حوار حول المسلمين في تايلاند

حوار حول المسلمين في تايلاند
19/10/2010
أوضح د. عبد الرشيد هأميمي نائب عميد أكاديمية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة ناراديواس راجنكرين بتايلاند أن عدد المسلمين في تايلاند يبلغ حوالي 10ملايين نسمة ينتشرون..

أرسل لصديق
طباعة

قراءة : 891 | طباعة : 286 | إرسال لصديق : 0 | عدد المقيمين : 0
أوضح د. عبد الرشيد هأميمي نائب عميد أكاديمية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة ناراديواس راجنكرين بتايلاند أن عدد المسلمين في تايلاند يبلغ حوالي 10ملايين نسمة ينتشرون في أنحاء البلاد ويمثلون أكثرية في المحافظات الجنوبية وهي فطاني وجالا وناراتيوات وستول وسونجكلا وينحدر أغلبهم من العنصر الملاوي، فيما يقدر عدد المساجد المسجلة رسميا في تايلاند بحوالي 3494 مسجدا موزعة بين المناطق المختلفة حيث يوجد في المنطقة الوسطى والعاصمة بانكوك 365وفي المنطقة الشرقية 117 مسجدا فيما تضم المنطقة الجنوبية العليا 699 مسجدا. أما المنطقة الأكثر من حيث عدد المساجد فهي المحافظات الخمس إذ تضم 2257 مسجدا. وقد بنيت أغلب المساجد بالجهود الذاتية للمسلمين فيما أسهمت الحكومة في بناء بعض المساجد. وقال ل الشرق: في تايلاند تشهد حركة افتتاح المساجد ازدهارا في شهر رمضان، الأمر الذي يشعر المواطن التايلاندي بأن عدد المسلمين يتضاعف كل يوم من مظاهر الاحتفال بهذا الشهر ففي كل مدينة وكل قرية لا بد أن يفتتح مسجد جديد في شهر رمضان حتى لو كان صغيرا ومتواضع البناء.
* بداية هل تعطينا نبذة عن تايلاند وعن التوزيع الديني للسكان فيها؟
الدين الرسمي للدولة هو البوذية حيث يدين بها حوالي84% من السكان، يليها الإسلام حيث يدين به حوالي10% 0 من السكان. ويدين بالمسيحية حوالي %6من السكان، اما الباقون فيدينون بديانات أخرى. ورغم وفرة الدراسات التي تتعمق في تاريخ الإسلام بالشرق الأقصى إلا أنها لا تتعرض بالكثير لتاريخ الإسلام في تايلاند، ولا تشير إلا إشارات سريعة للوجود الإسلامي مع أن المكانة الرفيعة التي بلغها المسلمون في تايلاند كادت تجعل منها بلدا إسلاميا كما اعترف بذلك كثيرون من الرحالة الأجانب الذين زاروا تايلاند خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. وفي الآونة الأخيرة بدأ ظهور بعض الدراسات التايلاندية وغالبها مترجم عن مصادر غربية تتحدث عن تاريخ الإسلام في تايلاند. ومن أشهر المؤرخين الذين تحدثوا عن الوجود الإسلامي في تايلاند المفكر التايلاندي المعاصر الأمير كيكريت براموج رئيس الوزراء الأسبق الذي أثبت أن الإسلام وصل تايلاند بصفة عامة في عصر سؤخوتاي أي في القرن الثالث عشر الميلادي وان الذي حمل رسالة الإسلام هم المهاجرون من العرب والهنود والفرس حيث نزحوا عن أوطانهم بقصد التجارة ومما ساعد على وصول الإسلام إلى تايلاند فضلا عن الهجرات المباشرة احتكاك تايلاند وصلاتها بالمناطق الإسلامية في الأرخبيل الماليزي وخليج البنغال والجزر الاندونيسية وجنوب الهند وهي مناطق وصل إليها الإسلام في أزمنة مبكرة وبدأ الدين الإسلامي انتشاره أولا في شبه جزيرة الملايو ثم جاء إلى بلاد تايلاند عن طريق التجار العرب الذين جاءوا للتجارة ونشر الإسلام معا واثبت التاريخ أن أكثر المسلمين في تايلاند من العنصر الملاوي__حيث تجمعهم بجيرانهم في شبه جزيرة ملايو وحدة اللغة والأصول والدين والتقاليد وأساليب الحياة.
* وهل تنتشر المساجد بشكل كاف في تايلاند؟
يبلغ عدد المساجد المسجلة رسميا في تايلاند 3494 مسجدا موزعة على المناطق المختلفة من البلاد حيث يوجد في المنطقة الوسطي والعاصمة بانكوك 365 مسجدا وفي المنطقة الشرقية 117 مسجدا وفي منطقة شمال شرق البلاد 20 مسجدا وفي المنطقة الشمالية 36مسجدا وفي المنطقة الجنوبية العليا 699 مسجدا وفي المحافظات الخمس التي تقع في جنوب البلاد 2257مسجد وأكثر هذه المساجد بنيت بالمساعدات المالية من المسلمين وهناك بعض المساجد تم بناؤها بمساعدة مالية من قبل الحكومة التايلاندية ولكل مسجد أعضاء للجنة الإدارية الإسلامية المنتخبة من المسلمين المقيمين او المسجلة أسماؤهم في سجلات تلك المساجد بمحضر الهيئة الإسلامية للمحافظة او الهيئة الإسلامية العامة بتايلاند وتلك اللجنة مكونة من الإمام والخطيب والمؤذن و 12 عضوا وهؤلاء الأعضاء لهم الحقوق والواجبات في سير أعمال المسجد وفقا للشريعة الإسلامية ومدة العمل لكل الأعضاء أربع سنوات ماعدا الإمام والخطيب والمؤذن فهي لهم مدى الحياة أو الاستقالة من المنصب وذلك وفق المرسوم الملكي المتعلق بالمساجد.
وتشهد حركة افتتاح المساجد في تايلاند ازدهارا في شهر رمضان الأمر الذي يشعر المواطن التايلاندي بأن عدد المسلمين يتضاعف كل يوم من مظاهر الاحتفال بهذا الشهر ففي كل مدينة وكل قرية لا بد أن يفتتح مسجد جديد في شهر رمضان حتى لو كان المسجد صغيرا ومتواضع البناء وتسعى كل قرية ومدينة طوال العام إلى جمع الأموال حسب إمكانيات كل أسرة لبناء المسجد الجديد الذي يفتتح في شهر رمضان ويحرص معظم الأشخاص على العمل بأنفسهم في بناء هذه المساجد أيًّا كان نوع العمل.
* وما هي مظاهر رمضان الأخرى في تايلاند؟
شهر رمضان هو شهر القرآن ولأنه شهر القرآن يقوم المسلمون في تايلاند في رمضان كل عام بحمل الذين يحفظون القرآن بأكمله على الأكتاف في مظاهرات حب وتقدير وفرحة ويطاف بهم في الشوارع كقدوة لبقية المسلمين وتشجيع الشباب على حفظ القرآن وعندما يبدأ شهر شعبان يتقدم المسلمون الذين حفظوا القرآن الكريم لمجلس حفظ القرآن الذي ينعقد طوال شهر شعبان لاختبار حفظة القرآن وعندما يبدأ شهر رمضان تعلن أسماء الذين حفظوا القرآن الكريم وتتردد أسماؤهم على كل الألسنة ويسمح لهم بتلاوة القرآن في المساجد. وفي اليوم الأول من شهر رمضان لا بد وأن تذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالا بشهر رمضان حتى ان الأسر الفقيرة تكتفي بذبح الطيور .
وفي تايلاند هناك موائد إفطار جماعية خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال حيث تتجمع النساء أمام أحد المنازل ويتناولن الإفطار جماعة وكذلك يتجمع الرجال في مكان آخر على موائد إفطار جماعية.
* وماذا عن الهيئات الإسلامية هل لها وجود في تايلاند؟
يوجد في تايلاند المجلس الإسلامي وهو عبارة عن هيئة إسلامية مستقلة للمحافظة التي يتمركز فيها المسلمون تقوم بإدارة المساجد وتنظيم أعمالها وتنفيذ أحكام الإسلام وحمايتها ونشر الدعوة الإسلامية وهناك منصب شيخ الإسلام او "جولاراشمونتري" وهو أعلى المناصب الإسلامية في تايلاند ويتم تعيينه بقرار ملكي وذلك بعد ان يتم انتخابه من قبل رؤساء المجالس الإسلامية بالمحافظات ويقوم شيخ الإسلام بتعيين عدد من ذوي الخبرة كمستشارين له لأنه يعتبر رئيس المسلمين والمسئول الأول عن إدارة شئونهم الإسلامية وينص القانون الخاص بشؤون الإسلام في تايلاند على ان شيخ الإسلام مستشار لوزارة الداخلية والتعليم وغيرهما فيما يتعلق بالمسلمين وهو رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهناك أيضا منصب القاضي او "داتؤيؤتيتام" وهو الموظف الحكومي المعين للقيام بالفصل والنظر في االقضايا الهامة المتعلقة بالشريعة الإسلامية بشان الأحوال الشخصية.
* وهل توجد هناك مدارس خاصة للمسلمين أم أن التعليم عام؟
كان المعهد أو المدرسة في تايلاند يعرف بـ (فندوق) وهي عبارة عن مدرسة أسسها عالم من العلماء ليقوم فيها بتعليم أولاد المسلمين العلوم الدينية واللغة العربية وما يتصل بها وتكون أوقات الدرس في الغالب عقب الصلوات المكتوبة ولم يكن المعلم يتقاضى راتبا من الحكومة أو من أي جهة وفي عام 61 غيرت الحكومة نظام الحلقات في فندوق إلى نظام الفصول المنتظمة وجعلت لها منهجا دراسيا والآن يدرس الأطفال في تايلاند علوم الدين وعلوم الدنيا معا في المرحلة الثانوية يمكن للطلاب أن يختاروا المدارس الدينية الأهلية المنتشرة في البلاد والتي تبلغ 395 مدرسة أو الدراسة في المدارس الأهلية التي تدرس الدين والدنيا معا والتي تبلغ 185 مدرسة أو في مدارس الحكومة العامة التي تدرس المواد العصرية.
* هل لك الحديث عن بعض المشكلات التي تواجه المسلمين في تايلاند؟
يعاني المسلمون في تايلاند مشاكل عديدة ومعوقات وأولها هي :تربية الأطفال ومشكلة البيئة التي يعيشون فيها ومشكلة التعليم الإلزامي في المرحلة الابتدائية بالمدارس الحكومية البوذية ومشكلة انتشار الرذيلة بين العديد منهم من خلال وسائل الإعلام السمعية والبصرية فنحن نحتاج لإيجاد التنظيم الصالح بين أفراد الشعب المسلم ليجعل الجماعة تعين الفرد في واجباته نحو أطفاله وعدم الاقتصار في تعليم الطفل على تعبئة عقله فحسب وإنما يجب العمل على بناء شخصيته الأخلاقية وهويته الإسلامية وشعوره بمسئولياته نحو مجتمعه الإسلامي وإنشاء المدارس العامة الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي تعطي الطفل المسلم البرنامج الدنيوي العام مع التعليم الإسلامي اليومي فنحن نعاني حتى في الجامعات من قلة الإمكانيات والمرافق والطاقات البشرية المؤهلة في مجال التعليم وندرة الكتب الإسلامية وتتمثل المشاكل الاقتصادية للمسلمين في انخفاض مستوى الدخل ونقص المهارات كما أن الحكومة تفرض ضرائب عالية على المزارعين وتتحكم في سعر مواد الزراعة ومن اكبر المشاكل التي تواجهنا خطر الانخراط في المجتمع البوذي ومن علامات الانخراط تغيير الأسماء الإسلامية إلى بوذية هذا بالإضافة إلى انتشار التحديات الشيوعية فالشيوعيون يتمركزون في الجبال والأدغال ويقومون بإرسال عملائهم المدربون إلى القرى لشرح مبادئهم الهدامة للقرويين المسلمين ويتظاهرون أنهم مسلمون يعملون لصالح الإسلام والمسلمين ويحاولون النفاذ إلى عقول المسلمين والإرسالية المسيحية في تايلاند نشيطة جدا لإمكانياتها المادية الضخمة وقد لجأ المنصرون إلى إنشاء مستشفيات وعيادات طبية في الولايات الجنوبية وتقديم العلاج إلى المرضى المسلمين مجانا وفتح فصول دراسية في مدينة جال لتدريس اللغات الحية ويكون الغرض منها ترويج النصرانية بين الأوساط الطلابية. ومن أهم المشاكل السياسية التي يواجهها شعب تايلاند المسلم الحرمان من حقوقه السياسية ومن حق التمثيل في الحكم وحرمان المسلمين من بعض الوظائف الحكومية وعدم المساواة في مجال الخدمات والحقوق المدنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرق 6/9/2010م
المصدر:
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=161000

الأكثر مشاركة في الفيس بوك