أغنى الأموات في 2013

                                                                                                 فهد عامر الأحمدي

    "لا تسأل مؤلفاً سعودياً كم كتاباً وزعت"

كان هذا عنواناً لمقال نشرته قبل فترة لاختصار حال معظم الكُتاب والمؤلفين السعوديين.. كان محاولة لتبيان الفرق الشاسع بين المكاسب المادية والمعنوية التي يحققها المؤلف السعودي مقارنة بالمؤلف الأجنبي (وضربت حينها أمثلة تضمنت الكثير من الأرقام المليونية)..

ورغم تعدد الأسباب إلا أنني ركزت على عائقين رئيسيين؛ الأول ضعف معدل القراءة في أمة اقرأ، والثاني استخفافنا بحقوق المؤلف ناهيك عن ضعف قوانين الحماية الفكرية الأمر الذي لا يشجع المؤلفين على تكرار التجربة...

وليس أدل على حفظ حقوق المبدعين في الدول الأخرى من وجود مؤلفين وفنانين أموات (لم يعد لهم القدرة على متابعتها) ومع ذلك يحققون أرباحاً مجزية بعد سنوات طويلة من وفاتهم..

وفي أمريكا بالذات تصدر بنهاية كل عام قائمة ب"أغنى الأموات" تعتمد على نسبة العوائد المتحصلة لفنانين ومؤلفين وممثلين توفوا منذ زمن بعيد انتقلت إلى ورثتهم...

خذ كمثال مغني الروك ألفيس بروسلي الذي ماتزال اسطواناته تحقق أرباحاً بملايين الدولارات منذ وفاته عام 1977.. فالمعادلة ببساطة هي أن حقوقه الفكرية مازالت محفوظة، وبالتالي من حقه (وبكلام أدق من حق ابنته الوحيدة) نيل نسبة مئوية من أي اسطوانة مباعة أو أغنية تبث في أي محطة راديو في أمريكا (وهذا مايفسر نيلها لأكثر من 720 مليون دولار منذ وفاته بمتوسط 20 مليون دولار في العام)!

وهذه المعادلة لا تتعلق بالفنانين فقط حيث ضمت آخر قائمة

مثلاً ثلاثة مؤلفين وكتّاباً وعالم فيزياء مشهوراً أصبح "وجهه" علامة تجارية فارقة...

ففي قائمة هذا العام أتى مايكل جاكسون في المركز الأول حيث نال ورثته 200 مليون دولار مقابل حقوقه الفنية (والعجيب أنه كان يرزح تحت مديونيات قدرت ب500 مليون دولار قبل وفاته).

وفي المركز الثاني أتى ملك الروك ألفس بروسلي ب60 مليون دولار ذهبت كلها لمستثمر اشترى من ابنته الوحيدة ليزا ماري حقوق مصنفاته الفنية عام 2011 بمبلغ لم يتم الافصاح عنه...

أما المركز الثالث فحققته الممثلة مارلين مونرو (التي لم يكف الجدل حول طريقة وفاتها) ب30 مليون دولار...

وأتى في المركز الرابع مؤلف قصص الأطفال تشارلز شوسلز ب26 مليون دولار...

وفي المركز الخامس مغني البيتلز البريطاني جون لينين ب15 مليون دولار...

وفي السادس الممثلة اليزابيث تايلر ب13 مليون دولار...

أما المركز السابع فحققه صدق أولا تصدق عالم الفيزياء المعروف ألبرت أنشتاين الذي نال 12 مليون دولار (ليس بفضل نظريته النسبية) بل بفضل تحول وجهه الى علامة تجارية تُنشر بمقابل مادي في المجلات والكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية!!

وفي المركز الثامن أتى الدكتور سويس (مؤلف) الذي حقق 11 مليون دولار...

وفي التاسع الفنان جيمي هندركس ب10 ملايين دولار...

أما آخر مركز في قائمتنا هذه فذهب إلى المؤلف ستيج لارسون بفضل سلسة رواياته "الفتاة ذات الوشم" ب9 ملايين دولار!!

... ومرة أخرى أشير إلى أن كل هؤلاء أصبحوا الآن في عداد الأموات ولكن إنتاجاتهم الفكرية مازالت تحقق لورثتهم عوائد مجزية بفضل صرامة واحترام حقوق الملكية الفكرية في المجتمعات المتقدمة (وبيني وبينك ليس لنا عذر حتى في وصفها ب"المتقدمة" كون بعضهم توفي قبل نصف قرن أو تزيد مثل مارلين مونرو وألبرت أنشتاين)..

والفرق بين الحالين يعني أنه يمكنك تأمين مستقبل أطفالك "هناك" بتأليف كتاب أو ترك مصنف فكري في حين لا يسعك "هنا" سوى التفكير بقطعة أرض أو منزل بأربع غرف..

 النصدر: http://www.alriyadh.com/2014/01/06/article898733.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك