خطوات الحوار الناجح
هادية ابراهيم عمر احمد هوساوي
كثير منا من يقع في مواقف يحتاج فيها إلى أن يكون محاورا ومفاوضا.....سواء كان ذلك في حلنا أو ترحالنا.....وكثير ما نعجز عن حسن التصرف...ونقع في مواقف لا تحمد عقباها...والسبب عدم فهمنا ودرايتنا لهذا الفن.......ونحن كمسافرون نحتاج تعلم هذا الفن....فنكون به اقدر على اكتساب ما نريد....ونفوز بما نطمح....ونرغب......
وقد يكون حسن النقاش والمحاورة موهبة وفن عند البعض ، ولكن بالإمكان اكتسابه من خلال احتكاكك مع المتحاور (فمرة تلو مرة ..ستقارع عمالقة الحوار) وتصبح من مجيدين هذا الفن
1 - وقبل أن تبدأ في المناقشة ..( سم الله ) وتوكل عليه وأدعه أن يوفقك إلى الخير .
2 - استمع إلى القضية جيداً قبل المناقشة وإذا لم تستوعبها أطلب من الآخر شرحها مرة أخرى..حتى تستطيع أن تبدي رأيك فيها .
3 - حاول أن تكتب رأيك قبل أن تستمع إلى ردود المناقشين للموضوع حتى لا تتأثر بآرائهم.
4 - حاول التسلسل والتدرج في طرح الفكرة ، و لا تعيد طرح الفكرة أكثر من مرة...... تعدد الأساليب والفكرة واحدة .
5 - حاول بقدر المستطاع بأن لا يكون رأيك متأثر بأحد الأمور الخارجة عن صلب الموضوع (كشخصية المحاور أو طريقته وعرضه أو غير ذلك) .
6 - ليس بالضرورة أن تكون كل كلماتك منمقه بأسلوب أدبي محنك ..ولكن من المهم أن تكون كلماتك مفهومه للمستمع ..(وهناك البعض قد تصلك أفكاره وطرحه الشيق بسلاسة وقوه في نفس الوقت على الرغم من أنه أستخدم لهجته العامية في المناقشة).
7- رائع أن تستشهد خلال مناقشتك بآيات الله الحكيمة أو من سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ))ومهم جداً أن تتأكد من صحة المصدر ..وياحبذا لو تذكر رقم الآية والسورة ؛؛ أو الراوي واسم الكتاب الذي يضم الحديث )) أو من واقع الحياة بقصص أو تجارب .
8 - بعض المناقشات تتطلب منك في نهايتها أن تستخلص رأيك بكلمات قليلة تعبر فيها عن وجهة نظرك .
9 - إن كانت القضية تتطلب حلول ..أطرح حلول من واقع مجرب أو حتى لو كانت من خيالك ترى من الممكن تحقيقها .
10 - البعد كل البعد عن تجاوز الأدب وانعدام الإحترام بينك وبين المتحاورين مهما كانت الظروف أو الأسباب .. (وإلا فالصمت خير لك لكي لاتندم على كلمات قد قلتها لحظة غضب).
11 - إذا وجدت من له وجهة نظر تخالف وجهة نظرك ويحاول أن يستفزك أو يثير المشاكل ..حاول أن تفهمه بأسلوب هادئ (حتى ولو كنت تشتاط غيضاً ) أننا لسنا في ساحة معركة وهذه مجرد قضية طرحت للحوار .. وليس من الضروري بأن ينتهي الحوار بإقناع أحد الأطراف بالرأي الأخر و يبقى لكل أنسان قناعاته وأرائه .
12 – لا تنقص من قدر نفسك لأنك ترى أغلب المناقشين يعارضون رأيك ؛ إن كنت مقتنع بهذا الرأي فالناس ليسوا طبقة واحده في التفكير ويختلفون في أمور شتى ..
فالذي يعجب شخص قد لا يعجب الآخر .
13 - إذا ناقشت في قضية فمن المهم أن تنتبه للتعليق الذى يرد بعدك .. فلربما عقب أحدهم على نقطة قد أثرتها خلال طرحك ليحصل التفاعل بين الأراء المتناقشه.
14 - ان تتقن فن الكر والفر حتى لا تخسر كل شى مره واحده....واحرص على التأجيل اذا كان موقفك ضعيفا فربما يقوى.....بعد ذلك فيكون التأجيل في صالحك....
