الأسلوب لدى ابن خلدون: فاعلية تركيب المعاني وآلية بناء الدلالة

د.عبد الجليل شوقي

 

دراسة الأسلوب من القضايا التي تناولتها الدراسات النقدية واللغوية القديمة، واختلفت الآراء في ذلك اختلافاً كبيراً، لارتباط الدرس الأسلوبي بالنص الأدبي، من خلال نقده باعتباره استخداماً خاصاً للغة، وتركيباً لبنياتها. وهو بهذا يخطو نحو الخروج من النقد الانطباعي الذوقي إلى نقد يستبطن خلفية لغوية وبلاغية بالأساس.

لكن الدراسات المعاصرة والحديثة اتجهت اتجاهات شتى في تناولها للأسلوبية والأسلوب، وبالارتكاز إلى ما وفد إلينا من الدراسات الغربية التي راكمت دراسات وتحليلات أكسبها تقدماً في هذه المباحث. والواقع أن استواء مفهومي الأسلوب والأسلوبية لم يأخذ شكله المفهومي الصرف إلا من خلال الترجمات، وإن كان مصطلح (الأسلوب) موجوداً في التراث اللغوي والبلاغي والنقدي العربي القديم.

يفرق ابن خلدون(تـ808هـ) في الكلام بين الشكل والمضمون، فيرى أن الكلام هو شكل، وسماه: (الأسلوب)، ومضمون ويقصد به العلوم التي يتوسل بها المبدع في القول، يقول بخصوص القول الشعري: (واعلم أن فن الشعر من بين الكلام كان شريفاً عند العرب. ولذلك جعلوه ديوان علومهم وأخبارهم وشاهد صوابهم وأخطائهم وأصلاً يرجعون إليه في الكثير من علومهم وحكمهم. وكانت ملكته مستحكمة فيهم شأن الملكات كلها. والملكات اللسانية كلها إنما تكتسب بالصناعة والارتياض في كلامهم حتى يحصل شبه في تلك الملكة. والشعر من بين الكلام صعب المأخذ على من يريد اكتساب ملكته بالصناعة من المتأخرين لاستقلال كل بيت منه بأنه كلام تام في مقصوده ويصلح أن ينفرد دون ما سواه فيحتاج من أجل ذلك إلى نوع تلطُّف في تلك الملكة حتى يفرغ الكلام الشعري في قوالبه التي عرفت له في ذلك المنحى من شعر العرب ويبرزه مستقلاً بنفسه. ثم يأتي ببيت آخر كذلك ثم ببيت آخر ويستكمل الفنون الوافية بمقصوده. ثم يناسب بين البيوت في موالاة بعضها مع بعض بحسب اختلاف الفنون التي في القصيدة. لصعوبة منحاه وغرابة فنِّه كان محكاً للقرائح في استجادة أساليبه وشحذ الأفكار في تنزيل الكلام في قوالبه. ولا يكفي فيه ملكة الكلام العربي على الإطلاق بل يحتاج بخصومه إلى تلطُّف ومحاولة في رعاية الأساليب التي اختصته العرب واستعمالها). فقد تناول ناقدنا في هذا النص قضية الإبداع الشعري صناعة وطبعاً. ويفرق في صناعة الشعر بين:

المضمون الشعري باعتباره ديوان علمهم.

الملكات اللسانية، وهي العلوم التي يتوسل بها الشاعر في صياغته: اللغة والبلاغة والعروض..

القالب أو المنوال أو الأسلوب، وفيه يفرغ ذلك المضمون الشعري، من خلال تلك الملكات اللسانية أو الأساليب البلاغية التي عرفها العرب. وملكة التحكم في الأسلوب ليست من الملكات التي تأخذ بالدراسة والصناعة، وإنما تحصل بالطبع والقريحة والتلطف، وبهذه الملكة يتميز الشاعر عن غيره في اختيار الأسلوب الجيد، وشحذ الأفكار وتحكيكها حتى يتم تنزيلها في قوالب الشعر.

يفرق ابن خلدون بين ملكة الأسلوب وملكة اللسان (اللغة) وباقي العلوم الأخرى المساعدة والمضمون الشعري، ويجعلها عناصر متفاعلة في الإبداع الأدبي، ويوضح دور ملكة الأسلوب في ضبط تلك العلوم وانتقاء المراد منها، من أجل توليد الدلالة وبناء معنى النص، وكأنه بهذا الفهم يتجاوز ثنائية اللفظ والمعنى، وأيهما أسبق، إذ الأسلوب هو الأساس في لمِّ شتات هذه العناصر البانية للمعنى والمحددة للدلالة.

وهكذا بنى ابن خلدون مفهومه للأسلوب على أسس: النحو والبلاغة والعروض، يقول: (ولنذكر هنا سلوك الأسلوب عند أهل هذه الصناعة وما يريدون بها في إطلاقهم. فاعلم أنها عبارة عندهم عن المنوال الذي ينسج فيه التراكيب أو القالب الذي يفرغ به. ولا يرجع إلى الكلام باعتبار إفادته أصل المعنى الذي هو وظيفته الإعراب، ولا باعتبار إفادته كمال المعنى من خواص التراكيب الذي هو وظيفة البلاغة والبيان، ولا باعتبار الوزن كما استعمله العرب فيه الذي هو وظيفة العروض. فهذه العلوم الثلاثة خارجة عن هذه الصناعة الشعرية)؛ يعيد في هذا النص التأكيد على مفهوم الأسلوب لديه، ويعتبره المنوال أو القالب الذي تفرغ فيه تلك العلوم، ولهذا نجده يؤكد على تفريقه بين: علوم اللغة (النحو)، والبلاغة والبيان والعروض والأسلوب. فيرى أن لكل عنصر من هذه العناصر وظيفة يقوم بها. كانت لابن خلدون فكرة (مفصلة عن مفهوم الأسلوب عند المشرقيين من العرب، كما كانت لديه فكرة واضحة عما كتبه حازم القرطاجني في هذا المجال)، وبهذه الخلفية توصل إلى تعريف الأسلوب بقوله: (إنما يُرْجَع إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلية باعتبار انطباقها على تركيب خاص وتلك الصورة ينتزعها الذهن من أعيان التراكيب وأشخاصها ويُصَيِّرها في الخيال كالقالب أو المنوال ثم ينتقي التراكيب الصحيحة عند العرب باعتبار الإعراب والبيان، فيرصها رصاً كما يفعله البناء في القالب أو النسَّاج في المنوال حتى يتسع القالب بحصول التراكيب الوافية بمقصور الكلام ويقع على الصورة الصحيحة باعتبار ملكة اللسان العربي فيه فإن لكل فن من الكلام أساليب تختص به وتوجد فيه على أنحاء مختلفة)، فالصناعة الشعرية لديه في الأسلوب هي استيعاب العلوم المذكورة، ثم اختيار تلك التي تخدم ذلك التركيب الخاص للشخص الذاتي للمبدع. ويضع ناقدنا الأسلوب جزءاً من الخيال يقوم بانتقاء العلوم وتركيب المعاني، واستيفاء عناصر الدلالة القمينة بتحقيق مقصود الكلام. ومن هنا يتضح أن للأسلوب عند ابن خلدون وظيفتين:

وظيفة تركيب المعاني من خلال انتقاء الأساليب.

وظيفة التغيير من خلال أسلوب التخييل وإرادة المقصود من الكلام.

يضيف ابن خلدون أن لكل فن من الكلام أسلوبه الخاص، أي أن للشعر أساليب خاصة تختلف أو تتقاطع مع أساليب النثر، وداخل كل فن منها تختلف باختلاف الظروف والوضعيات التي يكون فيها المبدع أو الأغراض التي يروم المبدع طرقها.

وبعد هذا التحليل النظري لمفهوم الأسلوب يعطي –للتمثيل عليه- أمثلة تطبيقية، تبرز كيف يختلف الأسلوب في التعبير عن المعنى الواحد والقصد الواحد والمضمون الواحد: (فسؤال الطلول في الشعر يكون بخطاب الطلول كقوله:

يا دار ميَّة بالعلياء فالسَّنَد

ويكون باستدعاء الصحب للوقوف والسؤال كقوله:

قف نسأل الدار التي خفَّ أهلها

أو باستبكاء الصحب على الطلل كقوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

أو بالاستفهام عن الجواب لمخاطبة غير معين، كقوله:

ألم تسأل فتخبرك الرسوم

ومثل تحية الطلول بالأمر مخاطب غير معين بتحيتها، كقوله:

حي الديار بجانب الغزل

أو بالدعاء لها بالسقيا، كقوله:

أسقى طلولهم أجش هزيم

وغدت عليهم نضرة ونعيم

أو سؤال السقيا لها من البرق، كقوله:

يا برقُ طالع منزلاً بالأبرق

واحدُ السحاب له حداء الأينق

أو مثل التفجع في الجزع باستدعاء البكاء، كقوله:

كذا فليجلَّ الخطب وليقذع الأمر

وليس لعين لم يفض ماؤها عذر

أو باستعظام الحادث، كقوله:

أردتَ من حملوا على الأعواد

أو بالتسجيل على الأكوان بالمصيبة لفقده، كقوله:

منابت العشب لا حام ولا راع

مضى الردى بطويل الرمح والباع

أو بالإنكار على من لم يتفجع له من الجمادات، كقول الخارجية:

أيا شجر الخابور مالك مورقاً

كأنك لم تجزع على ابن طريف

أو بتهنئته فريقه بالراحة من ثقل وطأته، كقوله:

ألقى الرماح ربيعة بن نزار

 أودى الردى بفريقك المغوار

وأمثال ذلك كثير من سائر فنون الكلام ومذاهبه). نرى في هذه النصوص التطبيقية أن الموضوع/المعنى الواحد في الشعر يعبَّرُ عنه بأساليب مختلفة، فأحصى ناقدنا اثني عشر أسلوباً لموضوع: (سؤال الطلول). وهو بهذا يربط بين الأسلوب وأوجه التصرفات في المعاني والافتنان فيها، فكل شاعر من هؤلاء انطلق من موضوع واحد (سؤال الطلول)، فبدأ يتصرف فيه كل حسب قدراته، وحسب الأساليب التي انتقاها.

ويرى ابن خلدون أن الأسلوب هو ظاهرة اجتماعية مشتركة، أرسيت على مدى تطور التراث الأدبي العربي في تراكيبه من خلال عملية الاحتذاء التي يقوم بها اللاحق للسابق، ويظهر هنا الجانب الشخصي للأسلوب من خلال بناء كل شخص لأسلوب يرسخ في نفسه من خلال تتبعه لهذه التراكيب التي تشكل الجانب الاجتماعي للأسلوب. ويمكن الوصول إلى حقيقة هذا الجانب الاجتماعي في الأسلوب من خلال دراسة التراكيب اللغوية الصادرة عن مبدعي العرب، وتتبع المشترك فيها، يقول في هذا الصدد: (وتنتظم التراكيب فيه بالجمل وغير الجمل، إنشائية وخبرية، اسمية وفعلية، متفقة وغير متفقة، مفصولة وموصولة، على ما هو شأن التراكيب في الكلام العربي في مكان كل كلمة من الأخرى، يعرفك فيه ما تستفيده بالارتياض في أشعار العرب من القالب الكلي المجرد في الذهن من التراكيب المعينة التي ينطبق ذلك القالب على جميعها.. وهذه الأساليب التي نحن نقررها ليست من القياس في شيء، إنما هي هيئة ترسخ في النفس من تتبع التراكيب في شعر العرب لجريانها على اللسان حتى تستحكم صورتها، فيستفيد بها العمل على مثالها والاحتذاء بها في كل تركيب من الشعر).

بعد أن يفرغ ابن خلدون من وضع مفهومه للأسلوب، يقوم بوضع نظريته في كيفية تنمية ملكة الأسلوب لدى المبدع، وهي ملكة لا تنمى بالدراسة والتحصيل شأنها شأن العلوم الأخرى الداخلة في الصناعة الشعرية، بل من خلال الاحتذاء، يقول: (إن مؤلف الكلام هو كالبناء أو النساج، والصورة الذهنية المنطبقة كالقالب الذي يبنى فيه أو المنوال الذي يُنْسَج عليه. فإن خرج عن القالب في بنائه أو عن المنوال في نسجه كان فاسداً. ولا تقولنَّ إن معرفة قوانين البلاغة كافية لذلك لأنا نقول قوانين البلاغة إنما هي قواعد علمية قياسية تفيد جواز استعمال التراكيب على هيئتها الخاصة بالقياس. وهو قياس علمي صحيح مطَّرد كما هو قياس القوانين الإعرابية. وهذه الأساليب التي نحن نقررها ليست من القياس في شيء إنما هي هيئة ترسخ في النفس من تتبع التراكيب في شعر العرب لجريانها على اللسان حتى تستحكم صورتها فيستفيد بها العمل على مثالها والاحتذاء بها في كل تركيب من الشعر كما قدمنا ذلك في الكلام بإطلاق. وإن القوانين العلمية من العربية والبيان لا يفيد تعليمه بوجه، وليس كل ما يصح في قياس كلام العرب وقوانينه العلمية استعملوه. وإنما المستعمل عندهم من ذلك أنحاء معروفة يطلع عليها الحافظون لكلامهم تندرج صورتها تحت تلك القوانين القياسية. فإذا نظر في شعر العرب على هذا النحو وبهذه الأساليب الذهنية التي تصير كالقوالب كان نظراً في المستعمل من تراكيبهم لا فيما يقتضيه القياس). ولهذا قلنا إن المحصل لهذه القوالب في الذهن إنما هو حفظ أشعار العرب وكلامهم. وهذه القوالب كما تكون في المنظوم تكون في المنثور. فإن العرب استعملوا كلامهم في كلا الفنين وجاءوا به مفصلاً في النوعين. ففي الشعر بالقطع الموزونة والقوافي المقيدة واستقلال الكلام في كل قطعة، وفي المنثور يعتبرون الموازنة والتشابه بين القطع غالباً وقد يقيدونه بالأسجاع. وأما ملكة الأسلوب فإنها لا تكتسب بالقياس وليست شيئاً مطرداً معروفاً محدوداً، وإنما هي هيئة في النفس البشرية تختلف من شخص إلى آخر، ولكل مبدع أسلوبه الخاص، وإن اتفقت القوانين البلاغية الموظفة بين المبدعين. ولا يعني حذق مبدع في القوانين البلاغية حذقه في ملكة الأسلوب. لكن السؤال الذي نطرحه على ناقدنا بعقب هذا الفهم لملكة الأسلوب هو: كيف يمكن تنميتها؟ في النص السابق يجيب ابن خلدون بأن السبيل إلى تنميتها هو حفظ أو اتباع السابقين: شعراً ونثراً. ويشترط في الحفظ أن يكون لشعراء مختلفين ومتعددين وفي أجناس متنوعة، حتى يطلع المبدع اللاحق على أساليبهم. ويترسخ لديه أسلوبه الخاص، يقول: (ويتخير من الحرِّ النقي الكثير من الأساليب، وهذا المحفوظ المختار أقل ما يكفي فيه شعر شاعر من الفحول الإسلاميين مثل ابن أبي ربيعة وكثيِّر وذي الرمة وجرير وأبي نواس وحبيب والبحتري والرضي وأبي فراس...) ، وجودة هذا المحفوظ تنمي ملكة الأسلوب، وتكسب المبدع حِذْقا، ورداءته تنزل بالمبدع إلى دركة من الإبداع. ولهذا كان أسلوب من يحفظ للقدماء والمجيدين أجود من أسلوب من يحفظ للمتأخرين، وكان أسلوب من يحفظ أكثر، أجود من أسلوب من يحفظ أقل، يقول: (لا بد من كثرة الحفظ لمن يروم تعلُّم اللسان العربي وعلى قدر جودة المحفوظ وطبقته في جنسه وكثرته من قلته تكون جودة الملكة الحاصلة عنه للحافظ، فمن كان محفوظه شعر حبيب أو العتابي أو ابن المعتز أو ابن هانئ أو الشريف الرضي أو رسائل ابن المقفع أو سهل ابن هارون أو ابن الزيات أو البديع أو الصابئ تكون ملكته أجود وأعلى مقاماً ورتبة في البلاغة ممن يحفظ شعر ابن سهل من المتأخرين أو ابن النبيه أو ترسل البيساني أو العماد الأصبهاني لنزول طبقة هؤلاء عن أولئك)؛ ثم يقوم بنسيان المحفوظ حتى لا يقع في التقليد الشخصي لمبدع ما: إذ إن (من شرطه نسيان ذلك المحفوظ لتمحى رسومه الحرفية الظاهرة إذ هي صادرة عن استعمالها بعينها فإذا نسيها وقد تكيفت النفس بها انتقش الأسلوب فيها كأنه منوال يؤخذ بالنسج عليه بأمثالها من كلمات أخرى ضرورة). وذلك حتى يتسنى للمبدع نحت أسلوبه الخاص يحتذيه في إبداعه.

إن تقليل ابن خلدون من دور القوانين البلاغية في تكوين مبدع، لا يعني الاستغناء عنها، بل يؤكد على ضرورتها. والإبداع الجيد هو الذي يكون فيه المبدع ملماً بهذه القوانين، حافظاً ومحتذياً لإبداع السابقين له شعراً ونثراً؛ فتنمية الأسلوب تكون بالحفظ والاحتذاء: حفظ الكثير من القوالب واحتذاؤها، فيتشكل بذلك للمبدع أسلوب مطلق، لا يعود إلى مبدع بعينه. ولكنه يجري على منوالهم، لأنه إن خرج عنه كان أسلوباً فاسداً، يقول: (إن مؤلف الكلام هو كالبناء أو النساج، والصورة الذهنية المنطبقة كالقالب الذي يبني فيه أو المنوال الذي ينسج عليه، فإن خرج عن القالب في بنائه أو عن المنوال في نسجه كان فاسداً).

ملاك القول؛ إن ابن خلدون جعل من الأسلوب صورة ذهنية خاصة بكل مبدع على حدة، وهذه الصورة الذهنية تقوم بانتقاء الأساليب البلاغية وإعادة تركيبها على مستوى الخيال تركيباً خاصاً. وإن هذه الملكة يمكن تنميتها من خلال الحفظ: كماً وكيفاً؛ كلما كان الحفظ كثيراً كان الأسلوب جيداً، شريطة نسيان المحفوظ ونحت أسلوب خاص بعيداً عن التقليد والاتباع. كما أن هذا الناقد يرى أن الأسلوب هو جانب الطبع في شخصية المبدع، ولا تكتمل هذه الشخصية إلا بشحذ القوانين البلاغية، ونمو ملكة الأسلوب.

المصدر: http://www.arabicmagazine.com/Arabic/ArticleDetails.aspx?Id=3894

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك