تنمية الإنسان شرط لتنمية الأوطان

م. عبدالله بن عبدالرحمن المقبل *

    إن تنمية الإنسان والعناية به وتهيئته كعضو منتج وفعال في المجتمع، شرط أساسي لا بد من توفيره لإنجاح العملية التنموية، لذا حرصت الدول الصناعية الكبرى على الاستثمار في الإنسان كمقدمة للاستثمار في الأوطان، تلك التنمية الإنسانية تتضح جليا في سلوكيات وتعامل تلك الشعوب كما تظهر في تميزها في الإنتاجية والجودة والتطوير، حتى أصبح العالم أجمع يرى يوميا أنواعا من الاكتشافات والحلول في جميع المجالات وأبرزها الطب والهندسة والتقنية والفضاء، والتي باتت علامة تميز وعنوان فخر لتلك الدول.

ما دعاني للحديث عن هذا الموضوع أننا في المملكة العربية السعودية نشهد عملية تنموية ضخمة شاملة نراها واضحة جلية في "رؤية ملك" وإصرار القيادة على المضي قدما في تنمية الإنسان السعودي ووطنه الشامخ؛ بدأها الوالد القائد الملك عبدالله بقوله: «يجب التصدي لدورنا بقوة في عالم لا مكان فيه للضعفاء».

إن مما يلفت الأنظار في عهد خادم الحرمين الشريفين المبارك الميمون أن العملية التنموية لم تكن عبارة عن منشآت وبنى تحتية فحسب، بل صاحبها الإصرار على تنمية الإنسان السعودي والاستثمار فيه انطلاقا من قاعدة "تنمية الإنسان شرط أساس لتنمية الأوطان"، فرأينا الآلاف من أبنائنا يشقون طريق النجاح بعزم وإصرار نجوما في سماء العلم مبتعثين في أنحاء العالم، ليعودوا بإذن الله إلى الوطن الغالي للمشاركة في بنائه على أسس علمية راسخة ومعايير تنافسية، بالإضافة إلى ما نراه من قفزة هائلة في عدد الجامعات والكليات في داخل المملكة.

وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الصناعية والنامية التي نجحت في توظيف التعليم ليكون سلما للنجاح والتقدم، وقد اتضح جليا أن التركيز على التدريب والتعليم المستمر مع دعم البحوث والدراسات يساهم حتما في إنجاح وإسراع العملية التنموية للإنسان وتهيئته.

إن الفلسفة التي تنطلق منها الدول الكبرى للتنمية تكمن في تهيئة الإنسان بالتعليم والمهارات للحد من الأمية والجهل التي تُعد السبب الأول للتسيب والبطالة؛ كما أنها بيئة تساهم في نشوء الجريمة.

إننا في الوطن الغالي بدأنا - ولله الحمد - نجني ثمار "رؤية ملك" للعملية التنموية للإنسان السعودي ممثلة في إنجازات أبناء وبنات الوطن وتميزهم دراسيا وببراءات الاختراع التي أصبحنا نراها ونسمع عنها في الإعلام بين فترة وأخرى بكل فخر واعتزاز، والتي ستكون -بإذن الله - نواة مباركة لعملية تنموية شاملة لجيل استثنائي سيفي - بإذن الله - بحاجة الوطن للكفاءات والكوادر المنتجة حسب حاجة التخصصات العلمية وسوق العمل.

إن العناية بتنمية الإنسان السعودي كرؤية مستقبلية ضرورة وطنية ووسيلة ناجحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخطوة جميلة لخلق بيئة تنافسية شريفة والأهم من ذلك المساهمة في تنويع مصادر الدخل الذي بات مطلبا ملحا لدول العالم.

ختاما لا بد من الإشارة إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في تنمية الإنسان التي تتوقف عليها تنمية الأوطان، فإن بروز اليابان وألمانيا كدولتين تحتلان مراكز تنافسية بين دول العالم المتقدم بعد خروجهما خاسرتين منهكتين من حربين عالميتين، فيها عبرة وخارطة طريق لشعوب العالم مفادها أن تنمية الإنسان شرط لتنمية الأوطان.

إن رؤية قائد المسيرة الملك عبدالله وعزمه وإصراره على تنمية الإنسان السعودي والاستثمار فيه إلى جانب بذله وسخائه في تنمية الوطن بمشاريع متنوعة ضخمة تحتم علينا أبناء الوطن العمل بجدية ونشاط للسمو بالوطن إلى مصاف دول العالم المتقدمة بالتسلح بالعلم النافع بعزم الرؤية المستقبلية التي نراها واضحة جلية في مقام الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد.

 

* أمين منطقة الرياض

http://www.alriyadh.com/954014

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك