حلاوة الكلام اللين
عبدالعزيز المحمد الذكير
لا أحد يُنكر مزايا الكلمة الطيبة، فإن كان البعض يرى أنها تنازل عن كبرياء فهو جاهل. فهي تقرب القلوب وتذهب حزنها وتمسح غضبها، ونشعر عندما نسمعها أنها ريح طيبة هبّت بين المتجادلين، ولو رافقها ابتسامة لكانت أقوى وأصدق.
تُبهج السامع، وتجمع بين قلبين كانا قبل لحظة يحملان ألد الخصام لبعضهما. وسترون الأثر الطيب للكلمة والابتسامة في نفوس الآخرين. وربما نتج عنها مصلخة غير متوقعة للأطراف. أو – على الأقل – إغلاق باب شر وإطفاء فتنة.
قال تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون). وقال جل شأنه:(وقولوا للناس حُسنا).
تميل بعض الأقوال - غير الموثّقة - إلى الاعتقاد بأن الصحراء تختزن موروثاً طبيعياً هو جفاف الحديث وقلة المجاملة المتعارف عليها، والمتممة للتعامل والمجاملة.
وقد علمت وتأكدتُ أن صديقاً أرسل مطبوعهُ الجديد إلى عدد من الأصدقاء ورُبعهم فقط الذين شكروه هاتفياً أو كتابياً. وحدث هذا أيضاً لكاتب هذه السطور حيث صدر لي مؤلف معجمي. أرسلتُ منه لمن اعتقدتُ أنه سيعجبهم، وهم ليسوا قلة، ولم يصلني شكر أو تقدير إلا من رجل واحد كان في مجلس الشورى، وهو الآن سفير.
ومواقف أخرى يقف عندها المرء. وهي عدم سماع عبارة الشكر لموظف حكومي سلمك معاملة كاملة. أو موظف أهلي استلم منك وسلمك شيئاً كنت واقفاً بانتظاره.
لا أشك أن المجاملة تسرّ كل مجتهد، ولو كان الاجتهاد هذا جزءاً من واجبه العملي.
عند الصيادلة تسمع الصيدلي - وهو عادة غير سعودي - يقول بالشفا.. إن شاء الله. وتتوقع أن يرد الزبون بدعاء مثله أو أحسن منه كأن يقول: جزاك الله خيراً. أو أن يقول: شكر الله سعيك.. لكنك - في الغالب - لا تسمع شيئاً والبعض يبرر: "أنا دافع فلوس".
سمعتُ مواطناً يقول لرجل من الشام: وش بلاك؟ وهو يسأله عن أمر عادي جداً. قال الشامي، حيّ.. ما فيّه بلا. الله يبعدنا ويبعدك عن البلاوي.
المصدر: جريدة الرياض.