الإعلام الإسلامي بين التقريب والتمزيق مقترحات في الإعلام التقريبي

الشيخ حيدر حب الله

تدفعنا المطالعة القرآنية لنصوص العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية للوصول إلى النتيجة التالية، وهي أنّ سلوك كثير من المسلمين اليوم ـ وقبل اليوم أيضاً ـ كان متناقضاً مع المبادئ القرآنية في العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية، وأن هذه المبادئ تمّ هدرها اعتماداً تارةً على مبررات تاريخية، وأخرى على نصوص من السنّة المنقولة ـ بصرف النظر عن صدقية تلك النصوص تاريخياً ودلالياً ـ وثالثة على تأسيس مبدأ التكفير الذي خلّص دعاة التمذهب في العالم الإسلامي من الحمولات التي ألقتها النصوص القرآنية في هذا المضمار.

1 ـ وربما لا يكون المجال متاحاً للخوض في القراءة التفسيرية والتأويلية للنصوص القرآنية، وقد كنّا مارسنا هذا الأمر في دراسة أخرى (مجلّة ميقات الحج، العدد: 28)، لكنني سوف أطلّ من خلال العمليات البحثية التي مارسها العلماء المسلمون على موضوعٍ إشكالي في مسألة التقريب بين المذاهب، فهناك الآلاف من الدراسات التي ساهم فيها التقريبيون مشكورين عبر عقود في بناء قاعدة علمية لمشروعهم، كانت هناك دراسات قرآنية وحديثية وتاريخية ونقدية وأخلاقية وغير ذلك مما كان يهدف منه بلورة بناء تحتي متين لمشروع التقريب والوحدة، وعندما نقول: دراسات، نشعر بالانتماء إلى مراكز الأبحاث وصالات المؤتمرات وقاعات البحث والمراجعة.. معنى ذلك أنّنا نقترب من النخبة أكثر من اقترابنا من القاعدة الجماهيرية، فهي ـ من حيث شئنا أم أبينا ـ قراءة نخب تظلّ في غاية الضرورة وغاية الأهمية، لكنّها لا تشكّل بالنسبة للجماهير سوى لحظات في وسائل الإعلام، في برنامج ثقافي هنا أو هناك.

إن الحركة التقريبية صار بإمكانها أن تمثل مركز دراسات بكل ما للكلمة من معنى والحمد لله، رغم وجود بعض المعوقات والنواقص وعناصر الضعف على هذا الصعيد أيضاً، لكنّها لم تأخذ بأسباب القوّة التي تمثلها السلطة الرابعة في المجتمع، أي الإعلام، إنّ الإعلا

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك