ليسوا أهل حوار و منطق
نتائج محادثات کازاخستان النووية بين مجموعة "خمسة زائد واحد" و النظام الايراني و التي باءت بفشل آخر ذريع لايکاد أن يختلف عن الجولات الماراثنية ال"44"الأخر، وهي أکدت تماما بأن الدول الغربية تنفخ في قربة مثقوبة او تسعى لنقل الماء بغربال!
النظام الايراني الذي يمر بأوضاع و ظروف بالغة السوء، يحاول و من خلال إعلامه الکسيح الاصفر و المشوه للحقائق أن يظهر تماسکه وانه لايزال يمسك بزمام الامور بين يديه، وليس ذلك فقط وانما و عبر دجل إعلامي و کذب استخباري فاحش يريد بعث الخوف و الرعب في نفوس دول و شعوب المنطقة بصورة خاصة و الدول و الشعوب الغربية بصورة عامة من خلال تصوير نفسه وکأنه يمتلك"بعض"الاوراق الخطيرة التي إذا لعبها فإنه سيثير الفوضى و عدم الاستقرار في مناطق عدة من العالم، والغريب انه لايزال هنالك في الغرب من يستمع الى هکذا تهديدات"جوفاء"و"خرقاء"و"سفيهة" و يتصرف بشکل يبدو وکأنه يأخذ الحيطة و الحذر من نظام متزلزل الارکان بات يخاف حتى ظله أيضا، لکن إنفضاض جولة المحادثات ال45 مع النظام الايراني ومن دون تحقيق أية نتيجة تذکر، لم تعد تبعث على الاطمئنان و الثقة بنوايا هذا النظام و حقيقة مايخبئه خلف مماطلته و تسويفه، بل وان بعض الاوساط السياسية باتت تتحدث علنا عن ضرورة وضع حد لماراثون المحادثات العقيمة و السقيمة مع النظام الايراني و تدعو الى وضع آلية بديلة عن الاسلوب الحالي المتبع و الذي أثبت فشله الذريع.
نظام الملالي الذي يستغل عملية التفاوض مع المجتمع الدولي کغطاء لتبرير شرعيته و ديمومة إستبداده و قمعه و مصادرته لحرية الشعب الايراني و حقوقه المختلفة، يريد أيضا ومن خلال هذه المفاوضات أن يبقي الجبهة الدولية المضادة له"رخوة"و"غير متماسکة"، کي يستغل ثغرات و مسافات التباين و الاختلاف بينها من أجل تحيق أهدافه و أجندته المشبوهة، خصوصا وانه يرى بأم عينيه کيف أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يذهب من نصر سياسي کبير الى آخر أکبر منه و کيف أنه بات يحظى بمکانة و سمعة دولية طيبة بحيث أنها طفقت تبعث الامل و التفاؤل في قلوب و نفوس الشعب الايراني و تدفع بالنظام الايراني في نفس الوقت الى التشاؤم و اليأس و التخبط، ولاسيما وان هذا المجلس صار في نظر العديد من الاوساط و المحافل السياسية و الاعلامية بمثابة معبر شرعي عن إرادة و طموحات الشعب الايراني.
لقد دعت المقاومة الايرانية و على لسان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى عدم التفاوض مع هذا النظام لأنه لن يرضخ او يستمع لمنطق الحق و العدل وانما يفکر فقط في کيفية تهيأة و إعداد الظروف المناسبة لکي يبلغ هدفه بالحصول على السلاح النووي فهم ليسوا اساسا بأهل منطق و حوار، وان إنهاء التفاوض مع هذا النظام اليوم قبل الغد هو أفضل للمجتمع الدولي و أضمن له کي يحيل دون بلوغ هذا النظام لهدفه المشبوه خصوصا فيما لو إتبع المجتمع الدولي سياسة جديدة تعتمد على مبدأ دعم الشعب الايراني و المقاومة الايرانية کحجر اساس.