مسرح العبث

ناصر الحزيمي

    لن أتحدث هنا عن صمويل بيكيت ولا كامو ولا توفيق الحكيم بصفتهم منظري وكتاب مسرح العبث، وانما استعرت المسمى المطابق لواقعنا المعاش، فهذه الأيام بحق تعتبر مسرح عبث، فمع التطور التكنلوجي والصحي، وعلى جميع الأصعدة نجد الإنسان يأبى إلا أن يكون جشعاً ومخاصماً وعنيفاً.

فحينما تقدم العلم برر أصحاب الخطاب الترويجي ذلك وحسنوه وبشروا بالرخاء والعدل الذي سيعم الجميع، والواقع قال غير ذلك فالرخاء والعدل خص فئة قليلة، والمختبرات التي وجدت حلولاً تقريباً لجميع الأوبئة والأمراض الفتاكة هي نفسها من أصبح يتسرب منها الجراثيم الجديدة والطارئة على العالم أجمع، بل تعودنا أن نسمع الخطاب ونقيضه في وسائل الإعلام، حتى فقدت المسميات دلالتها فالشر أصبح له محور وتخبط وضلال المقاتلين الراديكاليين أصبح جهادا باسم الإسلام.

إن فقدان البوصلة الإنسانية في أي طرح ومهما تلبس هذا الطرح بوسائل الإقناع سوف يؤدي بالضرورة الى ضلال وظلم. وما بني على باطل فهو باطل.

http://www.alriyadh.com/938207

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك