الحوار ليس إجبار
الحوار ليس إجبار
هناك من يقول لك حاورني ، بمعنى ، اقتنع بفكري ورؤيتي ، والتزم بوجهة نظري ، وإلا فأنت لا تجيد الحوار ، إنك تجيد فن الحوار حين تقتنع بوجهة نظره ، وأن فلسفته في الحكم والنظر إلى الحياة هي الأساس ، وعليك أن تؤسس وعيك على ذلك النحو.!
مثل هذا الصمت في مواجهته هو أفضل حوار ، ذلك أن ثمة حوار صامت في الحياة قائم على مفهوم العمل والحركة ، وثمة حوار آخر غير ذلك ، وثمة طرق أخرى لعرض وجهة نظرك وفكرتك ، أبرزها الكتابة ، وبث رؤيتك بهدوء ، وبدون صراخ أفواه ، دون أن تلزم الآخرين بقناعاتك ، لأنك حينئذ ستدفعهم لارتداء الأقنعة ، فالإجبار في الحوار ليس وسيلة إقناع ، بل استبداد مُقنع .
قلت لمحدثي : الفكر "البغل" لا يجيد فن الإقناع ، ولا يؤسس القناعات الراسخة واليقنيات القوية الحية في الضمير والعقل والوجدان ، لأنه يفتقر إلى اليقين أساسا ، ورجراج ، وعديم الأثر والفاعلية ، ليس له روح ، ذو ضمير عاجي ، ومادي متلون ، يلتف حولك ، بغرض ابتلاعك ونفيك ، حقبتكم كانت حقبة موت ، وسجون ، وحوارات قيود ودماء ، وهتك قيم وكرامة ، وجدران فكر ، ومن خلف جدرانكم كان يتحدى فكر اليقين المسلم الاسمنت الصلب، وفيه ولد هذا الدين وظلال القرءان ، والمستقبل لهذا الدين ، وتحت سياطكم كان يولد التحدي والشموخ ، واشتعلت شموع الامل في دياجي أقبية الاستبداد ، وانتشرت الفكرة واستشرت حتى غدت أحلام الأمس حقائق اليوم ، وأحلام اليوم حقائق الغد .
رد : أنتم اقصائيين .!
قلت له من أقصاكم ، فراعنتكم رقصوا على جثث الانقياء ، ولياليكم كانت حمراء ماجنة ، وليالي المجاهدين في تخوم فلسطين دما قانيا ، ومع ذلك ذاق رجل مؤمنون المر لأن أفكاركم مهجنة وقوميتكم مسخ متسخ بأحقر السلوك ، جبناء .
مسك يده على أذنه في اشارة للتحدي قائلا : هه إذا حكم الإخوان المسلمون ، وقال متهكما أنتم حق جمعيات خيرية .
أجبته مبتسما جمعياتنا كانت تجمع قوتا لشعب طحنته أنظمة انتم جزء من عفنها ، وعفت يد الشعب من ان تمتد الى الغرب ، أو الشرق مستجدية ، ونحن بإذن الله نمتلك الحاضر وكل المستقبل، وسترون منهم الإخوان المسلمون.
لم اكن مثله أمسك أذني متحديا "فالصواب لدى الانسان اختيار وليس إجبار"ولكني اكتفيت بالصمت كلغة للتحدي ،وتركت ذلك لأقدار الله "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"