القرآن وتأدب المسلمين مع مقدَّسات الكافرين
أضافه الحوار اليوم في
بقلم: د. نظمي خليل أبوالعطا
من سنن الله في الخلق، التباين والتنوع المؤديان إلى استمرار الحياة الدنيا وبيان صالحها من طالحها، ومطيعها من عاصيها، ومؤمنها من كافرها، وسلوك أصحاب الجنة من سلوك أهل النار، كما قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم» (هود 119). وقال تعالى: «ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون» (المائدة 48).
وحفاظا على إيمان المؤمنين وعدم فتنتهم أعطى الله تعالى للمؤمنين والكافرين ما يحفظ عليهم معيشتهم وطريقة حياتهم التي ارتضوها لأنفسهم.
كما قال تعالى: «ولولا أن يكون الناسُ أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون. وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، والآخرة عند ربك للمتقين» (الزخرف 33 ؟ 35).
ووعد الله سبحانه وتعالى المؤمنين العاملين بطاعة الله والصابرين على الفتن الدنيوية والمعمرين للحياة الدنيا بصواب العمل والنية الخالصة وعدهم بجنة عرضها السماوات والأرض في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقعَّد الله تعالى لقبول سنة الله في الخلق وقبولهم لاختلافاتهم العَقَدية في قوله تعالى: «بسم الله الرحمن الرحيم: قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين» (الكافرون 1 ؟ 6).
وأعطى الله سبحانه وتعالى لعباده الحرية العقدية، وحرية الإيمان والكفر فقال تعالى: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف 29).
وبيّن لكل فريق نهايته عند الله فقال: «إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا» (الكهف 29 ؟ 31).
ولم يجعل الله تعالى إكراها في الدين خاصة بعدما تبين منهاج كل فريق ومصيره الأكيد فقال تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم» (البقرة 256).
ودعا الله سبحانه وتعالى الفريقين إلى وحدة عَقَدية، كأنه النداء الأخير، لإعذار كل فريق وسد باب الفرقة وفتح باب الوحدة حتى لا يدعي أحد أن هذا قدر الله عليه، وأنه مجبول على ما هو عليه فقال تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون» (آل عمران 64).
وبعد الافتراق على بينة ووضوح أمر الله تعالى المؤمنين بعدم إهانة آلهة الكافرين والتأدب مع معبوداتهم، من الأصنام والأشجار والأبقار والفئران وغيرها فقال الله تعالى: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» (الأنعام 108).
وهذه الآية قاعدة ذهبية في التعامل مع معبودات الكافرين قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير تلك الآية: (ينهى الله تعالى المؤمنين عن أمر كان جائزا بل مشروعا في الأصل، وهو سبّ آلهة المشركين التي اتخذت أوثانا وآلهة مع الله، التي يتقرب إلى الله بإهانتها وسبها، ولكن لما كان هذا السبّ طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين، الذي يجب تنزيه جنابه العظيم عن كل عيب وآفة وسب وقدح، نهى الله (تعالى) عن سب آلهة المشركين، لأنهم يحمون لدينهم ويتعصبون له، لأن كل أمة زيّن الله لهم عملهم فرأوه حسنا، وذبوا عنه ودافعوا بكل طريق، حتى انهم يسبون الله رب العالمين الذي رسخت عظمته في قلوب الأبرار والفجار إذا سبَّ المسلمون آلهتهم، ولكن الخلق كلهم مرجعهم ومآلهم إلى الله يوم القيامة، يعرضون عليه وتعرض أعمالهم، فينبئهم بما كانوا يعملون من خير وشر، وفي هذه الآية الكريمة دليل للقاعدة الشرعية، وهو أن الوسائل تُعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم ؟ ولو كانت جائزة ؟ تكون محرمة إذا كانت تفضي إلى الشر) انتهى.
وهكذا علَّم الله سبحانه وتعالى وأدّب المسلمين إلى عدم سب معبودات الكافرين لأن ذلك يفتح بابا للرد عليهم بسب الله تعالى، وقد قام بعض الصليبيين العَلمانيين (بفتح العين) الحاقدين على الإسلام بالإساءة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحرقوا المصحف الشريف ووضعوه في دورات المياه فغضب المسلمون، وغضبهم مشروع، وقام البعض بالتطابق مع فعلتهم الشنيعة بسب آلهتهم وحرق بعض مقدساتهم، وهذا خطأ فادح، لأننا بذلك نعطيهم العذر في أعمالهم السيئة، ونفتح الباب لمزيد من الإهانة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم ولله رب العالمين تعالى عما يقولون علوا كبيرا.
علينا أن نرد عليهم بأساليب دعوية علمية باستخدام التقنية العصرية وتوضيح محاسن الإسلام، ورحمة نبي الإسلام بالناس أجمعين، وبيان الجوانب التربوية السامية في القرآن الكريم، وبيان إعجازه العلمي وأسلوبه الفريد في بيان قدرة رب العالمين، أما السب واللعن والحرق والهدم والقتل فهذا منهي عنه في قول الله تعالى: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْوًا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» (الأنعام 108).
ومن الردود العملية على هؤلاء، العمل على تمكين المسلمين في الأرض التمكين العلمي التقني الخُلقي الذي يعيد إلى المسلمين مجدهم وبيان أن الإسلام هو السبب الرئيس لرفعتهم وتقدمهم.
والدليل العملي على تأدب المسلمين في التعامل المؤدب مع معبودات الكافرين ترك الصحابة رضوان الله عليهم التماثيل والأهرام والمعابد الفرعونية في مصر والهند وأفغانستان والصين من دون تدمير أو تحطيم، واحترام دور عبادة اليهود والنصارى فقال تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبِيَع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز» (الحج 4).
والصوامع: معابد رهبان النصارى، والبيع كنائس النصارى، والصلوات: كنائس اليهود، والمساجد للمسلمين. فالحفاظ على دور عبادة أهل الكتاب واجب على المسلمين والدفاع عنها واجب عليهم فما بالنا نرى من يعتدي على هذه الأماكن، فتهدم الكنائس والأديرة وتهان المساجد ويشغل المسلمون أنفسهم بسب معبودات غير المسلمين وتحطيمها على غير هدى من دين الله الإسلام وبالمخالفة لآيات القرآن الكريم والهدي النبوي لصحابة رسولنا الكريم؟
وحفاظا على إيمان المؤمنين وعدم فتنتهم أعطى الله تعالى للمؤمنين والكافرين ما يحفظ عليهم معيشتهم وطريقة حياتهم التي ارتضوها لأنفسهم.
كما قال تعالى: «ولولا أن يكون الناسُ أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون. وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، والآخرة عند ربك للمتقين» (الزخرف 33 ؟ 35).
ووعد الله سبحانه وتعالى المؤمنين العاملين بطاعة الله والصابرين على الفتن الدنيوية والمعمرين للحياة الدنيا بصواب العمل والنية الخالصة وعدهم بجنة عرضها السماوات والأرض في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقعَّد الله تعالى لقبول سنة الله في الخلق وقبولهم لاختلافاتهم العَقَدية في قوله تعالى: «بسم الله الرحمن الرحيم: قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين» (الكافرون 1 ؟ 6).
وأعطى الله سبحانه وتعالى لعباده الحرية العقدية، وحرية الإيمان والكفر فقال تعالى: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف 29).
وبيّن لكل فريق نهايته عند الله فقال: «إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا» (الكهف 29 ؟ 31).
ولم يجعل الله تعالى إكراها في الدين خاصة بعدما تبين منهاج كل فريق ومصيره الأكيد فقال تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم» (البقرة 256).
ودعا الله سبحانه وتعالى الفريقين إلى وحدة عَقَدية، كأنه النداء الأخير، لإعذار كل فريق وسد باب الفرقة وفتح باب الوحدة حتى لا يدعي أحد أن هذا قدر الله عليه، وأنه مجبول على ما هو عليه فقال تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون» (آل عمران 64).
وبعد الافتراق على بينة ووضوح أمر الله تعالى المؤمنين بعدم إهانة آلهة الكافرين والتأدب مع معبوداتهم، من الأصنام والأشجار والأبقار والفئران وغيرها فقال الله تعالى: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» (الأنعام 108).
وهذه الآية قاعدة ذهبية في التعامل مع معبودات الكافرين قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير تلك الآية: (ينهى الله تعالى المؤمنين عن أمر كان جائزا بل مشروعا في الأصل، وهو سبّ آلهة المشركين التي اتخذت أوثانا وآلهة مع الله، التي يتقرب إلى الله بإهانتها وسبها، ولكن لما كان هذا السبّ طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين، الذي يجب تنزيه جنابه العظيم عن كل عيب وآفة وسب وقدح، نهى الله (تعالى) عن سب آلهة المشركين، لأنهم يحمون لدينهم ويتعصبون له، لأن كل أمة زيّن الله لهم عملهم فرأوه حسنا، وذبوا عنه ودافعوا بكل طريق، حتى انهم يسبون الله رب العالمين الذي رسخت عظمته في قلوب الأبرار والفجار إذا سبَّ المسلمون آلهتهم، ولكن الخلق كلهم مرجعهم ومآلهم إلى الله يوم القيامة، يعرضون عليه وتعرض أعمالهم، فينبئهم بما كانوا يعملون من خير وشر، وفي هذه الآية الكريمة دليل للقاعدة الشرعية، وهو أن الوسائل تُعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم ؟ ولو كانت جائزة ؟ تكون محرمة إذا كانت تفضي إلى الشر) انتهى.
وهكذا علَّم الله سبحانه وتعالى وأدّب المسلمين إلى عدم سب معبودات الكافرين لأن ذلك يفتح بابا للرد عليهم بسب الله تعالى، وقد قام بعض الصليبيين العَلمانيين (بفتح العين) الحاقدين على الإسلام بالإساءة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحرقوا المصحف الشريف ووضعوه في دورات المياه فغضب المسلمون، وغضبهم مشروع، وقام البعض بالتطابق مع فعلتهم الشنيعة بسب آلهتهم وحرق بعض مقدساتهم، وهذا خطأ فادح، لأننا بذلك نعطيهم العذر في أعمالهم السيئة، ونفتح الباب لمزيد من الإهانة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم ولله رب العالمين تعالى عما يقولون علوا كبيرا.
علينا أن نرد عليهم بأساليب دعوية علمية باستخدام التقنية العصرية وتوضيح محاسن الإسلام، ورحمة نبي الإسلام بالناس أجمعين، وبيان الجوانب التربوية السامية في القرآن الكريم، وبيان إعجازه العلمي وأسلوبه الفريد في بيان قدرة رب العالمين، أما السب واللعن والحرق والهدم والقتل فهذا منهي عنه في قول الله تعالى: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْوًا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» (الأنعام 108).
ومن الردود العملية على هؤلاء، العمل على تمكين المسلمين في الأرض التمكين العلمي التقني الخُلقي الذي يعيد إلى المسلمين مجدهم وبيان أن الإسلام هو السبب الرئيس لرفعتهم وتقدمهم.
والدليل العملي على تأدب المسلمين في التعامل المؤدب مع معبودات الكافرين ترك الصحابة رضوان الله عليهم التماثيل والأهرام والمعابد الفرعونية في مصر والهند وأفغانستان والصين من دون تدمير أو تحطيم، واحترام دور عبادة اليهود والنصارى فقال تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبِيَع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز» (الحج 4).
والصوامع: معابد رهبان النصارى، والبيع كنائس النصارى، والصلوات: كنائس اليهود، والمساجد للمسلمين. فالحفاظ على دور عبادة أهل الكتاب واجب على المسلمين والدفاع عنها واجب عليهم فما بالنا نرى من يعتدي على هذه الأماكن، فتهدم الكنائس والأديرة وتهان المساجد ويشغل المسلمون أنفسهم بسب معبودات غير المسلمين وتحطيمها على غير هدى من دين الله الإسلام وبالمخالفة لآيات القرآن الكريم والهدي النبوي لصحابة رسولنا الكريم؟
الحوار الداخلي: