القرآن الكريم كتاب الحوار بامتياز ومنطلقه الأساسي في ذلك قبول الاختلاف

الأستاذ عباس الجراري.

 

الرباط - أكد الأستاذ عباس الجراري، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن القرآن الكريم كتاب للحوار بامتياز ومنطلقه الأساسي في ذلك يتمثل في قبول الاختلاف مع الآخر، معتبرا ذلك أحد شروط نجاح أي حوار اليوم.

 

 

عباس الجراري وأوضح الأستاذ الجراري، في الدرس الافتتاحي لسلك الماستر "خصائص الخطاب الشرعي وأهميته في الحوار" (كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس أكدال) حول موضوع "الحوار في القرآن الكريم: رؤية متكاملة"، أن القرآن الكريم يقر وجود الاختلاف بين الناس ويدعوهم للحوار في ما بينهم ويتضمن معجما مضبوطا ومنتظما لذلك، مبرزا الآيات القرآنية التي تدل على قمة القبول للآخر، وأضاف أن القرآن يعتمد في الحوار أساليب الحكمة من خلال العلم الصحيح والمعرفة الثابتة وليس الجهل، والموعظة الحسنة عبر الكلام اللين الذي يتسرب للخصم فيطمئنه، والمجادلة وتقديم الحجة بالتي هي أحسن، إلى جانب أسلوب التسوية وإرخاء العنان للمخاطب متمثلا في قوله تعالى "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين".

 

واستشهد الأستاذ الجراري في هذا الصدد بقصة موسى عليه السلام في محاورته لفرعون، مؤكدا أن القرآن يعلم الحوار في أعلى مستوى، متجسدا في محاورة الله تعالى للملائكة والأنبياء (قصتي موسى وإبراهيم عليهما السلام) وحتى إبليس، من جهة أخرى، اعتبر الأستاذ الجراري أن الحوار اليوم بمختلف مستوياته لم يفض لأي نتيجة لأنه لا يقوم على المبدإ القرآني للحوار المتمثل في التسوية وقبول الآخر كما هو، قائلا إنه "ما لم يقبلنا الغرب كما نحن بديننا ولغتنا وكل مقومات هويتنا وقيمنا، فإن الحوار معه فاشل".

 

وسجل في هذا السياق أيضا أن الحوار الإسلامي-المسيحي لم يفض لشيء اليوم لأنه لازال يصطدم بعوائق تاريخية ونفسية (الحروب الصليبية، والطرد من الأندلس، والاستعمار)، وكذلك الأمر بالنسبة للحوار الإسلامي-اليهودي بسبب "الدمل الفلسطيني الذي يجب تفجيره وإرجاع الحقوق لأصحابها"، كما شدد الأستاذ الجراري على الحاجة للنهوض بالحوار الإسلامي-الإسلامي، سواء بين السنة والشيعة أو بين المذاهب السنية، مبرزا أن ذلك يحتاج لاجتهاد العلماء والفقهاء والمفكرين في كيفية تجاوز الخلافات، خاصة تلك الوهمية التي ضخمت عبر التاريخ، وأشار في هذا الصدد إلى المبادرة القائمة حاليا للتقريب بين المذاهب ، مؤكدا أنه لا يمكن الشروع في حل المشاكل قبل أن يقوم كل طرف بنقد ذاتي، بعيدا عن أحداث تاريخية لا يد لمسلمي اليوم فيها.

المصدر: http://www.aktab.ma/الأستاذ-عباس-الجراري-القرآن-الكريم-كتاب-الحوار-بامتياز-ومنطلقه_a1686.html

الأكثر مشاركة في الفيس بوك