الاعلام التقريبي قليل وضعيف مقابل الاعلام التكفيري
من اولويات العالم الاسلامي في ظروفه الراهنة هو التماسك والتضامن الاسلامي والتأكيد على التقارب المذهبي بين المسلمين لاحباط مؤامرات الفتن المذهبية والطائفية وتوحيد القرار الاسلامي امام الهجوم السياسي والثقافي والعسكري الغربي على العالم الاسلامي.
(س)المؤتمر الدولي الثالث والعشرون للوحدة الاسلامية تحت عنوان (الامة بين المذهبية والطائفية) سيعقد في الرابع من مارس لعام 2010 برأيكم ما اهمية عقد هکذا مؤتمر وماهي نتائجه وفوائده ؟
في الحقيقة تزداد اهمية المؤتمر الدولى للوحدة الاسلامية الذي يعقده المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بمقدار التحديات التي تواجه الامة الاسلامية ، ولعل اهم هذه التحديات التي نواجهها في هذه الظروف هو تلك الدعوات التكفيرية والتحريضية المذهبية التي يشكل هذا المؤتمر ردا عملياً عليها حيث يلتق فيه علماء المسلمين من مختلف الاقطار والمذاهب ليشكل لقائهم هذا دليلاً على ان هذه الامة امة واحدة وان كل تلك الدعوات التي تبتغي الفتنة والتحريض انما هي دعوات صاقطة باذن الله.
(س)كيف تفسرون التنوع المذهبي هل يعتبر فرصة ام تهديد؟
الحقيقة ان التنوع المذهبي الذي عرفه الاسلام في تعدد المذاهب الفقهية انما هو دليل مرونة وغنا لهذه الامة في تراثها الفكري والفقهي حيث ان الله سبحانه وتعالى امرنا بتدبر القران كما هو معلوم ولا بد ان تكون نتيجة هذا التدبر هو تتعدد الاراء ولاجتهادات والمذاهب.
(س)لماذا يتعرض الاسلام والعالم الاسلامي اليوم الى تحديات ومخاطر من الخارج وتمزق في الداخل اكثر من اي وقت مضى ؟
الامة الاسلامية هي الامة التي تحمل الخير للانسانية جمعاء والامة الاسلامية هي التي تواجه الظلم والطغيان والعدوان وترفض كل تلك الامور لذلك يضعها الظالمون والطغاة والمستكبرون نصب اعينهم لذلك يعملون على اضعافها ، كي تتاح لهم الظروف لينفذوا مشاريعهم ويستطيعوا من خلال ضعف هذه الامة فرض سيطرتهم على هذه الارض .
(س)ثقافة التقريب تبلورت وترسخت بين النخب والعلماء كيف نستطيع ان نروج لها داخل القاعدة الشعبية ؟
في الحقيقة اذا ما نظرنا لطروحات المفكرين والفقهاء والعلماء فاننا نجد ان اسس التقريب ثابتة عند الجميع ولكن للاسف كما هو ملاحظ ان اعداء هذه الامة عادتا ما يتوجهون الى ضعاف النفوس والى عامة الناس التي ليس لديهم نصيب من العلم والمعرفة فيغرونهم ويحرضونهم ويوجهونهم . هذا لا يعني انه ليس هناك علماء سوء وليس هناك مفكرين يتبنون الافكار السيئة لذلك نحن نعتقد ان العمل على فكرة التقريب بين المذاهب هي من اوجب الامور على النخب وعلى العلماء والفقهاء والمفكرين والمثقفين ان يبذلوا جهودا جبارة لكي تصل فكرة التقريب الى عقول عامة الناس مع العلم ان الناس في الاصل هي مع التقريب ومع الوحدة والناس في الاصل تعرف ان هذه الامة امة واحدة وان دينها واحد وقرانها واحد ونبيها واحد ولكن الشر يأتي من دعوات التحريض والفتنة .
(س)الى اي مدى تعمل وسائل اعلامنا في اتجاه تعزيز الوحدة والتقريب وقبول التنوع المذهبي ؟
يعني للاسف اقول ان وسائل الاعلام التي تجري باتجاه التقريب قليلة جدا وان الاعلام التقريبي قياسا الى ما يتمتع به الاعلام الاخر من نفوذ هو اعلام ضعيف هناك مئات المحطات الفضائية والاذاعات والمجلات والجرائد وحتى الكتب التي تصدر من هنا وهناك وتدعوا الى الفتنة والتحريض ودس الفرقة بين ابناء الامة الواحدة .
(س)ما هي الاساليب التي تحول التفرقة الى علاقات طيبة بين المذاهب ؟
لعل اهم الاساليب التي تؤدي الى التقريب هو الحوار والنقاش والتعارف وتبادل الافكار ، كل هذه من الامور التي تجسدها فعلاً مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي يعقد في طهران كل عام ولكن اضيف الى ذلك ، علينا ان نسعى في ابتكار الاساليب والوسائل والطرق الجديدة والحديثة للوصول الى افكار الناس علينا ان نستعين بالعلوم العصرية لذلك كعلم النفس وعلم الاجتماع وغير ذلك من العلوم التي تساعدنا الى نقل وجه نظرنا الى الاخر .