الأمان المعرفي....!!

زينب إبراهيم الخضيري

    "المعرفة قوة". فرانسيس بيكون

الحياة لا تمنع عنا ما نستحقة فعلاً ولكنها تؤجل الأشياء لنا حتى تتأكد من استحقاقنا له، وفي معركة الحياة الكثير منا لا يمتلك رفاهية الاستقالة من عمله والعيش لفترة بدون عمل للبحث عن نفسه وعن ما يحب من مهنة تتناسب مع قدراته وميوله فالكثير منا يجهل كيف يكتشف نوع المهنة التي تناسبه فيظل بقية عمره في وظيفة أو مهنة لا يحبها ويشتكي منها طوال الوقت، وهذا ينطبق أيضاً على المبدعين الذين غالباً ما يراقبون إبداعهم وهو يتبعثر منهم بسبب إحباطاتهم وعدم وجود من يحتضن إبداعهم وهذا حالنا في العالم العربي، حيث إننا نحب الحياة النمطية التي لا ينتج منها إلا شيء نعرفه جيداً ونخاف التغيير ونهرب منه غالباً، وشكل الحياة التي نعيشها والأدوات التي نستخدمها هي أشياء نجهل كيف صنعت فتجد الفرد يركب سيارة ألمانية، ويتصفح الجريدة في جهاز (آي باد) أمريكي الصنع ويرد على بريدة الإلكتروني من هاتف (آي فون)، وهذا الارتباك المعرفي خلق بلادة نفسية فلم نعد نكترث بواقعنا، ولا نفكر بما نحتاجه لننهض بواقعنا النائم على سرير الأمان المعرفي المستورد، فعندما يخطط الفرد لحياته ويختار ما يحب ويرغب فعلياً لا يجد من يدعمه أو يسانده لأن الجو العام محبط جداً إن لم يكن مثبطاً، فالثقافة المجتمعية التي لا تقوم على الخيارات المتعددة أصابتنا بمرض قلة الاهتمام وسلبتنا قدرتنا على التمييز، فمن يمتلك موهبة ويبدع في مجال ما يفقد الدوافع لتكملة مسيرته الإبداعية لأننا مجتمع لا يعي معنى الإبداع ولا يقدر المبدعين فهؤلاء هم بُناة الحضارة وعماد الحاضر والمستقبل، وعندما لا نحتضنهم ولا نتباهى بإبداعاتهم فنحن نحكم على مستقبلنا بالضبابية وبالظلام، ولكي يستطيع المبدع ان يحس بالأمان المعرفي، وكذلك الفرد كيف يستطيع أن يختار مهنة يحبها وتتناسب مع قدراته وميوله ورغباته علينا إعادة قراءة أنفسنا ونعيد اكتشافها، ونعرف من نحن وإلى أين نتجه، وماهي دوافعنا الحقيقية تجاه الأشياء، وماهي الرغبات التي تستعبدنا دون ملاحظة منا، فمعرفة جوهر النفس هو مطلب بحد ذاته لإدراك عميق نفوسنا وماذا يمكننا أن نصبح غداً، وهذا الوعي العميق والجاد لا نستطيع التوصل إليه وحدنا فنحن نحتاج إلى منظومة التعليم التي تؤسس للوعي وتعميق المعرفة والمسميات والتوجيه والاحتضان، والإيمان بالقدرات الإنسانية التي تبني الحضارة، واكتشاف إيقاعنا الداخلي فكل واحد منا فريد في ذاته، فلابد أن نسير وننصت للنعم الإبداعية ونعطيها حقها"لطالما واجهت الأرواح العظيمة معارضة عنيفة من العقول الضعيفة" البرت آنشتاين.

 

* شيء من فلسفة:

من أفضل التعابير الإنسانية العمل فهو يمنحنا هامشاً لتحقيق أروع أحلام الأرض.

عندما تكتشف عملك الذي تحبه، كرس نفسك بإخلاص له.

العلاقات الإنسانية مثل الصفقات التجارية تراعي مصلحتي وأراعي مصلحتك التجارية.

من أجل أن تكون جديراً بشيء، افعل شيئاً يستحق الاحترام.

لا تكترث للمال فهو شيء مستحدث في الحياة، فقط استمتع به.

http://www.alriyadh.com/961121

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك