مسلمو غرناطة بعد عام 1492 لخوليو كاروباروخا وشتات أهل الأندلس، المهاجرون الأندلسيون لمرثيديس غارثيا أرينال

نجيب محمَّد الجباري

 

من نافلة القول: إن بلاد الأندلس قد حظيت -خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي- باهتمام كبير, وعناية ملحوظة من قبل عدد كبير من الدارسين, والباحثين الجامعيين في كثير من الأقطار العربية والأجنبية، في شكل مقالات أو مؤلفات مستقلة تمثل حصيلة مجهوداتهم، وهي اتجاهات منهجية متنوعة وتصورات متباينة عن ذلك الصقع القصي من الغرب الإسلامي، وعن جوانب من الحياة الأندلسية التي ظلت غامضة ومبهمة آمادا طويلة.

لقد انصبّ الاهتمام بالتراث العربي والإسلامي في بادئ الأمر على المشرق نتيجة قيام الدول العربية الإسلامية الكبرى فيه، وتأثيره البيّن على كل أنحاء العالم الإسلامي شرقه وغربه. إلا أن الدارسين المحدثين أدركوا أهمية الالتفات إلى الأطراف الغربية التي كان لها دور فعال في مسيرة التاريخ والحضارة العربية الإسلامية. هذه الحضارة التي أثرت بشكل مباشر -بواسطة احتكاكها بالغرب- على الحضارة الإنسانية قاطبة، ومنحتها دفعة قوية إلى الأمام.

وقد اضطلع بمهمة التتبع والبحث والكشف عن خبايا الأندلس وأسرارها الأصيلة، ودورها في تأصيل الحضارة الإنسانية عامة، بعضُ المستعربين والمستشرقين, وفي طليعتهم الباحث "ميغيل لافوينتي ألكنترا" بكتابه "تاريخ غرناطة"، و"كيين روبليس" بكتابه "تاريخ مالقة"(1) ، وأعمال "لويس فرنانديث" و"خوان طوريس فوينتيس"، وأعمال فقيد البحث الغرناطي "لويس سيكودي لوثينا باربديس" الذي كرّس كل مجهوداته لغرناطة في القرنين الثامن والتاسع الهجريين, وخصهما بما يزيد عن خمسين مقالة، علاوة على مؤلفيْه: "غرناطة في القرن الخامس عشر" و"محمَّد التاسع سلطان غرناطة"(2) ، وأعمال الباحثة الفرنسية "راشيل أريي", وخاصة أطروحتها حول "أسبانيا المسلمة على عهد النصريين".

ثم كتاب "أسبانيا الإسلامية والمسيحية في بداية العصر الوسيط" لمؤلفه "طوماس كليك" Thomas Glick(3) ، والدراسة القيمة التي أنجزها الدكتور "دومنيك أورفوا" حول "عالم العلماء الأندلسيين من القرن الخامس الهجري إلى القرن السادس الهجري", وهو بحث يعكس عالم العلماء الثقافي والحضاري بالدرجة الأولى، كما تعكس هذه الدراسة شريحة اجتماعية عصرية.

إن مثل هذه النماذج المقتضبة إنما تدل على مدى الاهتمام المتزايد والرغبة المتكررة في الاطلاع على عطاءات وإنجازات الآخر, وقد حدث هذا بالفعل مباشرة بعد سقوط غرناطة في الثاني من يناير 1492م، وإن لم يذهب معها كل أثر إسلامي؛ بل ظل بالعكس وربما حتَّى اللحظة الراهنة باديا في سحنات الوجوه ولون العيون وعبق التراث والثقافة العربية الإسلامية.

ومن الموضوعات المهمة التي استأثرت باهتمام الباحثين والدارسين الأسبان موضوع المورسكيين والمأساة التي عاشوها بعد طردهم من الأندلس إبان سقوطها. فكيف تمت مقاربة وبحث هذا الموضوع؟ وما هي الجوانب التي تم التركيز عليها؟ ذلك ما سنراه من خلال عرضنا وقراءتنا لهذين الكتابين:

1- مسلمو مملكة غرناطة بعد عام 1492 لخوليو كاروباروخا(4).

يمثل هذا الكتاب أحد المراجع التي لا غنى عنها للباحث عن تاريخ الأندلس بعد عام 1492؛ أي بعد سقوط غرناطة الإسلامية, وتتوزع مضامينه بين عشرة فصول متكاملة، إلى جانب مقدمة تركيبية للمترجم, وأخرى للمؤلف مع خاتمة مركزة. قام بترجمته والتقديم له جمال عبد الرحمن.

والكتاب يكتسب أهميته وقيمته بسبب هذا الموضوع الذي يطرحه من جهة، وبسبب شخصية مؤلفه من جهة أخرى، يُعدّ باروخا أحد رواد الدراسات الموريسكية، وقد اقتفى الكثير من الباحثين أثره وساروا على نهجه، ويندر أن نجد بحثا عن الموريسكيين يخلو من إشارة أو إحالة على كتاب باروخا هذا.

لم يجعل المؤلف من أهدافه تناول مشكلة مسلمي الأندلس بصفة عامة؛ بل كان هدفه بالأساس دراسة ما حل بأهل غرناطة في أسبانيا قبيل غزو مملكتهم الإسلامية وبعده, ثم ما تعرضوا له في منفاهم الإجباري من ترحيب أو ترهيب.

حاول باروخا في مقدمة كتابه مقاربة مصطلح نقاء الدم؛ حتَّى يتمكن القارئ العادي من أن يفهم جيدا بُعدا جديدا للقضية الموريسكية، فالموريسكي -حتى لو أصبح مخلصا- سيظل ابنا بارا لسلالة غير مسيحية، وبالتالي غير نقي الدم؛ أي سيظل في وضع أقل شأنا بالنسبة للمسيحيين القدامى. إن هذه الفكرة -التي لم يتعرض لها أحد بشكل موضوعي- توضح أن كل مسلمي الأندلس -سواء من تنصر منهم حقيقة, أو من حافظ على إسلامه في الخفاء- قد تعرضوا لنكبة أو محنة, ومن ثم "فمن السهل أن نقول كلاما نظريا عن سوء تأسيس نظام "نقاء الدم"؛ لكن عندما نفكر في معنى الحروب التي خاضتها شبه جزيرة إيبيريا ضد الإسلام نجد أن هناك أساسا تاريخيا لذلك النظام، كان ذلك النظام يرى أن المسلمين وأحفادهم طبقة مدنسة بسبب إتباعهم الإسلام، ولذلك فهم -طبقا لذلك النظام- شبيهون بالكلاب على حد تعبير الطبقات الشعبية، وهم حلفاء للأتراك وللملحدين الفرنسيين"(5).

ندخل الآن في صميم موضوع الكتاب، فنقول: إن المؤلف تطرق في الفصل الأول لسقوط مملكة غرناطة, ولأصول المشكلة الموريسكية, ولعناصر النزاع والتوتر التي كان التعايش في ظلها يعدّ أمرا صعبا، ثم أصبح مستحيلا، وقد حاول المؤلف تحديد ملامح الأفكار العامة التي يمكن استخراجها من دراسة ظروف ذلك التعايش، من خلال البحث عن العناصر التي كان يمكن أن تجمع بين العنصرين (المسيحي والإسلامي) والتي قاومها الموريسكيون بشدة، وذلك بدءا من الفصل الثاني الذي عالج فيه الإطار المادي للحياة في غرناطة جغرافيا وسياسيا واجتماعيا, خلص فيه إلى "أن موريسكيي غرناطة قد عرفوا العصبية وشعروا بها، لقد حارب المشرعون المسيحيون تلك العصبيات رغبة منهم في محو الأنساب والأسماء"(ص72).

مرورًا بالفصل الثالث الذي خصصه لتحليل الملامح التي أدت إلى وجود سلسلة من المفارقات بين أفراد ذلك المجتمع، ولدراسة نوعية الصلات التي ربطت الموريسكيين بمجتمع المسيحيين القدامى، وإذا كان هذا الفصل قد حفل فيه صاحبه بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للموريسكيين فإن الفصل الرابع قد خصصه للحديث عن الجوانب الروحية، بدءا من العادات والتقاليد؛ كالاحتفال بالمناسبات العائلية كالميلاد والختان والزفاف والموت، ولما كانت هذه المناسبات مرتبطة بشعائر دينية -سواء عند المسيحيين أو عند المسلمين- فقد كان الاحتفال بها يجلب للموريسكيين المشاكل والعناء، مرورا بالمشاكل الثقافية؛ حيث كانت الثقافة الإسلامية بالنسبة للمسيحيين تشكل وحدة واحدة وشيئا واحدا في المنطقة الممتدة من أسبانيا وحتى بلاد فارس، أما المسلمون فقد أشاروا إلى أنهم لا يرون أن الثقافة الإسلامية واحدة في هذه الناحية. حتَّى وصل إلى الشعائر الدينية مستنتجا أن "سقوط آخر مملكة إسلامية لم يؤدِّ فقط إلى عدِّ الإسلام دينا محظورا؛ بل أدى كذلك إلى عدِّ المسلمين مواطنين أقل درجة من غيرهم، وقد أدى سقوط غرناطة كذلك إلى ظهور آراء حول الثقافة الإسلامية تجدر دراستها؛ نظرا لأهميتها من وجهة نظر علم الاجتماع"(ص136).

أما الفصل الخامس فقد تمحور حول التوترات التي عرفتها حياة مورسكيي غرناطة وحياة المسيحيين القدامى، أو بين طبقة النبلاء والجنود والضباط التابعين لها من جهة، وبين عناصر السلطة المدنية التي زاد نفوذها في عصر فيليبي الثاني من جهة أخرى.

في هذا الجو -الذي سادت فيه الفرقة والتطاحن وتضارب المصالح- كانت الاختلافات تزداد قوة، الأمر الذي أدى إلى تدخل الأسقف إلى تهدئة الأوضاع، كان الأسقف بدرو غيريرو نحو عام 1565م مقتنعا بأن الموريسكيين لم يكونوا مسيحيين مخلصين طالما يعيشون بهذه الطريقة، فطالب بتغيير عادات الموريسكيين، وباتخاذ إجراءات صارمة ضدهم في مجال العقيدة، كما تمت الدعوة إلى حظر التحدث والقراءة والكتابة باللغة العربية خلال فترة ثلاث سنوات, وإلغاء كافة العقود التي تحرر باللغة العربية، وأن تقدم الكتب العربية التي بحوزة الموريسكيين في ظرف شهر إلى رئيس محكمة غرناطة، وأن تعاد الكتب إلى أصحابها بعد فحصها إذا لم يكن هناك ما يمنع من حيازة الشخص المؤمن لها، ويتم الاحتفاظ بالكتب المعادة إلى أصحابها لمدة ثلاث سنوات، وأن يرتدي الموريسكيون ملابس قشتالية، وألا يرتدوا السراويل ولا الملافح, وأن تسير الموريسكيات في الشوارع ووجوهن مكشوفة غير مقنعة، وغيرها من المحظورات التي جاءت في قرار نشر في أول يناير عام 1567.

ويأتي الفصل السادس ليبين كيف انفجرت الأوضاع بغرناطة أواخر عام 1568 وقامت الثورة وعمت الفوضى واللانظام، يقول أورتادو دي مندوثا في أسلوب موجز معبر: "إن الثورة كانت لها عدة بدايات، ثورة قطّاع الطرق، وثورة العبيد، وتمرد القرويين والتنافس والكراهية والطمع"(6).

في الفصل السابع ينقل لنا المؤلف صورة درامية عن النهاية المتمثلة في الانهزام ومصير المنهزمين الغرناطيين، فكانت القرارات بإخراج الموريسكيين، والتي أدت إلى تجمع موريسكيي غرناطة في طليطلة.

"وقد ظلوا يعيشون بطريقتهم, ويتحدثون العربية، وكان نسلهم يتزايد إلى درجة أزعجت السلطات كما حدث نحو عام 1589، كان الوجود الموريسكي مزعجا لدرجة أن البعض رأى إعادتهم إلى موطنهم الأصلي, على أن تكون إقامتهم فيه في ظروف قاسية"(7).

لقد لاحظ المؤلف أن هذه الفكرة لاقت تأييدا في أوساط القيادات وفي أوساط ذوي النفوذ في غرناطة، وعارضها البعض وفي مقدمتهم غيرا دي لوركا قائلا: إنه "يجب وضع المصلحة الدينية والسياسية فوق أي اعتبار، رغم اعترافه بمهارة الموريسكيين في زراعة الأراضي، ورأى أن الموريسكيين في غرناطة سيشكلون تهديدا"(8).

بعد ذلك استعرض المؤلف بعض الأحداث المهمة التي أدت إلى الطرد النهائي الذي كان أول قرار نشر بشأنه في 22 سبتمبر 1609 خاص بموريسكيي فالنسيا، وقد ضم مجموعة من البنود الخاصة بالأشخاص المستثنين من قرار الطرد، ففي بداية الأمر، وبهدف المحافظة على استمرار الأعمال والفلاحة، تقرر الإبقاء على الفلاحين، كما تقرر أن يستثنى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات إذا وافق أولياء أمورهم على ذلك، والأبناء لأب مسيحي وأم موريسكية، والموريسكيات من زوجات المسيحيين القدامى والمسيحيات القديمات المتزوجات من موريسكيين، وأبناء الزيجات المختلطة ممن تقل أعمارهم عن ست سنوات..إلخ. وقد أدى هذا القرار إلى أعمال عنف وثورات وجرائم؛ لكن عامة موريسكيي فالنسيا رحلوا وهم يشعرون بالارتياح على أمل أن يجدوا في بلاد البربر معاملة أفضل من المعاملة التي عوملوا بها أحيانا.

وقد نشر القرار الخاص بطرد موريسكيي مرسية وغرناطة وجيان وقرطبة وإشبيلية في 12 يناير 1610، وقد تم تنفيذ القرار بطريقة صارمة وعنيفة؛ حيث شمل القرار شخصيات ثرية جدا، وتتولى أعمالا شريفة جدا، وقد منعوا من تحويل ممتلكاتهم العقارية إلى ذهب أو نقود أو سندات (ص227).

وبعد ذلك نشرت قرارات أخرى تباعا لطرد موريسكيي المناطق والمدن الأسبانية الأخرى كالأندلس وسرقسطة وغيرهما إلى أن تم طرد الموريسكيين طردا شاملا وجذريا.

في الفصل الثامن والأخير يتتبع المؤلف وضعية الموريسكيين خارج أسبانيا, وبالتحديد في المغرب؛ حيث اشترك الغرناطيون الذين خرجوا بعد الثورة في معركة القصر الكبير (ص246)، وقد اشتركوا كذلك في غزو ممالك نيجيريا بأمر من سلاطين المغرب على مدى سنوات طويلة، لقد وصل المغاربة حتَّى تمبوكتو بصحبة مسلمين يتحدثون الأسبانية, وفتحوا المدينة الغامضة عام 1591، لقد دخل الزعيمان الباشا جودار YAWDER والباشا محمود التاريخ (ص247)(9).

