الكتابة والمصداقية

عبدالعزيز الصعب

    من الجميل أن نرى دائماً الكتابة الواعية التي تصل بنا إلى مفهوم حقيقي وراقٍ ثقافياً وإبداعيا ومن الجميل أيضاً أن نرى أقلاما ترقى لأن نتابعها بين الحين والآخر على صدر صفحاتنا المختلفة.

في الأدب الشعبي أخذ مفهوم الكتابة اتجاها آخر بعيداً عن المصداقية وتبعاً لأهواء شخصية لا داعي لوجودها في مضمار الأدب والكتابة الحقيقية التي يجب أن تكون في ظل الوعي والمتابعة الواعية من قبل كل المتابعين.

عندما تتفق الكتابة مع المصداقية فهذا بلاشك يدعونا للقول بأن هناك علاقة وطيدة بين الصدق والكتابة وهذا هو الأمر المطلوب الذي لابد أن يكون، وفي ساحة أدبنا الشعبي وجدنا العديد من الكتّاب الذين كان لهم كتابات راقية تتحلى بالصدق والجمال في فترة مضت ثم ما لبثت أن اختفت تلك الأقلام لتظهر لنا أقلام هي أقل من أن تكون رديئة وفقيرة في الطرح والمحتوى والمفهوم فقط أتت بأصحابها الذين يريدون فقط الظهور دون الأخذ في الاعتبار الطرح الأدبي الواعي والراقي ،مع أننا ندرك أنه من أراد الكتابة فهذا حق له ولكن بمصداقية وطرح جاد يرقى بذائقة المتلقي أدبياً وفكرياً.

من الغريب أن نجد كتابات باهتة هي فقط مجرد ملء فراغات من بعض المتسلقين الذين يوهمون القراء بأنهم أصحاب فكر وطرح جيد، وهم بلاشك لا يريدون سوى حب الظهور والانتشار دون مفهومٍ ثقافي راقٍ وأدب مبدع يرقى بالذائقة القرائية.

أحد هؤلاء (الكويتبين) أراه يتنقل بين كل المنتديات الأدبية الشعبية وبين كل مواقع التواصل بعدة أسماء مستعارة بضحالة الطرح ويستعرض الشعر والشعراء ثم يتناول كل ذلك بقلمة المهترئ وتناسى هو نفسه الذي لازال إلى الآن لا يستطيع فك أبجديات الكتابة والأدب.

تبقى ضرورة وجود أقلام راقية تصل بالقارئ إلى روعة الطرح ومصداقيته في الكتابة التي نحن بحاجة لأن تكون واعية في ساحة أدبنا الشعبي.

أخيراً:كنك رسمت أقواس وجهي على يدي

وكنه طغى فيك الجفا عِند وغرور

رمل الجفاف اللي طوى دنيتي طي

يدفن بوجهي للألم هم ويثور

المصدر: جريدة الرياض

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك