دور وسائل الإعلام والجماعات الثانوية في تكوين الرأي العام

المؤلف : جمال المنيس

 

يتأثر تكوين الرأي حول القضايا العامة بوسائل الإعلام خصوصاً إذا ما تمتعت الوسيلة بمصداقية عالية. ويتلخص دور وسائل الإعلام الخبرية بالتحديد في تسليط الضوء على الأحداث والقضايا دون اتخاذ موقف محدد. وينتج عن تسليط وسائل الإعلام الضوء على قضايا معينة دون غيرها ما يسمى (ترتيب الأجندة). وكلما زاد حجم التغطية الإعلامية لقضية ما زادت أهميتها للرأي العام. أما صحافة الرأي التي تتخذ موقفاً من القضايا العامة فإنها تسهم في بروز ظاهرة الاستقطاب في الرأي وهو الانقسام الحاد بين مؤيد ومعارض. وبينما تتبنى صحافة الرأي موقفاً معيناً تجاه القضايا العامة فإن الدعاية السياسية تروج لمرشح بعينه ومواقفه السياسية وعادة تكون مدفوعة الثمن ومنظمة قانونياً. وتتشابه أساليب الإعلان السياسي مع الإعلان التجاري؛ لأن الهدف النهائي هو (تسويق) مرشح معين للناخب. وتستخدم الدعاية السياسية عدة أساليب منها دعم المشاهير ورجل الشارع والمراسل المحايد. وعلى الرغم من دور وسائل الإعلام المهم في تكوين الرأي العام فإن الفرد لا يكون رأيه في فراغ بل يكونه وفق محيطه الاجتماعي وهنا يبرز دور الجماعات الأولية والثانوية. ودور الجماعة هنا يأتي كوسيط بين وسائل الإعلام والفرد. وتختلف الجماعات في تكوينها وأحجامها فمنها الصغير الحجم مثل الأسرة؛ ومنها ما هو كبير الحجم مثل النقابات العمالية. كذلك فإن أسباب تكوين الجماعات تختلف فمنها ما هو قائم على الهوية المشتركة ومنها ما هو قائم على طبيعة المهنة على سبيل المثال. وتتمتع الجماعات بخصائص تسهم في تكوين الفرد لرأيه بحسب موقعه في الجماعة فمنهم من يقود الرأي ومنهم من يتبعه وهذا يخلق أحياناً ما يسمى (تفكير الجماعة
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك