لماذا يتقدم الآخرون ونتأخر نحن؟!
في الأسبوع الماضي قام الطالب البريطاني آرون بارفيتت Aaron Parfitt والذي يبلغ عمره 14 عاماً فقط بقيادة مظاهرة أمام مدرسته. لماذا؟ ليطالب مدرسيه بزيادة الواجبات التي يعطيها المدرسون للطلبة! فهو كما يقول قلق على مستقبله العلمي ويعتقد أن ما يقدمه المدرسون في مدرسته لا يكفي لضمان هذا المستقبل!! لا سيما بعد أن نال درجات منخفضة في اختبار الرياضيات.
في المقابل وفي الأسبوع الماضي أيضاً وفي الجامعة لم يحضر سوى عدد من الطالبات لا يصل عددهن لعشر طالبات! والباقي شد الرحال ولذلك تمدد الإجازة لتكفي للسفر!! ويبدو أن الإجازة لدينا إجازات ممتدة تبدأ قبلها ولا تنتهي بعدها!
الغريب والمثير للسخرية أنه كان هناك شائعات كالعادة بأن الإجازة ستتضاعف وتصبح أسبوعين! والحقيقة أنها أصبحت أسبوعين فعلاً ليس رسمياً بالطبع!. فالطلبة يتعاملون مع الإجازة كالتالي لها إجازة قبلها وأخرى بعدها! فتبدأ قبلها بأسبوع وحتماً ستنتهي بعدها بأسبوع، ويبدو أني أخطأت بالحساب، فأصبحت الإجازة ثلاثة أسابيع!. وهذه عادة اجتماعية جديدة تضاف لعاداتنا الأخرى التي تعمد إلى هدر الوقت للأسف!.
خلال الأيام الدراسية المعتادة تتفاجأ بالغياب وأعذاره الغريبة المقدمة من قبل الطالبات!. وأيضا لا بد أن تألف عبارات من قبيل "هل هناك محاضرة الأسبوع القادم؟ دكتورة هل هناك جزء محذوف في الاختبار؟ دكتورة لا يوجد ملخص للمادة؟ دكتورة أحتاج أنجح؟ دكتورة ارفعي درجاتنا؟ ولا أدري هنا كيف ترتفع الدرجات بقدرة قادر ودون جهد تبذله الطالبة! المهم كثير من هذه العبارات التي نستطيع أن نفرد لها قاموساً خاصا! تعرفه الطالبات عن ظهر قلب! دائماً ما أتمنى أن تأتيني طالبة أو تنتظرني بعد انتهاء المحاضرة لتسأل عن معلومة أو أن أرشدها لكتاب إضافي لتشبع نهمها المعرفي! للأسف قلة نادرة من تفعل هذا لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة خلال العام الدراسي! وسبق أن كتبت عن إحدى الطالبات التي طلبت أن أِؤجل الاختبار لجميع الطالبات لأنها ستسافر!. حقيقة كل يوم تتفاجأ بأفكار الطالبات واختراعاتهن المدهشة والتي تخدم وظيفة واحدة! هي الغياب والنجاح بأقل مجهود يذكر!
عندما قرأت خبر الطالب أو الطفل آرون، دهشت وفكرت أي مجتمع أو تربية التي أنجبت آرون؟ وفكرت أيضاً ماذا سيكون ردة فعل طالباتنا على تصرفه! ربما ينعتنه بالجنون! أو أنه إنسان "فاضي باللغة العامية"! لا أنسى إحدى الطالبات التي قالت مبررة: نحن مشغولون دكتورة! قلت لها بماذا؟ قالت نحتاج أن ننام ولدينا كثير من المناسبات الاجتماعية!
ختاما لعل هذا المقال يحمل جزءاً من إجابة السؤال الأزلي والمؤلم، لماذا يتقدم الآخرون ونتأخر نحن؟!