بعد ذلك بسنوات اصطدم المهاجمون الإسبان في عملية ميناء المعمورة بجيش من موريسكيي غرناطة، كما اشتهر بعضهم كقراصنة بمدينة سلا بالخصوص، كما اعتبر أن العنصر الأسباني أساس في التركيبة الاجتماعية لمدينة تطوان ويبدو ذلك واضحا على مستوى الأسماء والألقاب والعائلات كأغزول وابن الخطيب وداود والثغري والعطار وفرج والسراج وكاستيليو... وغيرها من العائلات التي تنحدر من نسل موريسكي.

ولعل أهم جوانب هذا الفصل توقفه عند قضية التراث الإسلامي لغرناطة بعد رحيل المسلمين عنها سواء بالاختيار الطوعي أو بالنفي التعسفي، إن انتماء التراث الغرناطي بشكل أو بآخر إلى الحضارة العربية الإسلامية كان أمرا لا جدال فيه، والوثائق تؤكد ذلك. لقد كان الطابع الإسلامي أكثر وضوحا على مستوى المعمار في المدن وفي القرى؛ حيث تبدو للناظر شبيهة بمدن وقرى الأطلسي والمناطق الجبلية بالمغرب، أو على مستوى صناعة الملابس والحلي والثياب وصناعة الخزف والزراعة وغيرها. إن الرحالة الذين يأسفون على طرد الموريسكيين يجدون كثيرا من الآثار الموريسكية في كل مكان، الأمر الذي يجعلنا نتكلم عن "أسطورة موريسكية" في الأندلس منتشرة بين الناس لدرجة توغلها في أوساط الشعب.

"هكذا يتحدث الناس عن دماء مسلمة تجري في عروق أهل الأندلس، وينسبون إلى هذا الأصل بعض المزايا والعيوب الموجودة فيهم، وقد عزا الناس إلى أصول مسلمة حسية أهل الأندلس وشاعريتهم وخيالهم الواسع وتخلقهم بأخلاق الفرسان"(10).

ونسبوا إلى الأصل المسلم أيضا نزعة الكسل عند أهل الأندلس وتعصبهم، بالإضافة إلى عيوب أخرى نسبت إلى الأسبان عامة (ص259).

هناك شيء مهم لافت للنظر في هذا الكتاب هو أن المؤلف حاول جاهدا الربط بين الوضع الاجتماعي في شمال أفريقيا ووضع الموريسكيين في أسبانيا, وذلك بالنظر إلى استمرار حضور تجليات المكون الموريسكي في العديد من مناحي الحياة بدول شمال أفريقيا, وبالنظر أيضا للعمق التاريخي لهذه المناطق، ولأنساقها الذهنية والفكرية.

وعليه فإن فهم قضية مسلمي غرناطة ضروري لفهم تاريخ أسبانيا بكل أبعاده، كما أن دراسة القضية الموريسكية لا تدرج ضمن باب التعرف على الآخر؛ بل هي ضرورية للتعرف على الذات؛ لأن دراسة وفهم تاريخ الموريسكيين هو في الواقع فهم للتاريخ الأسباني ككل، ونتذكر هنا المستعرب الأسباني سيرافين كالديرون الذي نادى في القرن 19 بدراسة الثقافة الموريسكية في الشمال المغربي للتعرف على تاريخ أسبانيا بشكل كامل, وللتعرف على الجار المغربي.

هناك جانب يلفت النظر في هذا الكتاب، وهو جانب لم يهتم به أحد قبل باروخا، ألا وهو جانب العلاقات الطيبة التي ربطت بين المسلمين والمسيحيين حتَّى بعد سقوط غرناطة، وكيف أن هذه العلاقات كان لها أثر كبير في تخفيف عبء الحياة على المسلمين الذين كانوا يتعرضون لملاحقة محاكم التفتيش. وتتم الإشارة هنا إلى كوسمي بن عامر الذي لم يجد مشكلة في العثور على ضامن مسيحي عندما اشترطت عليه محكمة التفتيش ذلك، وإلى الرسالة التي بعث بها أحد الموريسكيين من الجزائر إلى صديق مسيحي في أسبانيا.

يركز الكتاب أيضا على الأثر الإسلامي الواضح في أمريكا الجنوبية، وهو موضوع لم تهتم به الكتابات والدراسات المتعلقة بالموريسكيين إلا في السنوات الأخيرة.

إن قيمة الكتاب وأهميته وموضوعيته -باعتباره نتاجا لتجارب شخصية مرّ بها المؤلف بين عامي 1945و 1954- يجب ألاّ تنسينا بعض السلبيات والثغرات التي وقع فيها، منها تعاطفه مع أصحاب المشكلة وعدم تعامله مع الإسلام باعتباره دينا سماويا, ورفضه لمحكمة التفتيش التعسفية وتبني وجهة نظر الكنيسة من الناحية الروحية؛ أي أنه لا يعارض تنصير المسلمين؛ لكنه يرى أن تتم عملية التنصير دون عنف أو إكراه.

لقد بذل المؤلف مجهودا كبيرا في عرض القضية الموريسكية بطريقة موضوعية وحيادية ولا انفعالية؛ ولكنه في الصفحات التي تناول فيها الجانب الروحي المتعلق بالطقوس الدينية قد حاد عن هذه الموضوعية في الكثير من الأحيان.

ومهما يكن من أمر فإنه لا خلاف على قيمة الكتاب باعتباره أنموذجا متميزا في دراسات علم الاجتماع, سواء على مستوى جدة موضوعه أو على مستوى أسلوبه المشوق، أو على مستوى ثراء وغنى مصادره القديمة والحديثة، مما يجعل قراءة الكتاب سهلة وممتعة في الوقت نفسه.

ويختم المؤلف كتابه قائلا:

"وأعتقد أن القارئ اليقظ سيتمكن من الدفاع عني إذا اتهمني أحد بأن لي أغراضا خفية, أو إذا ما اتهمني بأنني أكتب شيئا بين السطور"(ص272).

2- شتات أهل الأندلس(11): المهاجرون الأندلسيون، تأليف مرثيديس غارثيا أرينال(12).

إذا كانت الكتابات السابقة قد استطاعت إعادة إثارة القضايا المغيّبة في القضية الموريسكية, وإبراز دورها الكبير في إعادة رسم أشكال تجانس الهوية المغربية المميزة بالهوية الأندلسية الأسبانية، بالإشارة إلى جانب العلاقات الطيبة التي ربطت بين مسلمين ومسيحيين في أسبانيا حتَّى بعد سقوط غرناطة، وكيف أن هذه العلاقات كان لها أثر في تخفيف وطأة الحياة على المسلمين الذين كانوا يتعرضون لملاحقة محاكم التفتيش، وأن الأندلس ترمز إلى ازدهار الحضارة الإسلامية وتفوقها، الأمر الذي جعل الكثير يصفونها بعد ضياعها بالفردوس المفقود. إذا كانت هذه وجهات نظر أولئك الدارسين في الكتب السابقة فإن الكتاب الذي بين أيدينا الآن يقدم رؤية أخرى للأندلس، فتقدُّم الأندلس وتعايش أبنائه في سلام لا يعدو -في نظرها- كونه أسطورة وأكذوبة من وحي خيال المؤلفين، وأن ما يتداول حول التعايش السلمي والعلاقات الطيبة القائمة على التسامح والتعاطف -بين المسيحيين واليهود من جهة والمسلمين من جهة ثانية- أمر مشكوك فيه وغير صحيح؛ بل نرى أن أبناء الديانتين قد تعرضوا للاضطهاد والعنف والتمييز.

الواقع أن قراءة هذا الكتاب وفهمه تقتضي عَدَّهُ جزءا لا يتجزأ من سلسلة تضم ثلاثة كتب: الكتابان الآخران هما: العلوم والتبادل الثقافي في الأندلس لماريبيل فبيرو، والأندلس والأندلسيون لمانويلا مارين، وقد نبهت المؤلفة نفسها إلى أن هذا الكتاب لاينبغي أن يقرأ بمعزل عن الكتابين قائلة: "ويعد هذا الكتاب استكمالا لكتابين لكل من مانويلا مارين M.Marin وماريبيل فيبير M.Fierro، سبق أن أشرنا إليهما، ويتعين ألاّ يُقرأ بمعزل عنهما، وهو يتناول جماعات مختلفة في المجتمع الأندلسي، سبق أن عاشت خارج الأندلس، وهذه المجموعات أو الجماعات سوف أقدّمها في هذا الكتاب، وقد راعيت في طرحها تقسيما تاريخيا، طبقا للزمن الخاص بكل منهما، والمناطق التي توجهت إليها كل مجموعة، وسوف أبدأ بمناطق الشمال بحديث عن المستعربين واليهود والمدجنين"(13).

هناك أمر ينبغي وضعه في الاعتبار ونحن نقرأ هذا الكتاب, هو أن المؤلفة تقول ببساطة: إنه لم يعد هناك تراث أندلسي في أسبانيا، وتبْني هذا الموقف على أساس أن مسلمي غرناطة قد تم تهجيرهم من الجنوب وتعويضهم بمسيحيي الشمال، وعليه فإن عادات وتقاليد سكان غرناطة اليوم لا تمت إلى عادات وتقاليد المسلمين بأي صلة، وإنما هي عادات وتقاليد أهل الشمال(14).

قبل أن تتطرق المؤلفة للموريسكيين وقضيتهم تناولت العناصر السكانية في شبه جزيرة إيبيريا إبان الحكم الإسلامي في الأندلس، فوضحت معنى كل اسم يطلقه المتخصصون على كل عنصر سكاني، فالمستعرَب بفتح الراء هو المسيحي الذي يقيم في مملكة يحكمها المسلمون، أما المستعرِب بكسر الراء فهو الباحث المشتغل بالحضارة العربية الإسلامية، والمدجن هو المسلم الذي يقيم في مملكة يحكمها المسيحيون, أما الموريسكي فهو المسلم الذي لم يغادر أسبانيا بعد سقوط غرناطة الإسلامية, وظل يمارس شعائر الإسلام سرا بعد أن أجبرته السلطات المسيحية على التنصر. بعد ذلك تتحدث الكاتبة عن المدجنين في قشتالة وغرناطة وأرغون وفالنسيا، وعن اليهود الذين استقبلوا بارتياح وبحفاوة وصول الفاتحين المسلمين أملا في تحسن أوضاعهم المعيشية، وأنهم سرعان ما انخرطوا في الثقافة العربية والإسلامية, ولعبوا دورا فعالا في نقل المعارف العربية إلى أوروبا من خلال مدرسة طليطلة للترجمة.

لقد خصصت الكاتبة فصلا كاملا للحديث عن الموريسكيين ومحاولات تنصيرهم واضطهادهم والسعي إلى طمس هويتهم، ثم تحدثت عن طردهم من أسبانيا, واستقرارهم بالشمال الأفريقي: المغرب والجزائر وتونس.

تدرج الكاتبة قضية الموريسكيين ضمن التطور الشامل الذي شهده المجتمع, والسياسة التي اتبعتها الدولة منذ أن تولى الملوك الكاثوليك عرش البلاد. وقد دفع الموريسكيون -شأنهم شأن جماعات أخرى- ثمن تطبيق هذه السياسة، تقول المؤلفة في هذا الشأن:

"خلال عهد الملك الكاثوليكي وعصر الملك كارلوس الخامس كانت مشكلة الموريسكيين مشكلة غرناطة وفالنسية أساسا، واقترنت هذه المشكلة طوال القرن السادس عشر بالمشكلة التي أثيرت بسبب قراصنة الشمال الأفريقي، كما اقترنت أيضا بمشكلة تحرش مسلمي غرب البحر المتوسط ببلدان جنوب شرق شبه الجزيرة وما أثار ذلك من مخاوف، واقترنت أيضا بمشكلة المواجهة مع الإسلام الخارجي، الذي نادرا ما كان يراه الإسبان المعاصرون في معزل عن الداخلي، والذي كانت له علاقة بالصدام أو مواجهة الإمبراطورية العثمانية"(15).

بعد الإجراءات القمعية التي تعرض لها الموريسكيون وقرارت الطرد والتهجير، استقروا بدول شمال أفريقيا باعتبارهم رفاق مواطنة مع من سبقوهم إلى هناك تحت اسم الأندلسيين، وقد ذهبوا إلى هناك لكي ينضموا إلى صفوف هجرات توالت في تدفقها على مدى قرن من الزمان.

إن الهجرة إلى المغرب كانت على مدى تاريخ الأندلس، لقد كان المغرب منفذا للهرب من التوترات الداخلية، وملجأ للمتمردين أو ضحايا النكسات السياسية، لجأ إليه الفقهاء والعلماء لتلقي العلم في فاس وغيرها من المدن المغربية، كما تشير الكاتبة إلى انضمام بعض الموريسكيين إلى صفوف القراصنة, وإقامتهم بعمليات إغارة إلى شبه الجزيرة، وتستشهد المؤلفة بنص للمقري -وكان معاصرا لعملية الطرد- يدور حول موضوع إقامة الموريسكيين في البلدان الإسلامية التي استقبلتهم، والصعوبات التي واجهتهم، وهذا النص يعد بمثابة تقرير خطير عن الممارسات الوحشية وعمليات السطو التي تعرض لها الموريسكيون لدى وصولهم إلى البلاد المستقبلة.

أقام الموريسكيون بصفة أساسية في المدن الساحلية: الرباط وسلا وتطوان. وشفشاون.. وكان وجودهم في الكيانات الدفاعية وفي جيوش دول الشمال الأفريقي، وعينوا في مناصب مهمة، كما اشتغلوا بالتجارة والحرف اليدوية، وقاموا بزراعة الأراضي، وشارك الموريسكيون في تعدد اللغات، وأصبحت الأسبانية موجودة في كل مكان؛ نظرا لانتشارهم في مختلف مدن المغرب وخاصة في مراكش.

إذن، فإن الموريسكيين الذين هاجروا إلى المغرب -قبل عمليات الطرد وما بعدها- قاموا بمهام على قدر من الأهمية في جميع صور الحرب أو في عمليات القرصنة، وتعطي المؤلفة مثالا واضحا كنموذج لهذه الفئة وهو شخصية سعيد بن فرج الدكالي الذي ولد في مملكة غرناطة ثم هاجر إلى المغرب، وأقام بتطوان، وهناك انصرف إلى ممارسة القرصنة.

وإلى جانب تطوان -التي كانت تحقق اكتفاء ذاتيا للموريسكيين- تمثلت أقرب المواقع أهمية في المغرب في المحور الرباط/سلا، فعن عام 1614م تقريبا، تقول الكاتبة: "أقامت مجموعة كبيرة من الموريسكيين، قدم القطاع الأكبر منها من قرية أورنا تشوس التابعة لإقليم اكستريما دورا عند مصب نهر بورقراق، وعلى ضفتيه الرباط من جانبه الجنوبي، وسلا من الجانب الشمالي"(16).

احتل أهل أورنا تشوس قلعة الرباط بعد تدميرها، وأعادوا بناءها وتحصينها، وخلال السنوات التالية قدم عدد آخر من الموريسكيين الذين وفدوا من اكستريما دورا، ومن الأندلس على وجه الخصوص، وانضموا إلى المجموعة الأولى محتلين شمال المصب؛ أي سلا، هذا فضلا عن تقلد الموريسكيين لمناصب مختلفة في محيط السلاطين السعديين اعتبارا من منتصف القرن 15، لعل أبرزهم أحمد بن قاسم الأندلسي الذي ولد في اكستريما دورا، وإن كان قد عاش أيضا في إشبيلية ومدريد. واستقر بمراكش بعد هجرته، فعيّنه مولاي زيدان سكرتيرا ومترجما للسلطان عام 1608م، وقد قام بدور مهم في الحياة الثقافية بالمدينة.

أما الجزائر فقد ملأها الأندلسيون بعد ثورة غرناطة عام 1501 وما ترتب عن ذلك من صدور مرسوم التحول الديني، وكانت مدينة وهران بدورها تأوي أعدادا كبيرة من اللاجئين الغرناطيين منذ سنة 1493، وكان الإخوة بارباوخا Barbaroja يسهلون هم ومن خلفهم عمليات هجرة الأندلسيين دائما، وييسرون لهم الاستيطان في أراضيهم، حيث أفادوا منهم في عمليات استزراع الأراضي، وفي تعلم الحرف وصناعة البنادق وبناء السفن وتجارة المواد المهمة.

أما تونس فقد أقام الموريسكيون في ضواحيها، وفي وادي نهر مجيردة Meyerda وفي السهول الشمالية والممتدة من بنزرت إلى تونس ونابل وكذلك زغوان، وبعض القرى التي كان جميع سكانها موريسكيين، ولم تزل خصائصهم العمرانية والمعمارية شاخصةً إلى الآن, وخاصة في تستور Testur وفي قلعة الأندلس وغرومباليا Grumbalia. وفي بنزرت ما زال هناك حي يدعى حي حومة الأندلس، وهناك تميزَ الموريسكيون بالأعمال المدنية المتعلقة بالري وشق مجاري المياه التي كانت تمد مدينة تونس بالحياة. لم يكن هؤلاء يعرفون اللغة العربية؛ بل كانوا يدعون بأسماء أسبانية، وحصلوا في السنوات الأولى لوصولهم على إذن بتلقي التعليم الإسلامي باللغة الأسبانية؛ حتَّى يتمكنوا من مواصلة الكتابة بها.

لقد شكل الموريسكيون عنصرا مهما وأساسيا في ازدهار تونس وتألقها خلال العصر العثماني؛ حيث مارسوا الأنشطة البحرية والزراعية والتجارية، وامتهنوا الحرف الحضرية كصناعة الخزف والنسيج والحرير والتطريز والديباج وصناعة القياطين..

وبالجملة فقد كان الموريسكيون ناقلين للثقافة الأندلسية، والأسبانية على وجه الخصوص، تلك الثقافة المشبعة بخصائص عصر النهضة والتأثير الغربي.

تعرض المؤلفة في هذا الكتاب موقف ورأي غالميس دي فوينتيس، الذي يرى أن الأدب الألخميادو يؤكد -بما لا يدع مجالا للشك- أن الموريسكيين كانوا مسلمين قلبا وقالبا، وأنه نتيجة لذلك لم يكن اندماجهم في مجتمع الأغلبية ممكنا، وتؤيد المؤلفة هذا الرأي، وترى أن المجتمع متعدد الثقافات لم يوجد في أسبانيا مطلقا، كما تعرض موقف ماركيث بيا نويبا من الموريسكيين، والذي يرى أن المؤرخين اعتمدوا على الكتابات الرسمية، وهي كتابات مسمومة، ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن المجتمع الأسباني كله يكره الموريسكيين.

والكتاب على صغر حجمه يقدم معلومات أساسية ومهمة بخصوص تاريخ الإسلام في الأندلس بعد سقوط غرناطة، ويقتحم منطقة حظيت مؤخرا باهتمام كبير من جانب جهات متعددة، منطقة شهدت ظهور جماعات وأقليات كانت -وما زالت- تمثل قيمة رمزية، كانت محل تفسير طبقا لوجهات نظر ورؤى مختلفة.

أظن الآن -بعد هذه الإطلالة السريعة على هذين الكتابين- أن القارئ العربي أصبح بإمكانه أن يطالع ويطلع على التفاصيل والجزئيات الدقيقة التي رافقت عملية طرد المورسكيين، وما كان لهجرتهم إلى المغرب وغيره من نتائج إيجابية أسهمت في إعادة رسم معالم الهوية المميزة له، وهي الهوية التي أصبح فيها للعنصر الموريسكي دور بارز على مستوى التأصيل لانتماء حضاري واسع، وقد قام المجلس الأعلى للثقافة بمصر بمجهود مشكور وجبّار في نشر هذه الدراسات والأبحاث الخاصة بالموضوع.

وأخيرا وليس آخرا، تبقى القضية الموريسكية وما ترتب عنها من أحداث تاريخية مجالا مفتوحا أمام الدارسين العرب وغير العرب, ومحاولة اكتشاف الوثائق المتعلقة بتاريخهم ومأساتهم وحياتهم الجديدة في المنفى أهم ما يمكن أن يسلط الضوء أكثر على هذه القضية الاجتماعية التي طرحت العديد من التساؤلات فيما أنجز عنها من أبحاث ودراسات؛ لأن قروناً من الزمن بعد سقوط الأندلس وقرار الطرد النهائي يجب ألاّ يبقى كذكرى نسترجعها كل سنة؛ بل كمناسبة لقراءة تاريخنا من جديد وأخذ العبرة منه، والزيادة في البحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بحياة هؤلاء الذين عاشوا بجانبنا كأقلية تركت منازلها وديارها في العدوة الأندلسية، ثم استطاعت أن تنصهر وتذوب داخل النسق الاجتماعي الجديد سواء في المدن أو القرى وأثرت فيهما ذلك التأثير البيّن الذي ما زال إلى يومنا هذا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1)       طبع سنة 1843.

2)       طبع الكتاب الأول سنة 1975، والثاني سنة 1978.

3)       انظر: ذلك بالتفصيل في كتاب (الموريسكيون الأندلسيون والمسيحيون: المجابهة الجدلية 1492-1640م)، ولوي كارديالك، تعريب وتقديم عبد الجليل التميمي, ص145-166.

4)       عالم الاجتماع المعروف في أسبانيا وأوروبا، صاحب مؤلفات عديدة في تخصصه منها: تزييف التاريخ، محاكم التفتيش والشعوذة، إقليم نابارا في القرن18، اليهود في أسبانيا في العصر الحديث، مسلمو مملكة غرناطة بعد عام 1492 الذي ترجمه وقدم له جمال عبد الرحمن، المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة1-2003، العدد957، هذا إلى جانب عدد كبير من المقالات والمحاضرات المنشورة في مجلات علمية، والمؤلف كان أستاذا بجامعة مدريد ومديرا لمتحف الشعب الأسباني، وكان عضوا بأكاديمية اللغة الأسبانية وبالأكاديمية الملكية للتاريخ، حصل على أرفع الجوائز العلمية التي تمنحها الحكومة الأسبانية، جائزة الدولة في الآداب وجائزة أمير أستورياس في العلوم الاجتماعية.

5)       الكتاب، ص19-20.

6)       الكتاب، ص185، نقلا عن: Hurtado de Mondoza. Page:128.

7)       الكتاب، ص217.

8)       الكتاب، ص217، نقلا عن: Boranat y barrachena 1, P: 347-352.

9)       في ملحق الكتاب:

 Jiménez de la Espadac: Libro del conocimiento de todos los reinos… Madrid 1877; P:689.

هناك وثائق هامة حول هذه الأحداث، في الوثيقة الأولى يذكر أن القائد جودار كان مسلما من كويباس بمملكة غرناطة، وقد اصطحب معه ألفا من حملة البنادق الأندلسيين، ممن رحلوا من مملكة غرناطة وهم أناس يعهد إليهم السلطان بحراسته وهم أشجع المسلمين.

10)   ص259، نقلا عن سرافين كالديرون: مشاهد من الأندلس ص33.

11)   ترجمة محمد فكري عبد السميع، مراجعة وتقديم جمال عبد الرحمن، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، العدد: 1085، الطبعة 1: 2006.

12)   مرثيديس غارثيا أرينال: أستاذة بالمجلس الأعلى للبحث العلمي في أسبانيا، ورئيسة قسم اللغة العربية به لعدة دورات، من أبرز المتخصصات في الدراسات الموريسكية، لها العديد من الكتب والمقالات المنشورة في أسبانيا وغيرها حول العلاقة بين المغرب وأسبانيا، أشرفت على العديد من الرسائل الجامعية المقدمة إلى جامعة مدريد المركزية.

13)   عن مقدمة الكتاب، ص32.

14)   هذا الرأي يختلف تماما عما يعتقده خوليو كارو باروخا الذي خصص فصلا كاملا للحديث عن موريسكيي غرناطة الذين عادوا إلى موطنهم الأصلي بعد طردهم منه. انظر: القراءة الخاصة بهذا الكتاب في مقالنا.

15)   الكتاب، ص116.

16)   نفسه، ص163.

المصدر: http://tafahom.om/index.php/nums/view/5/115

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك