الإعلام والسلام

عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع

الإعلام والسلام كلمتان تحملان في طياتهما الكثير من المعاني والمفاهيم والتفسيرات، ومن هنا كانتا المحور الأساس الذي انعقد حوله الملتقى الإعلامي العربي في دورته العاشرة في الكويت في الثامن والعشرين من شهر مايو الماضي.

وخلال جلسات هذا الملتقى تحدث الكثير من المشاركين عن مدى الترابط الوثيق بين الإعلام والسلام وكيف أن كل واحد منهما مرتبط بالآخر تأثراً وتأثيرا، مستشهدين بالواقع الذي تعيشه أمتنا العربية اليوم وما تعانيه من تأثيرات سلبية تعود في جزء كبير منها إلى امتداد رقعة ما أصبح يعرف بالإعلام الجديد والذي فتح الباب على مصراعيه لكل من أراد أن يكتب أو يقول دون حسيب أو رقيب يهديه سبيل الرشاد.

وقد لفتت الأنظار وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في مملكة البحرين سميرة رجب خلال مشاركتها في الملتقى إلى أن مشكلة الإعلام العربي ليست في الحريات لأن أبواب الحريات انفتحت ولا احد يستطيع أن يقمعها، فالمشكلة في القصور الفكري الذي يتعامل معه معظم الأطراف.

وأكدت أن الدول تحتاج في مجتمع المعلومات إلى ما يسمى ب «الأمن الإعلامي» بنفس مستوى الحاجة إلى الأمن الغذائي أو الأمن العسكري الذي بدونه لا يمكن أن تصل الدولة إلى مستوى معين من الأمن والاستقرار.

هناك إجماع على أن الإعلام كلمة، وأن هذه الكلمة تقود الرأي العام وتحرك الشارع في كل اتجاه.

وفي هذا الشأن يقول الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب في الكويت إن عالمنا العربي الآن يمر بمرحلة دقيقة بالغة الحساسية الكلمة فيه محسوبة، فرب كلمة واحدة يقولها صاحبها ولا يلقي لها بالا فتكون وبالا عليه وعلى مجتمعه، ورب كلمة أخرى تُقال فتُحقَنُ بها الدماء وتُلَمْلِمُ حروفها الجراح، وتوحِّدُ معانيها الصف.

وفي نظرة تحليلية إلى مدى الترابط بين الإعلام والسلام يؤكد الشيخ سلمان أن عالمنا العربي يموج فوق بحر من التربص والانتهازية وليس لمجتمعاتنا العربية تجاه ذلك واقٍ ولا حصن إلا الإعلام وأمانة الكلمة فالإعلام قادر على أن يضع المواطن العربي موضع المسؤولية ويجعله يدرك حجم التحديات والأخطار المحدقة بعالمنا العربي من كل الاتجاهات.

وفي الوقت الذي نطلب فيه من إعلامنا أن يكون مرآة صادقة لواقعنا وحصناً قويا للذود عن مقدّراتنا لابد لنا أن ندرك أن هذا الإعلام يحتاج إلى حماية تبقيه بعيدا عن عبث العابثين . هذه الحماية لا تعني فرض القيود وتكميم الأفواه وإنما إغلاق الباب في وجه كل من أراد أن يُحرّض ويُعَرِّض بالآخرين دون وجه حق. لا بد أن يقال للمخطئ أخطأت وللمصيب أحسنت في وقت ضعفت فيه المرجعية وأصبح الكل يكتب ويقول على حساب المصداقية الضائعة.

الزميل ماضي الخميس الأمين العام للملتقى العربي باختياره (الإعلام والسلام) عنوانا له، وبعد العديد من المشاركات والطروحات التي تمت خلاله، لاشك أنه لامس واقعاً عربيا يموج بكثير من المطالبات بالانفتاح والمزيد من الحريات ولكن التحدي هو في كيفية الوصول إلى معادلة تمكّن الإعلام من القيام بمسؤولياته وتمنع العابثين من الخوض فيه ممن لا يريدون الإصلاح..

المصدر: http://www.amnfkri.com/news.php?action=show&id=22529

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك