درس عملي في سماحة الإسلام.. الخير ينتصر

 

ترجمة وإعداد : محمد عثمان

 

    لم تكن امرأة وصلت وحيدة للمشاركة في تظاهرة ضد الاسلام في ميتشغان تتوقع ان ينتهي بها الأمر بعناق مجموعة النساء اللواتي كانت تهتف ضدهن قبيل لحظات خلت.

وكانت مجموعات أخرى من الأميركيات المعارضات قد وصلن إلى مسجد نور ولكن تراجعن عن المشاركة عندما رأين ان عدد الواصلات لا يزيد على امرأة واحدة وقفلن عائدات من حيث أتين.

وألجمت الدهشة لسان المتظاهرة الوحيدة عندما تقدمت نحوها نساء مسلمات وعانقنها إثر نقاش مستفيض عن المعتقدات الخاطئة التى تعشش في ذهن المرأة. وكان أحد الرجال المناصرين للمسجد قد تقدم نحو المرأة وسألها عما اذا كانت تريد أن تقول شيئا. غير أنها صدته قائلة، "اذا كنت مسلما فإنني لن أصادقك"، ورددت اعتقادها بأنه لا يوجد مسلم مسالم.

وقالت المرأة لاحقا بعد أن تغير موقفها أنها تستقي كل معلوماتها عن المسلمين من أعضاء مجموعتها في "الفيس بوك."

وقالت المتظاهرة إن النساء المسلمات أمام مركز نور الثقافي الاسلامي قلن لها إنه يوجد طعام افطار بالداخل ولكنها ردت بأنها أتت للتظاهر ضدهن وأنها تعتقد أن العطف الذي أبدينه تجاهها ما هو إلا خدعة. غير أن الرجل أكد لها أن النساء صادقات في معاملتها بلطف ولين.

وتجمعت النساء حول المرأة وانخرطن في نقاش معها وأوضحن لها أن انتماء شخص ما إلى ديانة معينة لا يعنى بالضرورة أنه يتصرف وفقا لتعاليم تلك الديانة وإنه ملتزم بها.

السيدة بدأت مظاهرتها بتأكيد عدم وجود مسلم مسالم.. وأنهتها بالدعاء للمسلمين والمسلمات

وعلى سبيل التوضيح، قالت لها إحدى النساء المنتمية إلى مجموعة مناصرة للتعايش بين الأديان أنها مكيسيكية الأصل وإن لوردات المخدرات وزعماء العصابات في بلدها يرتكبون جرائم القتل والاغتصاب على الرغم من أنهم كاثوليك.

ثم أوضحت النساء للمتظاهرة إن أعضاء تنظيم داعش ليسوا مسلمين بحق وحقيق بل هم نتاج لصراع سياسي - اجتماعي.

تلى ذلك أن وجهت النساء الدعوة للمتظاهرة للدخول إلى المركز وتناول القهوة والشطائر.

وتوصلت النساء والمتظاهرة أخيرا إلى توافق بأنهن جميعا يعارضن القتل والاقتتال في الشرق الاوسط وإنهن يؤيدن الحريات المتاحة في اميركا بصرف النظر عن الديانات التى يعتنقنها.

وقالت المتظاهرة بعد أن جردها العطف غير المتوقع من قبل النساء المسلمات اللواتي خرجت للتظاهر ضدهن من كل أسلحتها، "ليس في داخلى شر. إنني سأصلى من أجل إخواتى وإخواني المسلمين. كل ما ارغب فيه هو أن يتوقف القتل"

وردت عليها إحدى المسلمات قائلة، "لا أحد منا يؤيد القتل والمسلم الحقيقي يرفض جرائم القتل تماما مثلما يعارض المسيحي القتل".

ودعت النساء المرأة للانضمام إلى نقاش حول التسامح الديني والتعايش بين الأديان. وبعد أن اطمأنت إلى الوسط الذي تواجدت فيه، دلفت المرأة إلى داخل المركز، بل والتقطت صورا ذاتية مع الحضور من الجنسين.

وتم استقبال المتظاهرة داخل المسجد بتصفيق حاد وتناولت طعام الافطار فيه ولكنها طلبت من إحدى الحاضرات أن تتذوقه للتأكد من سلامته قبل أن تتناوله.

وقالت امرأة من الحاضرات،" ما حدث أمر جميل. انه يؤكد ان هناك أملا في الانسانية في مثل هذه الأيام."

وكان مركز نور الثقافي الاسلامي قد نشر هذه القصة في الفيس بوك موثقة بالصور.

وتعد تظاهرة الشخص الواحد التي نظمتها هذه المرأة واحدة من عدة مظاهرات سعت جماعة متطرفة تدعى "تجمع عالمي من أجل الإنسانية" إلى تنظيمها في 20 مدينة أميركية. غير أنها لم تحظ بالإقبال من قبل الجماهير.

وكانت الجماعات المؤيدة للتعايش بين الأديان المناهضة للكراهية ضد الاسلام أكبر عدد في كل المناطق التى دعت المنظمة المتطرفة إلى تنظيم التظاهرات فيها.

http://www.alriyadh.com/1091246

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك