الحوار بين الحضارات : التنظير والتنفيذ، تونس 2001
الحوار بين الحضارات : التنظير والتنفيذ، تونس 2001
نداء تونس حول الحوار بين الحضارات إن المشاركين في الندوة الدولية حول (الحوار بين الحضارات : التنظير والتنفيذ) التي عقدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكوـ تحت الرعاية السامية لسيادة الرئيس زين العابدين بن عليّ، يومَيْ 12 و 13 من نوفمبر سنة 2001 م في تونس عاصمة الجمهورية التونسية، أرض التثاقف وملتقى الحضارات التي صدر عنها عهد قرطاج للتسامح عام 1995،
استلهاماً لروح الحضارة الإسلامية الحافلة بقيم الحوار والتسامح والأخوّة الإنسانية،
واستناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي وميثاق الإيسيسكو وميثاق اليونيسكو التي تدعو إلى التآخي والحوار بين الشعوب،
واستناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2001، سنةَ الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات،
وتنفيذاً لقرارات مؤتمر القمة الإسلامي والمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية بشأن إسهام العالم الإسلامي في الأنشطة الدولية حول الحوار بين الحضارات، إثباتاً للحضور الإسلامي الحضاري الثقافي المتميّز في الساحة الدولية،
واستناداً إلى قرارات الإيسيسكو و اليونيسكو ذات الصلة بالتربية من أجل الديموقراطية ونشر ثقافة السلام والتسامح والحوار،
وإذ يشعرون بمسؤوليتهم الفكرية والثقافية تجاه الحضارة الإنسانية المعاصرة في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تحفل بقدرٍ كبيرٍ من المخاطر التي تتهدَّد المجتمعات الإنسانية كافة،
وإذ يسجلون بتقدير كبير ما ورد في الخطاب الافتتاحي للندوة الذي ألقاه سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علىّ من معان إنسانية وقيم نبيلة، وكذلك ما ورد في كلمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكوـ،
فإنهم يتفقون على إصدار النداء التالي الذي يؤكدون فيه ما يلي :
ــ الحوار بين الحضارات ضرورةٌ قصوى من ضرورات الحياة في ظل السلام العادل والاِحترام المتبادل والتطبيق النزيه لقواعد القانون الدولي .
ــ الحوار بين الحضارات دليل على النضج الفكري الذي أدركته البشرية، وتفرضه تجارب الأمس وحوادث اليوم ومخاوف الغد. ومكافحة شتى أشكال اللامبالاة وعدم التفاهم تقتضي معرفة الآخر في خصوصيات حضارته وتطلعاته، وهو ما يستوجب إنماء ذهنية الاعتراف والاحترام المتبادلين .
ــ الحوار بين الحضارات يؤكّد الحق في الاختلاف والمغايرة واحترام حقوق الإنسان في كنف القوانين والمواثيق الدولية .
ــ إن مسار العولمة يقتضي اعتبار التنوع الثقافي والتعدد الحضاري دافعاً للعولمة لا مُعيقاً لها، بحيث يتم الانتفاع بما لدى الأمم والشعوب جميعاً من خصوصيات من المفيد معرفتها ومن الواجب احترامها في عالم جعلته الثورة الاتصالية قرية كبرى .
ــ اعتماد الحوار بين الحضارات مبدأً من مبادئ القانون الدولي وأساساً من الأسس التي تقوم عليها العلاقات الدولية، باعتباره من أرقى وسائل التعاون الدولي لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة .
ــ جعل الحوار بين الحضارات وسيلةً فعالةً لمحاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله وأساليبه، باقتلاع جذوره من الأساس، وبقطع الطريق أمام المخططين له والمنفذين لجرائمه .
ــ إن التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين الشعوب يستوجب أخذ تدابير عادلة ووضع استراتيجيات ملائمة من أجل إيجاد محيط يسمح ببناء علاقات إنسانية متوازنة، ويوفر إطاراً ملائماً للحوار بين الحضارات بعيداً عن شتى أشكال العنف والتطرف .
ــ في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البشرية التي يمثل فيها الحوار بين الحضارات مبدأً إنسانياً سامياً ومنهجاً فعّالاً على الصعيدين الأخلاقي والسياسي، وحيث إن الحوار سلوك حضاري مكتسب، فإن التنشئة على احترام الآخر وقبول الاختلاف واعتماد التفاهم بديلاً عن الصراع والتصادم ينبغي اعتبارها من العوامل التي تُسند الحوار وتُقَوي مكانته و تجذر تقاليده .
ــ تعزيز الحوار بين الحضارات مسؤوليةٌ إنسانيةٌ مشتركة يتحمَّلها بصورة خاصة صانعو القرار بمختلف درجات المسؤولية، والنخب الفكرية والثقافية والقيادات الإعلامية في العالم كلِّه، من أجل بناء السلام في الحاضر والمستقبل على أسس قوية تصمد أمام الأزمات الطارئة الناتجة عن الأحداث غير المتوقعة التي من شأنها أن تهزَّ الاِستقرار الدولي وتروّع الضمير الإنساني .
ــ من أجل ترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات في ضمائر الأجيال الناشئة، ينبغي العمل على إدراج مادة تعليمية حول الحوار بين الحضارات ضمن المقررات الدراسية في جميع مراحل التعليم، بحيث تنشأ أجيال الغد متشبعةً بروح الحوار، ومقتنعةً برسالته، ومتحمسةً للعمل على نشره .
ــ العمل على استمرار الاِهتمام بالحوار بين الحضارات بصورة دائمة، بحيث لا تتوقف الدعوة إلى الحوار بين الحضارات بانتهاء السنة الحالية، والسعي نحو إثارة اهتمام المجتمع الدولي بالحوار وخلق رأى عام عالمي ينشغل بهذه القضية الإنسانية .
وفي ختام هذا النداء، يُشيد المشاركون باختيار تونس مكاناً لعقد هذه الندوة، نظراً إلى ما يتميز به هذا البلد العريق من غنىً حضاري وما يقوم به من جهود مخلصة في دعم الأمن والسلم الدوليين. كما يشيدون بمبادرة الرئيس زين العابدين بن عليّ بإحداث كرسي جامعي لحوار الحضارات والأديان، وبما قدمته الإيسيسكو والجمهورية التونسية من دعم كبير للاحتفاء بالسنة الدولية للحوار بين الحضارات
المصدر: http://www.isesco.org.ma/arabe/dialogue/tunis2001/dialogue2001.php?page=/الصفحة الرئيسية/حوار الحضارات