمة منى أبو سنة)، مصر، المجلس الأعلى للثقافة، 1999، ص 23

[5] فولتيير، رسالة في التسامح، (ترجمة هنرييت عبودي)، ط1، دمشق، دار بترا/ رابطة العقلانيين العرب، 2009، ص ص 113- 130

[6] برنار لويس، لغة السياسة في الإسلام، (ترجمة إبراهيم شتا)، ط1، مصر، دار قرطبة، 1993، ص 113

[7] يقول نبيل لوقا ببّاوي: "يتعرّض الإسلام دائمًا للهجوم الشديد من قبل أعداء الإسلام في الغرب وخاصّة من المستشرقين. ولكن زادت ضراوة الحرب على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فاشترك في هذه الحملة الشرسة السياسيّون الغربيّون والأمريكان بترديد حملة مفادها أنّ الإسلام دين عنف ويحرّض معتنقيه على العنف وأنّه انتشر بحدّ السيف." انتشار الإسلام بحدّ السيف بين الحقيقة والافتراء، ط2، مصر، مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، 2002، ص 24

[8] محمد بن الطيب، إسلام المتصوّفة، ط1، بيروت، دار الطليعة، 2007، ص 17

[9] سعيد حسين معلوي، وحدة الأديان في عقائد الصّوفيّة، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 2001، ج1، ص 442

[10] الطوسي، اللمع، ط1، مصر/ بغداد، دار الكتب الحديثة بمصر/ مكتبة المثنى ببغداد، 1960، ص ص 474- 475

[11] يقول أحمد أمين: "وإذ قال كثير منهم بوحدة الوجود، كانوا أسمح الناس في اختلاف الأديان. فالاختلاف بين الأديان إنّما هو اختلاف في الظاهر، أما من حيث الحقيقة والجوهر فكل تسلك طريقًا إلى الله، والغاية واحدة، والاختلاف في الوسائل لا يهم، مادامت الغاية واحدة، وهي حب إله واحد.

ولابن عربي وجلال الدين الرومي أشعار كثيرة في هذا المعنى، وكذلك في بعض أبيات تائية ابن الفارض، خصوصًا في التائية الكبرى.

وقالوا: إنّ كل دين وإن اختلف في مظهره عن الدين الآخر، فإنّما يكشف عن ناحية معينة من نواحي الحق؛ فالإيمان والكفر لا يختلفان اختلافًا جوهريًّا، واليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام متفقون في عبادة إله واحد. والقرآن والتوراة والإنجيل منتظمون في سلك واحد، هو سلك التنظيم الإلهي. مما يجعلهم أرحب الأديان صدرًا."، صدر الإسلام، ج4، ص ص 164- 165

 

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك