الإِنسانِيَةُ وَمَوتُ الوَطَنيِة..هَل يَلتَقِّانْ؟؟!

سارة الدبوني

أن تكونَ إنساناً.. يعني أن تحملَ فانوساً وسَطَ الظُلمةِ تُنيرُ بهِ الدربَ للآخرين...
أن تكونَ إنساناً يعني أن تحتكمَ في تعامُلِكَ معَ الآخرين الى ضميركَ..
أن لا تُفرقَ بينَ بني البشرِ مهما كانَ جنسهم أو دينهم أو معتقداتهم..!!
الإنسانيةُ هيَ العَطفُ والعطاء..
هيَ الحُبُ والموَدة والرحمةُ والمعرفةُ والنضالُ من أجلِ الحَقِ والحقيقة...أينما وجدت الحقيقة.. ومهما كانَ أصحابها..!!
أن تكونَ غيرَ قادرٍ على قتلِ نملة.. رُغمَ إنَ باستطاعتكَ هدمَ الحائطِ إذا ضربته..!!
نعم.. فالإنسانيونَ لا يستطيعونَ قتلَ أحد.. مهما بلغَ حجمه وكتلته....مهما بلغت قوتهُ أو ضعفه.. وهذا دليلٌ على أن لا علاقةَ للعضلاتِ بالقتلِ والجرائمِ والإرهاب.. ولكنَ المسألةَ منوطةٌ بوجودِ عقلِ الإنسانِ من عدمه..!!!!
وهنا تنقلبُ المُعادلة.. ليتمَ قتلُ الإنسانيون, والإبقاءُ على قِطعانِ الإرهابِ والقتل..!
لتبدأ حكايةُ قتلِ الوَطنِ والوطنية.. بِحرقِ الوطن.. ووَئدِ الوطنيةُ معَ بدءِ يأسِ الإنسانِ ليُهاجرَ ويترُكَ وطنهُ لرُعاةِ القتلِ والإرهابِ والكُفر..!!
أَن تغفو عيناكَ بهدوءٍ وعُمق.. لتنهضَ فجأةً لتجدَ نافذتكَ وقد أطلتْ على منظرٍ طبيعي لبحارٍ من الدم والأشلاءِ الإنسانيةِ المُبعثرة..!!
أن تكونَ إنساناً قمةً في الهدوءِ والسعادة.. لتتمَ كهربتُكَ بتيارٍ غيرِ طبيعيٍ اسمهُ الدين.. لتقلبَ تفسيراته الخاطئة كيانكَ رأساً على عقب..!! فترى بحورَ الدمِ وقد انفجرت لمُجردِ كلمةٍ من دُعاةِ الدينِ وشيوخ الفتنة..
وما على رعاعهم الا تنفيذُ الأوامر..!!
أن تتخلى عن فنكَ وإبداعكَ وإنسانيتك وعملكَ وصدقكَ وحُبكَ ورحمتكَ التي وُلدتَ معها.. فتجدَ إنكَ اصبحتَ ومن حولكَ كما الثورِ الهائج, و ما حولكَ تكسيرٌ ودمارٌ وحرقٌ وقتلٌ وموت..!!
أن تكتشفَ أنكَ تعيشُ وسطَ غابةٍ بربرية.. ومن حولكَ ضِباع..!
وما أمامكَ إلا ان تطيرَ معَ الطيورِ المهاجرة التي اختارتْ الفرارَ الى غيرِ أعشاشها لتلتمسُ في الغربةِ ملاذاً لها..!! ولتترُكَ وراءكَ القتلَ والدمار دونَ أن تقولَ لا وتسهُمَ في التغيير..!! متناسياً أن كم من لا غَيَّرت وجه التاريخ..!!
أن تجدَ مسألةَ دفاعكَ عن أرضكَ ووطنكَ وشعبكَ منوطةٌ بحُبكَ أو عدمِ حُبكَ لحكومتكَ التي تحكمُ بلادك..!
أن ترحَلَ وتفتحَ لذئابِ الإرهابِ فتحةَ تهويةٍ أُخرى كنتَ تغلقها دون أن تدري..!
أما تعلمُ أن ما يحدثُ اليوم ليسَ بجديد..؟؟!! فقد سبقَ لبلدانٍ كًثُرٍ أن تعرضت لهذا الوباء, وإن كانَ أخفَ وطأةً, إلا إنهم لم يرضخوا ولم يصمتوا أو ييأسوا, بل تمسكوا بأوطانهم وتكاتفوا وثاروا على جميعِ تلكَ العواطفِ الظلامية القاتلة وتخلصوا منها..!
فمتى نعودُ جميعُنا لإنسانيتنا ونثورَ على الوضعِ الراهنِ بدلَ أن نثورَ على بعضنا البعض.. متى نعودَ لإنسانيتنا فننتشلُ بلادنا من براثنِ الشرِ والضياع..؟؟!!
متى تنبعُ وطنيتنا من إنسانيتنا من جديد, فتُعَبِرَ عن (عراقيتنـــا)..
لنعيشَ ضمنَ وجودنا الإنساني.. أن نموتُ في عشقِ هذا الوطن الذي أعطانا الكثيرَ دونما ندري..!!
 
نعـــــم....
فأن تكونَ إنساناً....يعني أن تكونَ وطنياً..
وأن تكونَ وطنياً.. يعني أن تكونَ إنساناً..!!
لا فِراقَ بينَ المبدئينِ داخلَ روحك..!!
أن تموتَ وتحيا بحُبِ العِراااااااق......
عندها فقط....تكونُ إنساناً......!!

 


- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=238846#sthash.gxZtFqu9.dpuf

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك