الإعلام الإسلاميّ: واقع وتحدّيات مستقبليّة

عقدت مؤسَّسة الفكر الإسلامي المعاصر للدّراسات والبحوث لقاءً حواريّاً تحت عنوان "الإعلام الإسلاميّ: واقع وتحدّيات مستقبليّة"، في قرية السَّاحة التّراثيّة. وقد حضر اللّقاء علماء دين، والعديد من مسؤولي الفضائيّات والإذاعات والمؤسَّسات الإعلاميَّة الإسلاميَّة، إضافةً إلى عددٍ من الخبراء والمختصّين بالإعلام الإلكترونيّ .

افتتح اللّقاء مدير مؤسَّسة الفكر الإسلامي المعاصر، الدّكتور نجيب نور الدين، بكلمةٍ رحّب فيها بالحضور، وأطلَّ فيها على النّقلة النوعيّة في انتشار وسائل الإعلام الإسلاميّة، بعدما كان امتلاك أيّ حركة إسلاميّة لوسيلة إعلاميّة أمراً يشبه الحلم .

وطرح نور الدّين جملةً من الإشكاليّات والتّساؤلات المتعلّقة بالموضوع، أبرزها:هل تقوم هذه المؤسّسات الإعلاميّة فعلاً بنشر الفكر الإسلاميّ الّذي حلمنا يوماً بامتلاك وسيلة إعلاميّة مميّزة لنشره؟ هل نجحت وسائلنا الإعلاميّة بتظهير خطاب إسلاميّ يعكس مستوى وعينا لهويّتنا وأفكارنا وتطلّعاتنا ولما يجري في العالم من حولنا؟ هل أسهمت وسائلنا الإعلاميّة في جمع كلمة المسلمين أم زادت في خلافاتهم وتشظّيهم؟

بعد ذلك، عرض الدّكتور طلال عتريسي ورقة عمل كان قد أعدَّها تحت عنوان:"الإعلام الإسلامي:الواقع والتحدّيات المستقبلية"، تحدّث فيها عن الطفرة الفضائيّة الإسلاميّة، والّتي تعدَّدت أسباب توسّعها، منها الرّغبة في "الدّفاع عن المذاهب" وتبيان حقيقتها وإيصال فكرتها إلى أوسع عددٍ ممكن من المشاهدين عبر العالم. ومنها مشاريع تربويّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة لأحزابٍ وقوى إسلاميّة"، مضيفاً أنّه سنشهد المزيد من تلك القنوات بعد التّغييرات السياسيّة الّتي حصلت في أكثر من بلد عربي في العام الماضي 2011 ".

كما عرض للتحدّيات الّتي تواجه القنوات الفضائيّة الإسلاميّة في لبنان، على مستوى التّعاون والتّنسيق، وعلى المستويين السياسيّ والأخلاقيّ .

واختتم عتريسي بالقول:"ليس ثمة ما يحول دون أن تتعاون الفضائيّات الإسلاميّة فيما بينها... للتمكّن من تجاوز العقبات الّتي قد تعترض الطّريق " .

ثم تلا الجلسة نقاش بين الحضور، ومداخلات عديدة عبَّرت عن تفاعلٍ كبيرٍ بخصوص هذه القضيَّة، رُصد في إطارها أبرز المشاكل والتحدّيات الّتي يعاني منها قطاع الإعلام الإسلاميّ على جميع المستويات، كان على رأسها نبذ الخطاب المذهبيّ والتّحريضيّ المنتشر عبر الفضائيَّات، وكان هناك تشديد على ضرورة زيادة التعاون والتنسيق بين المؤسّسات .

 ورأى الحاضرون أنّ هناك ضرورة كبيرة لمتابعة مثل هذه اللّقاءات المثمرة، للوقوف على الحيثيّات المتعلّقة بالإعلام الإسلاميّ، وتوحيد الجهود في سبيل تعزيزه في كافّة مجالاته، المرئيّة منها والمسموعة والإلكترونيّة، كما تمّ الاتّفاق على إعداد ميثاق شرف يشتمل على خلاصة ما عرضه المنتدون في هذا اللّقاء الإعلاميّ الجديد من نوعه.

http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=5366

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك