التنوع الثقافي من أجل الحوار الإنساني
تخليدا لليوم العالمي للتنوع الثقافي والحوار والتنمية الإنسانية الذي يصادف 21 مايو من كل عام.. حيث تنظم فيه اليونسكو unisco برامج وسائل وآليات التوعية بأهمية تجذير مفهوم التنوع الثقافي والعمل على إزالة العراقيل التي تقف حاجزا دون تحقيق الحوار الثقافي والإنساني والاندماج المطلوب بين مكونات وأعراق المجتمعات الإنسانية. فالحوار والحقوق الثقافية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان التي هي حقوق عالمية ومتلازمة ومتكاملة، ويقتضي ازدهار التنوع المبدع والإعمال الكامل للحقوق الثقافية.. كما حددت المادة 27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد نصت المادتان 13 و15 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أن يتمتع كل شخص بالقدرة على التعبير عن نفسه وإبداع أعماله ونشرها باللغة التي يختارها، خاصة بلغته الأصلية.. ولكل شخص الحق في تعليم وتدريب جيدين يحترمان هويته الثقافية احتراما كاملا.. وينبغي أن يتمتع كل شخص بالقدرة على المشاركة في الحياة الثقافية التي يختارها، وأن يمارس تقاليده الثقافية الخاصة، في الحدود التي يفرضها احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. إن العيش المشترك والتعاون والانسجام، من الأساسيات التي قام عليها الإجماع البشري منذ أمد قديم، فلقد اقتضت ظروف الحياة البشرية للعمل على تطويع الطبيعة لصالح الإنسان، وتعاون الجميع بغض النظر عن اختلاف الأعراق والثقافات والأديان. وحرصا على أن يظل هذا التآخي والتعاون قائما بين الإنسان وأخيه الإنسان وتذويب الفوارق، عملت الدول والمجتمعات البشرية والمنظمات الإنسانية NGOs على وضع برامج لتثمين التنوع الثقافي وجعله حافزا للتنمية من خلال الحوار الإنساني والتعايش السلمي والعمل المشترك. نأمل أن يبتعد العالم عن الخلافات والصدامات الثقافية مستقبلا.. وأن يتجه نحو تعزيز ثقافة التسامح والحوار والتعاون الثقافي والتنمية الإنسانية وإرساء قواعد ثابتة للتلاقي والتبادل على أسس متينة من الاحترام المتبادل والقيم الإنسانية النبيلة في الكرامة والحرية والعدل والمساواة والسلام.
المصدر: http://www.okaz.com.sa/new/issues/20120501/Con20120501499308.htm