واستشهد السلام احتلال إسرائيلي متجدد

أمينة عودة

أثناء سفر عبر طريق وادي النار الغير شرعي، الذي يربط ما بين شمال الضفة وجنوبها، جن جنوني، عندما شاهدت الفراخ والزغاليل الاستيطانية تنتشر على مقربة مما يسمى بكبرى المستوطنات الإسرائيلية معاليه ادوميم، لقد استشاط غضبي وادمي قلبي على الأرض البكر التي يحظر على الفلسطينيين استخدامها لذرائع أمنية، وما يحيط بالقدس وغيرها من المدن الفلسطينية من شبكات استيطان لحسم المحيط والانتقال إلى مراكزها.

يتعمق النهب والنهش للأرض الفلسطينية على أيدي أنياب الجرافات الإسرائيلية وما لف لفيفها، بقرار من حكومات إسرائيل راعية البرامج الاستعمارية، لم تكن المشاهدة الأولى، إنما هذا ما أتصبح وأتمسى به، ليشكل مقتلا حقيقيا للسلام المنشود فلسطينيا، رحلة تضني تشمل المرور والاصطدام بجدران أو جراذين الاستيطان من بداية الانطلاقة إلى نهايتها، وما حدثني حوله صديق حول قرية جيوس وامتداد ها من سرطان جداري ليصل لحدود مفتوحة برعاية وتمويل لا نهاية له، لدولة إسرائيل. ناهيكم نابلس عروس الشمال، والدمج الاستيطاني ما بين بيت لحم والقدس للوصول إلى ما يسمى بالقدس الكبرى، نحو توسع ليشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة بمجملها.

لقد خرجت من عقالها حكومة نتنياهو خليفة حكومة اولمرت المتطرف، الذي" أبدع" أو استوحش في تهويد القدس حين كان "رئيسا" لبلدية غير شرعية ورئيسا لحكومة سابقة، و لا يبرأ من سبقهم. وتتواصل الحرب الاستعمارية الشرسة ضد الفلسطينيين وأرضهم، ليشمل الهجوم جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يشير ويؤكد أن إسرائيل تحتل مجددا الأراضي الفلسطينية وسيتلو هذا الكثير من هذا القبيل، لتتوصل لحسم مشروع صهيوني يباشر بطرد الفلسطينيين أو ما يطلق عليه بالترانسفير، وما هدم البيوت على رأس أصحابها وتهجير الكثيرين منهم، والسيطرة على مراكز المدن، وخليل الرحمن ابرز مثال كما القدس لحسم موضوعها التي تشكل قلب الأمة العربية الإسلامية والمسيحية ولب النزاع العربي الإسرائيلي.

لن نتناول هنا تفاصيل الحرب الاستيطانية بالأرقام إنما الحقائق والوقائع على الأرض تتحدث عن نفسها، بل نريد أن نؤكد، انه أمام ما يجري من هجوم استعماري ضد الأراضي الفلسطينية، استشهد السلام، وما على السواعد والهامات السوداء سوى القيام بقراءة المعادلة جيدا وتفتح بصرها وبصيرتها، وتستعد لمواجهة الاستيطان، الذي يهدد كل ما نملك من الأرض الحجر والشجر والإنسان، اليوم جارك مهدد وغدا أنت، كيف يتوجب على جميع منهم حريصون على هذا الوطن لجم مشاريع الاستيطان، ولجم كافة المخططات الرامية إلى تكبيدنا خسائر فادحة ستحلق الأذى بالفلسطينيين إلى الآلاف السنين.

لن نجتهد كثيرا في وضع برامج مقاومة للاستيطان، ولكننا ندعو العربي والفلسطيني اليوم إلى حسم موقفه، وتوسيع رقعة النشاطات المعادية للاستيطان والالتفاف حولها، ورفع مستوى تشكيل الحركات الشعبية المعادية للاستيطان وفق أجندة وطنية فلسطينية غير استعراضية، وتشكيل قيادة موحدة تشمل كافة التيارات، لتأخذ طابعا شعبيا، بعيدا جل البعد عن التحزب التنظيمي و/أو العشائري، الذي طالما عانينا منه كثيرا، بوقف سياسة التحزب أمام هذا الغول الاستيطاني عبر توحيد الجهود محليا وعربيا ودوليا، وتقديم كافة أنواع الدعم للحركة لتخرج الأمة عن بكرة أبيها.

لا زال أهلنا يربطون ما بين الأرض والعرض، ونحن نقول هنا الأرض هي العرض، فمن تروق لديه نفسه أن ينتهك عرضه، دون إجراء استفتاء ليس بيننا هذا الفلسطيني، لذلك علينا نحن الفلسطينيون، النهوض من غفوة طالت لأسباب نقدرها جيدا سواء كانت اقتصادية أو أزمات داخلية، ووضع حد لمن يرفع الشعارات، ويساهم في هدر الزمن الفلسطيني، أمام خلافات طال الحديث عنها، ومحاولة إيجاد حل للتوصل لاتفاق، على تشكيل وزارات وانتخاب رئيس وووو، وهنا نقول للمتحاورين النفوذ والسيادة بالعمل الجاد، فلا سيادة لكم سوى المعنوي منها على شبر من ارض فلسطين المحتلة يا سادة، لذلك الأفضل للمتحاورين المختلفين إخواننا في فتح وحماس، النزول من أبراجهم، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والالتفاف حول الشعب المكبل بهموم وقضايا استنزافية، داخلية وخارجية، وخلع الياقات والإنحاء للأرض، بالنزول إلى الشوارع ترجمة لوحدة وطنية حقيقة.

ولطالما الوضع ينذر بمخاطر جمة تهدد العربي والفلسطيني، فأننا ندعو العربي الكريم أن يبادر باتخاذ موقفا واضحا وصريحا، والعمل على تشكيل لجان لمناصرة اللجان الشعبية الفلسطينية المناهضة للاستيطان وتقديم كافة أنواع الدعم والتأييد لها، من خلال خلق مجموعات ضاغطة على الجهات الحاكمة وصناع القرار في العالم العربي والإسلامي وغيره، لتتخذ مواقف حاسمه ومنصفة للفلسطينيين ولما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من غطرسة لم يسبق لها مثيل، فبادر أيها العربي الوقت غال وثمين.

وأخيرا ليتفرغ صناع القرار ولو قليلا، عربيا ومحليا، لمتابعة ما يجري، من خلال تشكيل لجان طوارىء، تتناسب ومستوى الحدث لتشمل تحركاتهم كافة المستويات العربية والدولية بالتعاون والفلسطينيين، عبر خلية عمل نشطة وحريصة كل الحرص على حماية كرامة الجميع، الوقوف موقفا باسلا أمام ما تتعرض له فلسطين من هجوم استيطاني استعماري.

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171661

الأكثر مشاركة في الفيس بوك