مذهبية مريضة .. ومناطقية مقيتة

أحمد عائل فقيهي

مما لاشك فيه أن العالم العربي غارق في مستنقع الدم والطائفية والمذهبية المريضة.. والمناطقية المقيتة وليس في هذا العالم الواقع أيضا تحت سطوة ثقافة السحر والخرافة أي بارقة أمل.. وضوء يمكن من خلاله الخروج من هذا النفق المظلم إلا بعد سنوات طويلة.. وبالتالي الدخول في زمن حضاري تتعزز قيمته وحضوره في الإعلاء من أهمية العلم والمعرفة واحترام عقل المواطن العربي.
ما نشاهده ونقرؤه عن الواقع العربي والإسلامي يجعل المرء في حيرة من أمره والمراقب والمتابع في حالة ذهول ذلك أن الخارطة العربية تتفتت وكأننا أمام عالم عربي سوف يتحول إلى عالم بلا خرائط.. كما هو مسمى الرواية المشتركة التي كتبها الروائيان الراحلان عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا، عالم كان مشروعه الأول إقامة الدولة الوطنية خروجا من زمن الاستعمار وإلى بناء الدولة الحديثة فيما هو اليوم يغرق في الصراع المذهبي.. وهذه المناطقية التي تعكس العقلية السوداء والفكر المريض.
لقد انبنى فكر النهضة العربية الذي بدأ من مشروع محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة إلى إقامة دولة المؤسسة.. وكان مشروعا نهضويا بامتياز.. من خلال منظومة حضارية فكرية وثقافية قامت بعقول مفكرين ووطنيين من أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول والنحاس باشا وبقية الوطنيين الأحرار في كل الوطن العربي.. ثم المشروع الفكري والثقافي والعلمي الذي بناه وأسسه طه حسين والعقاد وأحمد شوقي والمازني والرافعي وصولا إلى جمال حمدان.. ثم المشروع الفكري الديني الذي أقامه وأسسه العلماء الأجلاء محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ورشيد رضا وعلي عبدالرازق.. وهو مشروع ديني وحضاري مضيء، لا لغة الغلو والتطرف التي نسمعها اليوم.
اليوم ينتكس ويتراجع كل ما بناه الكبار من الرواد في حقل العمل الوطني والثقافي والفكري. ونجد أنفسنا بدلا من بناء وإقامة كل ما يفيد ويحقق حلم أمة عربية قوية ومتماسكة نجد أنفسنا أمام أمة عربية تعيش في لحظة تيه حضاري وسط إشاعة ثقافة التكفير وشيوع الفكر الطائفي والمذهبي.
إنها المذهبية المريضة والمناطقية المقيتة.

المصدر: http://www.amnfkri.com/news.php?action=show&id=23773

الأكثر مشاركة في الفيس بوك