هذا اذا كان نقاشا وحوارا هادفا.....ومع شخصيه يقبل الاخذ والعطى....وان تكون هناك مساحه من الممكن ان يقتنع احدكم بالاخر.....
اما اذا كان الحوار جدليا وعقيما...ومع شخصيه غير قابله للاقتناع...ومتعصبه برائيها....فالافضل ترك الحوار..والاعتذار منه مع بيان السبب....لألا يفهم على انه ضعف منك......وذلك امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن ترك الجدال ولو كان محقا) او كما قال عليه الصلاة والسلام.....
وهذه النقاط للمحاوره والنقاش الجاد.....اما اذا كان النقاش تفاوضيا.....والمسأله مسألة عرض وطلب.....فنلخصها في نقطتين هى العامود الفقرى التى يرتكز عليها نجاحك وفشلك فيها: .....
النقطة الاولى.....عندما تكون طالبا امرا فاحرص على ان يكون طلبك ليس مبالغا فيه كثيرا....بل فيه حيز من الزيادهفي الطلب او النقصان فيه على حسب نوعيه الطلب.....مثلا اردت طلب الاجازه ليومين فاطلب اربعه ايام فإن جأت الاربعه يمكنك قطعها والعوده قبل نهايتها....وان لم يوافقو على طلبك هناك مساحه من التفاوض يمكنك العب فيها...كأنك تتنازل عن يوم وتتمسك بالثلاثة...وإن رفضوا فإنك تتنازل ممتعضا....وتوافق على يومين....وتصرعليها....وهنا تنال مبتغاك.....والعكس صحيح لو كنت انت مكان ذلك المقدم الطلب اليه.....
النقطه الثانيه....كن واثقا من نفسك عند التفاوض ومؤمن بما تقوم بالتفاوض بشأنه.....ولا تتراجع عن اى ينقطه تحس انك اكتسبتها من خلال المفاوضه.....وحسس الاخر بعدم قناعتك بعرضه وانك تطمح في المزيد....
ومن اهم الصفات للمحاور والمناقش والمفاوض الناجح.....
حسن الخلق.....
حسن المظهر......
حسن الكلام فلا هو برافع الصوت...ولا بالخانع....
عدم مقاطعة الاخر الى ان ينتهى....والطلب منه بعدم المقاطعه واجعلها سلاحا تحرج به الاخر....
انتقى الكلمات الواضحه والبينه في طرحك وعدم استخدام الكلمات المطاطيه...والتى تحمل اكثر من معنى....وان لا تجعل الاخر يستخدمها واجعله يقوم بتوضيحها لك حتى لا يرجع النقاش الى نقطة الصفر....
تذكر قول الرسول الكريم : (خاطبو الناس على قدر عقولهم)....فلا تستخف باحد ولا تستحقره....
وكذلك تذكر (ما دخل الرفق في شىء الا زانه ومانزع من شى الا شانه)
انظر الى محاورك واوليه اهتمامك فادب الانصات مهم في النقاش....
من انجح السبل للمفاوضه هى المقايضه فإذا انعدمت سبل الاقتناع لدى الطرف اخر عند إذ قايضه بما يمكنك مقايضته....فكلما تخيرت الفرص وانتهزت النقاط الهامه لديه كلما كانت نسبه نجاحك كبيره....والعكس صحيح....
والخلاصه..........
قبل الاقدام على النقاش او المفاوضه....حاول ان تفكر فيما يفكر فيه الاخر......وماهى نقاط القوة لديك حتى تعززهاوتدعمها....وتبرزها........وماهى نقاط الضعف حتى تقومها وتسد عجزك بها وتواريها ولو موقتا....والعكس صحيح......
وحاول توقع أسوى الاحتمالات وأسوى الردود وكن جاهزا لتفنيدها.....وحاول دائما أن تكون جاهزا ومستعدا للاسواء ولا تعتمد على الحظ فربما تقع فيمن يكون داهيا...ومتمرسا........ ويحرجك في كثير من المواقف التى قد تقعفيها....فاحرص على ان تكون واضح الخطى....تقدر كل كلامك وافعالك قبل ان تطلقها....وان تكون لديك القدره على الدفاع عنها.......