صناعة العبودية

مديحة الربيعي

الحاجة والجوع, الفقر, التخلف, والخوف, أساليب تستخدمها الدول ألاجنبية المحتلة, مع الشعوب حين تدخل أراضيها, وألامثلة أكثر من أن تورد على على مر التاريخ, فلم يدخل ألاحتلال إلى بلدٍ ما ألا واستخدم هذه ألاساليب التي تندرج ضمن الترهيب والترغيب.

تستخدم هذه ألاساليب أيضاً, من قبل أنظمة الحكم الدكتاتورية, العراق خير شاهد على هذه ألاساليب التي طبقها النظام الدكتاتوري لأكثر من 35 عاماً, ومن وصل إلى سدة الحكم بعد 2003, يبدوا أنه أكثر براعة في أستخدام هذه ألاساليب.

يرى كل دكتاتور, أن الجوع والحاجة ستبقي الشعب تحت أمرته, وتجعل مفاتيح حياة البسطاء بين يديه, فهو يرى من وجهة نظره أن الناس أذا وصلت إلى مرحلة الترف, فأنها لن تعود بحاجة أليه, وستفكر بالبدائل أن أكتفت, لذا فأن أسلوب التجويع هو أحد أهم ألاسلحة التي يستخدمها, ليجعل الناس تحت أمرته.

تفشي البطالة, وتقليل الرواتب التقاعدية, وأنعدام الخدمات, وأنتشار ألامراض وعدم وجود المستشفيات, والفقر المتقع الذي يفتك بالعراق,وألاحصائيات المخيفة عن التسول, والتسرب من المدارس, كل هذه المؤشرات تصنع شعباً جائعاً متخلفاً, يقوده الدكتاتور إلى حيث يريد, نظام شبيه بالنظام ألاقطاعي الذي كان يستخدم مع الفلاحين, ليبقوا تحت رحمة صاحب ألارض.

الشعب الجائع الجاهل, من وجهة نظر الطغاة, يكون شعباً ضعيف مسلوب ألارادة أعمى وأبكم وأصم, مجرد دمى تحركها أيادي العابثين بالبلد,المشهد ألانتخابي أفرز شواهد كثيرة على ذلك,الحاجة من وجهة نظر البعض هي التي تحرك الناخب, قطعة أرض لمن لا يملك بيتاً, أو عروض التعيينات, أو (كارتونة) مواد غذائية لعوائل تسكن في بيوت الصفيح, أو مبلغ زهيد من المال, أو حتى  وجبة طعام في مطعم, أو( بطانية), أو (موبايل), وغير ذلك من ألاساليب الرخيصة التي يعتقد بعض السذج أنهم ملكوا بها الناخب, يعرف هذا ألاسلوب بصناعة العبودية, لذلك بقي العراق وأهله على هذا الحال, لأعتقاد من يصل إلى سدة الحكم, أن هذا ألاسلوب يضمن له البقاء مدة أطول على هرم السلطة.

وفق رؤى بعض ألاصنام,  يجب أن يبقى الشعب محتاجاً لفرعون ليتحكم به كيفما يشاء, نسوا أن فرعون ألاول هلك وبقي جسده ليذكر الطغاة من بعده, ويكون عبرة لمن يعتبر, ألا أن من سار على خطاه لم يستخدم عقله, فقد أعمى الكرسي بصره, قبل بصيرته, وأفقدته سطوة الكرسي التفكر في مصير من سبقه.

أن الشعوب, لا تبحث عمن يستعبدها, ويلقي لها بفتات الموائد, أنما تبحث عمن يخدمها, وألا لو رضي الناس بالظلم, لما سقطت عروش الطغاة, وعُلقت رؤوسهم على المشانق, مهما طالت فترة الظلم, سيأتي اليوم الذي ينتفض فيه الناس وينفضوا عنهم غبار الحاجة والعوز والفقر, ليقرروا مصيرهم بأنفسهم. 

 

- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=241431#sthash.0F7mtQi4.dpuf

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك