الحب يبني والبغض يهدم!

ناصر زيد العلّيق

    هناك نمط إنساني لطخ الإنسانية بالوحل مكشوف عند الناس جميعاً، هو عائم في أمواج الأنا والطمع والجشع والنذالة والسفالة والغدر وعدم الشكر وعدم الوفاء وعدم حمل الجميل الذي يحمله الكلب !_ أعزكم الله _ في سبيل المنفعة. فلقد رثى الجميع حاله الساخط ولسانه اللاسع لو منع العطاء أو منع سؤله!أو اعتذرت عن خدمته لأي سبب كان.

في دنيا زائلة لا تأسف عليه ولا لحاله لو صد أو ابتعد أو ارتكب القطيعة التي حذرنا منها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

من أجل مصلحته يبادرك أخونا النفعي بابتسامة مختلقة ولسان لطيف ومزاح ظريف وتمتد يديه إليك للعناق ياله من نفاق ياله من إخفاق في كريم الأخلاق فهو لمصالحه في سباق ولا يهم لو خسر الرفاق وربما يقرر بعد أن لا يجد من يخدمه أن يهاجر لبلاد الواق واق!!

عجبي إنه ثعبان إنه أشعب هذا الزمان.

إن معيار المحبة فقط عند أولاء هو المنفعة فحسب وسيكون ذلك الجاحد منهمكا في الغيبة والنميمة وفي التعبير الشعبي (تقطيع الجلود) لمن لا يخدمه أو لا يعطيه. لماذا هذا التشوه الذهني في معاملة الآخرين؟ ترى النفعي يحملق بعينين جاحدتين ويتمتم بكلام غير مسموع يزلزل الضلوع لو منعته!

آه لو قابلت أحد النفعيين للقنته درساً لن ينساه سأنظر إليه متأسفاً وأقول: حرّك ضميرك الراقد حرّر فكرك من قيود الأنانية وحب الذات والبحث عن المنفعة بأي وسيلة حتى لو تبعها إحراج أو أمر غير مستطاع.

انظر حولك ابحث عن الجانب المضيء في نفسك فكر أن تكون أنت من تنفع الآخرين واعلم أن أحب المؤمنين إلى الله أنفعهم للناس وألا تكف خيرك حتى عن الحيوان. نق قلبك من الأحقاد ولا تكن متشائماً واعذر أخاك ولا تكرهه لزلاته فمن منا لا يخطئ؟! اجعل قلبك ينبض بالحب بالرحمة بالتسامح بالأمل بالرضا بالعفو بالتصالح مع الآخرين سواء أعطوك أو منعوك. والله من وراء القصد.

http://www.alriyadh.com/939300

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك