أفكارنا تؤثر في أقدارنا

سهام الشارخ

    أحكمُ النّاس في الحياة أناس

عللّوها فأحسنوا التّعليلا

فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظلّ رأسك همّ

قصّر البحث فيه كيلا يطولا

هذه أبيات من قصيدة جميلة لشاعر التساؤل والتفاؤل إيليا أبو ماضي تدور معانيها حول فلسفة الحياة وتأثير التفاؤل والطاقة الإيجابية في الإنسان.

إن القلق في الحياة أمر إيجابي لأنه يشكل دافعا للعمل والبحث عن الحلول، ولكن بشرط أن يكون بحدود المعقول، إلا أن بعض الناس تجدهم في حالة توتر وقلق دائم وتخوف من أمور قبل أن تحدث، وعندما تحدث يقول الواحد منهم: ألم أقل إن ذلك سيحدث؟ ألم أكن محقا في مخاوفي؟

يميل البشر بشكل عام أكثر إلى التفكير السلبي منه إلى الإيجابي، ولكن هناك أشخاص من السهل جدا انجرارهم إلى حالة القلق والخوف، فهم أسرع إلى الشعور بالتوتر وتوقع الأسوأ من غيرهم.

إن الأمور السيئة من مرض أو وفاة أو خسارة أو فشل جزء من الحياة، وهي مقادير مكتوبة علينا وليس من السهل التحكم فيها، ولكننا مع ذلك يمكن أن نحد ونخفف من حدوثها لو تحملنا المسؤولية تجاه أنفسنا وأجسادنا ومشاعرنا وعلاقاتنا.

يحدث أحيانا أن تتكرر التجارب السيئة في حياة الشخص، فقد يواجه مشكلة في أكثر من مجال دراسي يلتحق به، أو في أكثر من وظيفة يعمل بها، أو في أكثر من علاقة، أو في أكثر من مشروع، وقد لا ينجح في التخلص من زيادة الوزن مثلا، وتجده في النهاية يرمي باللوم على الظروف أو على الأنظمة أو على الآخرين أو على الحظ، ولا يتوقف ليفكر ويتساءل: لماذا حدث له ما حدث؟ هل هناك حكمة من تكرر هذا الفشل؟ ما الدروس التي يمكن أن يتعلمها من تجاربه؟ ما الذي يجب أن يتغير؟ وكيف؟

هناك رأي يقول إن بعض الأشخاص يجذبون بأفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم الأحداث السيئة دون أن يشعروا، وقد أثبتت تجارب كثير من الناس صحة ذلك، فالوضع الخاطئ له تداعياته ونتائجه ما لم يُعد التفكير فيه وتصحيحه، فالفشل المتكرر في العمل أو الدراسة مثلا يتطلب تحديد ما يعنيه العمل أو التعليم للشخص وما المستقبل الذي يتطلع إليه وما إذا كانت قدراته تتناسب مع الوظائف أو المجالات التي التحق بها، والفشل في العلاقات قد يكون بسبب اختيارات غير موفقة نتجت عن أفكار ومفاهيم مسبقة أو بسبب التركيز على السلبيات، والمشكلات المالية تتكرر إذا استمر اتخاذ القرارات الخاطئة المتعجلة، والوزن الزائد لن ينقص إذا كان هناك اعتقاد مسبق أنه لا شيء سيجدي مهما حاولنا وهكذا..

قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

http://www.alriyadh.com/1120796

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك