في ثقافة التسامح والسلام ونشر التعليم؟
فائز الكنعان
مشاعر نبيله ولكن
يقول الوردي في مهزلة العقل البشري
" ان اصحاب الفكر القديم لا يميزون بين الممكن وغير الممكن من الأفكار "
هل صحيح ان العراق والعرب يحتاجون التالي لتحل مشاكلهم؟
اولا - قوانين مدنية علمانية متطورة
ثانيا - مشروع تعليمي متكامل لتعليم الطفل
ثالثا - ثقافة تسامح و جرعة من الحب والغفران
أنا سبق ان قلت ان الحكام العرب عبر التاريخ الحديث كانوا دائماً حالة متقدمه على شعوبهم في كل النواحي وتقبلهم للغرب، حتى ان اكثر الحكومات التي نصفها بالرجعية ( من مصطلحات الحرب الباردة) كالسعودية هي حالة متقدمة على عموم الشعب السعودي .
ان الباشا نوري السعيد ومعظم رجالات العهد الملكي و الملك فيصل وأولاده وعائلته كانوا حاله متقدمه على عموم الشعب العراقي ،
قانون الأحوال الشخصية في زمن عبد الكريم قاسم و الذي بموجبه أعاد الإعتبار للمرأة العراقية وأقر القانون مساواتها بالرجل في الميراث، وشهادتها في المحاكم تعادل شهادة الرجل، كذلك مسألة تعدد الزوجات في صالح المرأة.
ايضا قوانين الأحوال الشخصية والتوجه العام لكل من بورقيبه وعبد الناصر وبعث سوريا وحتى صدام حسين كانوا حاله متقدمه على عقليه هذه الشعوب.
ولكن لماذا لم تنجح وتبقى هذه قوانينهم ، وجاء ربيعهم كما يسموه بحكومات القرن الرابع الهجري.
الجواب بسيط لان القوانين لا تغير البشر بل البشر تغير القوانين.
طيب ماذا عن التعليم؟
هل التعليم ممكن ان يطور ويغير الجيل الجديد نحو الأحسن ؟
كلا ولسبب بسيط لان تربيه الطفل تبدأ في البيت و في اول سنين حياته وقبل دخول المدرسة ، انها تربية الام والعائلة والجد والشارع والمسجد والتلفزيون والأصدقاء قبل المدرسة.
دائماً تذكر ان بن لأدن كان حاصل على شهادة جامعية وانت تحتاج حفنة من أمثاله لخراب صفاء الكون. ان معظم المسلمين المهاجرين الى الغرب من حملة الشهادات ونرى الصدمة الحضارية التي يعاني منها الكثير.
العراق في منتصف السبعينات والى نهاية الثمانينات كان لديه نظام تعليمي وصحي وقائي متطور وعلماني ، ولكن ماذا انتج هذا النظام ؟
انتج جنود جيش المهدي و الدولة الاسلامية .
وماذا عن ثقافة السلام والتسامح؟
يقول الوردي في مهزلة العقل البشري ، " لا تكفي للفكرة ان تكون صحيحة بحد ذاتها ، الاحرى ان تكون عملية"
بعيدا عن حقيقة امكانية تحقيق هذا المصطلح او عدمه ، بعيدا عن الملايين التي صرفتها الامم المتحدة واليونسكو لهذا المصطلح المطاطي ولكن
و اذا اتفقنا انه لا توجد ثقافة تسامح وسلام في الوطن العربي عموما ، السؤال الذي يدور في الذهن هو-
لماذا لا يوجد ثقافة تسامح في الشرق؟
لماذا يرفض معظم العرب ثقافة سلام مع اسرائيل؟
لنشخص السبب ومن ثم نتكلم عن هذا المصطلح الطوباوي
ان ثقافة السلام مسالة طارئة والعداوة والحروب هو السائدة عبر التاريخ وحالم من يتوقع انه يستطيع ان يغير الطبيعة البشريه بجرة قلم او كتاب.
ثقافة السلام تعرف بأنها حالة يخلو فيها العالم من الحروب والنزاعات، وعادة ثقافة السلام تتفق مع المبدأ الديمقراطي والعلمانية ليست شرط اساسي ولكنه عامل مساعد ، إن الدول التوتاليتارية والدينية هي أكثر استعدادًا لخوض الحروب من المجتمعات الديمقراطية. لقد انطلق برنامج اليونسكو المسحي نحو ثقافة السلام في عام 1994 في محاولة لأحياء رسالة اليونسكو الأساسية القائلة أن الحروب تبدأ في عقول الناس، ونحن نعلم بدون السلام لا يمكن تحقيق التنمية والأستقرارلا سيما في الدول التي تشتعل فيها الحروب ،ولكن هل نجحت هذه الثقافة ؟
الواقع يؤكد انها فشلت .
إذن ماهو الحل؟
الأزمة الاخيرة حول فلم براءة المسلمين وما نتج عنه من عنف وغوغاء بقيادة السلفية العربية ألصاعده والاصولية الشيعية في العراق وايران ولبنان ، حيث كانت عملية صوملة بلدانهم تنقل مباشرة عبر الاقمار الصناعية و بينت ان هذا الطور الديني المتشدد والذي لا يعرف ثقافة التسامح شئ لا مفر منه .
النهاية:
اما ان تسقط السلفية الاسلامية ونظرية ولاية الفقيه بالضربة القاضية وهذا غير وارد باعتقادي او ينجر العالم الى عصور مظلمة جديدة بقيادة أحفاد خالد بن الوليد وهو الرأي الراجح .