الترجمة الآلية على الإنترنت.. نموذج للتعددية والتسامح

إبراهيم فرغلي

 

          قبل عدة أيام أرسلت لي مستشرقة بولندية، صديقة، موضوعا كانت نشرته في دورية تصدر في وارسو، باللغة البولندية، عن ترجمة الأدب العربي في أوربا، فقمت بنسخ المقال ووضعته في موقع جوجل للترجمة؛ مرة للترجمة إلى العربية وأخرى للغة الإنجليزية، وفي ثوان تحولتُ من العمى إلى البصيرة، ووجدت أمامي المقال كاملا بلغة أفهمها تماما، وهتفت أننا فعلا نعيش عالما سحريا، لم تعد فيه اللغات عائقا أمام المعرفة والتواصل البشري، فلتحيا التكنولوجيا الرقمية!

 

          فتحت لي هذه التجربة آفاقا لتأمل فكرة التواصل البشري في ضوء الثقافة الإلكترونية، وكيف أن هذه الثقافة تعمل، عبر ابتكارات القائمين عليها، على إزالة العوائق والقيود التي تعزل الأفراد عن بعضهم البعض في المجتمع العالمي الواقعي مثل حدود الجغرافيا والمكان أولاً، ثم عبر الاختلافات الثقافية تاليا، وها هي تصل إلى حلول لإزالة عوائق اللغة عبر برامج الترجمة الفورية المبرمجة لترجمة أغلب لغات العالم المتعارف عليها. (نحو 65 لغة تقريبا).

 

          وبالرغم من أن درجة اتقان البرمجة الإلكترونية تختلف باختلاف بعض اللغات وصعوبتها، حيث إن الترجمة من أي لغة إلى الإنجليزية مثلا سنجدها تتمتع بدقة كبيرة بعكس الترجمة إلى العربية، وربما ينطبق الأمر على عدد آخر من اللغات، مع ذلك فإن المتوقع هو زيادة جودة برامج اللغة تدريجيا. وصحيح أن الترجمة الآلية لا يمكن أن تحل محل الترجمة البشرية التي تعتمد على إجادة اللغات بشكل كامل والمعرفة العميقة للمترجم بالثقافة التي ينقل عنها وباللغة التي ينقل إليها، لكن يظل للترجمة الآلية أهمية كبيرة جدا في إزالة العديد من الفجوات في الاتصالات بين البشر، وخصوصا بين المهتمين بالجوانب الخبرية والمعرفية التي تقتضي منهم الاطلاع على تقارير من دول مختلفة.

 

الترجمة والتعددية

 

          أود أيضا تأمل فكرة الترجمة الآلية باعتبارها محاولة جيدة جدا لتأكيد فكرة التعددية الثقافية والتنوع البشري على الساحة الافتراضية، وأظن أن هذه القضية ينبغي أن تكون قضية الساعة ليس في الواقع الافتراضي فقط، بل على أرض الواقع، واقعنا العربي أولا، وفي الواقع العالمي أيضا.

 

          فلا شك أن العديد من المواقع الالكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، والحسابات الشخصية للمستخدمين للشبكات الاجتماعية المختلفة تشهد يوميا ألوانا صارخة من العنف اللفظي التي تنتج عن الاختلافات في الرأي، والتي كثيرا ما تكون اختلافات مذهبية وطائفية، وأحيانا اختلافات في رؤية وتفسير بعض الأحداث السياسية، لكن العنف يبلغ مداه عادة حين يكون الاختلاف دينيا أو عقائديا أو مذهبيا.

 

          ويُطرح هنا سؤال عن طبيعة هذا المأزق الإنساني، لماذا يتفجر العنف بسبب الاختلافات المذهبية والدينية والطائفية؟ وما الذي يغذي الاختلاف بحيث يتحول الموضوع من طبيعته البديهية التي تعتمد على أن أحدا لا يمتلك إلزام الآخرين بما يراه صوابا، وأنه لا إكراه في الدين، وأن الجدال بالحسنى هو سمة المتدينين الحقيقيين؟

 

          بحثت مطولا على الإنترنت فوجدت موقعا إلكترونيا بعنوان «تعليم التسامح»،

 

http://www.tolerance.org

 

          وهو موقع لمجلة إلكترونية أمريكية، يهتم بفكرة تعليم التسامح في المدارس، وجدير بالذكر طبعا أن القضية الخلافية الأولى في الولايات المتحدة ليست مذهبية أو دينية بقدر ما هي عرقية، فهناك تاريخ طويل من العداء الذي تبادله المهاجرون البيض مع المهاجرين الأفارقة، ورغم أن هناك اليوم ما يزيد على خمسة أجيال عاشت وتعايشت وصنعت أمريكا الجديدة، فإن إشكالية العنصرية لا تزال تلقي بظلالها الشابحة على المجتمع.

 

          لكن المؤكد أن إرهاصات هذه المشكلة اليوم لا يمكن مقارنتها مع ما كان الأمر عليه قبل نحو خمسين عاما مثلا، بدليل وصول الرئيس الأمريكي أوباما، وهو أسمر البشرة وله أصول افريقية إلى سدة الحكم ورئاسة الولايات المتحدة، وهو انتصار كبير في الحقيقة لمفهوم التسامح الذي رعته ودعمته كل الجماعات التي رسخت حقوق الإنسان في أمريكا على مدار الفترة التي أعقبت الحرب الأهلية الأمريكية وصولا إلى اليوم.

 

          وربما من البديهي القول إن الاختلافات الطائفية التي نرى إرهاصاتها ودلائلها في المجتمع العربي تتراوح في درجة عنفها من مجتمع لآخر، لكنها تبدو سمة، مع الأسف، تحتاج إلى المراجعة والتأمل وأن تمنحها كل الدول العربية أولى أولوياتها لأنه، وكما تعلمنا دروس التاريخ، من دون إرساء سبل السلام الاجتماعي في أي مجتمع لا يمكن تحقيق أي رفاهية أو تقدم أو تنمية بشرية حقيقية.

 

التسامح والتعليم

 

          ومن بين ما تهتم به هذه المجلة الإلكترونية تأكيد أهمية مناقشة وتعليم النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، وأسس هذا النظام الانتخابي، بما يتضمنه التعريف الدقيق للاستراتيجيتين السياسيتين للحزبين الرئيسين في أمريكا؛ الديمقراطي والجمهوري، ثم في مرحلة لاحقة يتم بحث ونقاش الأسس التي ينبغي وفقا لها أن يمنح المواطن صوته لمرشح دون غيره، وهنا مرة أخرى يتم التركيز على أن يكون مبرر منح الصوت الانتخابي مبررا موضوعيا عقلانيا وطنيا، لا يرتبط بأية توجهات عنصرية أو تحيزات لها صبغة شخصية.

 

          وربما هذا ما نفتقر إليه بشكل كبير في مناهجنا التعليمية، بل وأساسا لعل هذه الثقافة غائبة عن الغالبية العظمى من الأفراد الذين يمثلون القوة البشرية للتعليم في العالم العربي، مع الأسف.

 

          إن مفهوم التسامح في الحقيقة يقوم على فكرة رئيسة هي فكرة الإيمان بالمساواة التامة بين البشر، وهي نظرة تقوم على الاحترام الكامل للاختلافات بين الهويات البشرية، واحترام كل فرد لقناعات الآخرين، وهذا نقيض فكرة العنصرية التي تعني، بين ما تعني، الحط من قدر الآخرين، بناء على اختلافاتهم، وتوهم أن ما ينتمي إليه الفرد هو ما يمنحه مبررا بالتفوق أو التميز عن الآخرين، سواء كان تميزا دينيا أو عرقيا أو طبقيا.

 

          وهذا هو جوهر الفكرة التي بسببها نرى يوميا على الإنترنت، وفي القنوات الفضائية، وربما في تجمعات أخرى مختلفة، هذا العنف اللفظي المتبادل بين أشخاص يختلفون في الانتماء الديني أو العرقي.

 

          في واحدة من مقولاته يقول أمارتيا صن المفكر الهندي الحائز «نوبل»: «واكبت أحداث العنف والاعتداءات في السنوات الأخيرة فترة من الفوضى والاضطراب المروع وكذا صراعات بغيضة. وكثيرا ما ينظر إلى سياسات المواجهة على صعيد الكوكب باعتبارها نتيجة طبيعية للانقسامات الدينية أو الثقافية في العالم. والحق أن العالم يرى بشكل متزايد ولو كان ذلك ضمنيا فقط كفدرالية من الاديان والحضارات ما يؤدي إلى تجاهل كل طريقة أخرى يرى بها الناس أنفسهم».

 

          وفي كتابه الهوية والعنف يقول الكاتب نفسه: «إن القواعد التي يقوم عليها الحط من قدر الآخرين لا تتضمن فقط المزاعم المغلوطة، ولكن أيضا الوهم بأن هوية مفردة يجب أن يربطها الآخرون بالشخص لكي يحطوا من قدره».

 

الهوية والعنف

 

          وبالمناسبة هذا أساس من الأسس التي يواجه به بعض الأشخاص الآخرين ممن يختلفون معهم بالتكفير، وهي طريقة للحط من قدر المختلف معهم وإدانته.

 

          حقا- يقول صن- «إن تزايد التعود على استخدام الهويات الدينية باعتبارها المبدأ الرئيس أو الوحيد لتصنيف أهل هذا العالم قد أدى إلى كثير من الفظاظة في التحليل الاجتماعي. لقد كان هناك بشكل خاص افتقاد كبير للفهم بسبب الفشل في التمييز بين الانتماءات والولاءات المتعددة لدى الشخص الذي يتفق أنه مسلم، وشخصيته الإسلامية بشكل خاص. إن الهوية الإسلامية يمكن أن تكون واحدة من الهويات التي يراها الشخص كهوية مهمة ولكن من دون أن ينكر بذلك أن هناك هويات أخرى ربما تكون مهمة أيضا».

 

          ما يود صن قوله أن الناس وفقا للتصنيف الديني الأوحد للهوية يتم وضعهم في صناديق مغلقة، وإغفال أن هويتهم تتشكل إضافة إلى الدين من اهتمامات عديدة، ويقين بقيم مختلفة لا يتساوى في الاهتمام بها كل الأشخاص لمجرد أنهم مسلمون أو مسيحيون، فهناك مسلم مثلا يهتم بالرياضيات وبالموسيقى العربية ويؤمن بأن العمل الأكاديمي هو ما يصلح لإمكاناته، ويتقن لغة أخرى مثل الفرنسية لأنه يحبها، ولديه يقين بأن قيمة العمل هي أهم قيمة في الحياة، بينما قد نجد مسلما آخر يعمل في الحسابات ويحب الموسيقى الغربية ويؤمن بدور المرأة في المجتمع بيقين كامل، وأهم قيمة لديه هي قيمة المساواة، ويرى أن العدل هو الشرع. وهكذا يمكن أن نستمر لنرصد اختلافات وفروقا عديدة تمنح لكل شخص هويته المتفردة رغم اشتراكهم جميعا في الإسلام, فالمعنى هنا أن التنميط الديني لا يؤثر فقط على تحيز الأشخاص لهذه الهوية باعتبارها الهوية الوحيدة التي تعبر عنهم، وإغفال الكثير من السمات الشخصية، بل يؤدي أيضا إلى تنميط هذه الهوية بالنسبة للآخر حيث ينظر الغرب الآن للمسلمين باعتبارهم متعصبين وإرهابيين بسبب تصنيفهم وفقا لهوية واحدة.

 

          إن فكرة «ترجمة جوجل»، أو Google Translate، في الحقيقة ينبغي أن تنبهنا إلى الكيفية التي تعمل بها الذهنية البشرية المتسامحة التي تتعامل مع العالم باعتباره مجتمعا كبيرا ينقسم إلى هويات ولغات وجنسيات وثقافات ينبغي عدم تمييز أي منها، والتأكيد على التنوع البشري الكبير.

 

          وعندما يتأمل الفرد أن أمامه 65 لغة يمكن أن يترجم عنها أو إليها أي فكرة بلغته، لا بد أن يتوارد إلى ذهنه كيف أنه ليس، ولا ينبغي له، أن يكون الواحد الأوحد في هذا الكوكب، فهناك آخرون كثيرون يشتركون جميعا في الإنسانية وفي الحق في الحياة، وكيف أننا كلما تخلصنا من أوهام العزلة التي تتسبب في تضخيم ذواتنا بلا أي داع، رأينا العالم بشكل أكثر واقعية، وبالتالي ازدادت قدراتنا على قبول الآخر والتعايش معه أيا كانت جنسيته أو عقيدته.

 

ثقافة غائبة

 

          وأظن أن مجتمعاتنا العربية تعاني اليوم عطبا كبيرا في هذا المفهوم، ولا يبدو أن مفهوم التنوع شائعا بالقدر الكافي في ثقافتنا، ومن اللافت أن مفهوم التسامح مثلا على الموسوعة الإلكترونية «ويكيبديا» لا يأخذ أي قدر من الاهتمام (هناك فقط تعريف مختزل لمفهوم التسامح الديني)، بينما يأخذ قدرا كبيرا من الاهتمام في اللغة الإنجليزية، أي أن المحتوى العربي للموسوعة لا يضم اهتماما بفكرة التسامح بالشكل الكافي، في دلالة مؤثرة على الشرود الفادح للثقافة العربية عن فكرة التسامح وما ينتج عنها من أفكار مثل التعددية والمساواة وسواهما، رغم أنها كانت الشغل الشاغل لمجموعة من أبرز العلماء العرب في عصور الاستنارة الإسلامية العربية وخصوصا في المرحلة الأندلسية مثلا, التي نقلت عنها أوربا الأفكار التي انتقلت بها من العصور الوسطى إلى التنوير.

 

          أما المحتوى الغربي، خصوصا الأمريكي والأوربي فيأخذ فيه موضوع التسامح اهتماما كبيرا جدا، ليس فقط على مستوى المواقع المهتمة بالتنظير للأفكار الخاصة بقيمة التسامح، بل وفي المواقع التربوية، الموجهة للفتيان والفتيات، وكذلك للآباء والأمهات لتعليمهم كيفية تربية أبنائهم على قيم التسامح باعتبارها أساسا اجتماعيا للتعايش بين كل فئات المجتمع مهما اختلفت هوياتهم أو عرقياتهم.

 

          ففي موقع يعرف باسم «صحة طفلك» يخصص الموقع للآباء مقالات منوعة عن موضوع التسامح من بينها هذا المقال مثلا لمن يود الاطلاع:

 

www.kidshealth.org/parent/positive/talk/tolerance.html

 

          وهو يركز على إدراك أن تربية الطفل اليوم على قيم التسامح يولد لديه قدرات العمل مع الآخرين، والتعايش في المستقبل، بالتالي ضمان مستقبل أفضل للمجتمع ككل. والتشديد على أن كلا الوالدين يقدمان بسلوكهما الشخصي مع الآخرين نموذجا لأطفالهما، وكلما كانوا يمارسون التسامح ويحترمون الآخر فإن هذا يرسخ من تلك القيم لدى الأطفال.

 

          كما أن هناك مواقع أخرى مخصصة لمفاهيم التسامح في المجتمع خصوصا لتشجيع غير المسلمين على التعايش مع المواطنين من المسلمين الوافدين لتلك المجتمعات للهجرة أو الإقامة، وبينها هذا الموقع

 

http://www.religioustolerance.org

 

          وهو موقع يختص بنشر ثقافة التسامح والمساواة في الحقوق بين جميع أفراد المجتمع، وأيا كانت ظروفهم وانتماءاتهم العرقية والدينية، وبينها محاولات للتعريف بالمسلمين وهويتهم الحقيقية لنقد الفكرة الشائعة عن الإسلام في الغرب باعتباره يؤدي إلى التطرف والتعصب. وتوضيح طبيعة اعتقادات البوذيين مثلا، كما يهتم الموقع بحقوق كل الأقليات.

 

أوهام عن الديمقراطية

 

          من المهم أيضا هنا التأكيد على أن الاستعمار الغربي لكثير من دول منطقتنا العربية قد أثر سلبا على الذهنية العربية وجعلها متشككة باستمرار تجاه المستعمر وثقافته ورفض كل ما يأتي من لديه باعتباره شرا. ومن المؤكد أن هذا صحيح في جانب كبير منه، حيث يثبت يوما بعد آخر أن الغرب في النهاية لا تهمه سوى مصالحه، أما المشكلات الداخلية للمجتمعات العربية فلا تهمه وإن أبدى اهتماما إعلاميا إلا عندما يشعر أن المشكلات العربية الداخلية قد بدأت تورد إليه فعندها فقط يهتم.

 

          لكن ما يقترحه أمارتيا صن في كتابه المهم «الهوية والعنف» والصادر عن عالم المعرفة الكويت أن أصل المشكلة تكمن في تصور أوهام مزيفة منها فكرة أن الديمقراطية وما ينتج عنها من أفكار كلها مستورد غربي ينتمي للمستعمر ويتم رفضها بدعم القوى الأصولية على هذا المستوى أو حتى تحريمها.

 

          ويرى صن أن مجتمعات دول العالم الثالث كله في إفريقيا وآسيا كان لديها دوما أسس الحرية والشورى وبذور الديمقراطية، كما يوضح أن آسيا على نحو خاص عرفت التعددية المذهبية قبل الغرب بقرون، لذلك كله يقترح أن يعتد أهل العالم الثالث بتراثهم السابق في التسامح وفي التعددية، واليقين من أن كلتا القيمتين هما من أصيل تراثهم وليستا قيمتين غربيتين مستوردتين، وهو بالفعل ما نحتاج الاهتمام به من قبل المختصين في الفكر لتأكيد هذه الفكرة الوجيهة.

 

          إن التنمية الحقيقية لمجتمعاتنا العربية لا يمكن لها أن تحقق في مجتمعات يقصي فيها البعض الآخرين أو يتصور بعضهم أن مذهبا توارثوه يمنحهم أفضلية على الجماعة البشرية التي يتعايشون معها والتي ينبغي أن تكون قيمة المواطنة هي الجامع لكل هوياتهم واختلافاتهم العرقية، ولعل موطنا افتراضيا مثل «الفيسبوك» أو «تويتر» بقدراتهما الفائقة على تجميع آلاف الأشخاص في موطن افتراضي واحد رغم التنوع الهائل في الثقافة والجنسيات والانتماءات، أقول لعل موطنا افتراضيا كهذا يعطينا المثل لنفهم أن الوحدة والقوة في التنوع بالفعل والعكس ليس صحيحا.

المصدر: http://www.alarabimag.com/arabi/Data/2012/11/1/Art_105048.XML

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك