الحـــــــــوار
الحـــــــــوار
والحوار : هو عبارة عن مناقشة تتم بين اثنين " شخصين " أو أكثر يراد منها التوصل الى الصواب
أو الى حلّ مشكلة معينة أو تفسيراَ لحادثة قد حدثت لإعطاء حكم فيها .
والحوار والجدل قد جاءا في القرآن الكريم بمعنى واحد كما في آية المجادلة
" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها .... " الى اخر الاية الكريمة
والجدال بالتي هي أحسن هو حوار لأن الهدف منه الاقناع والتربية والتوجيه .
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر , لا يرى عله أثر السفر , ولا يعرفه منّا أحد
حتى جلس الى النبي عليه السلام فأسند ركبتيه الى ركبتيه , ووضع كفّيه على فخذيه وقال : يا محمد
أخبرني عن الاسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لااله الا الله وأن محمداَ
رسول الله , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , وتصوم رمضان وتحجّ البيت إن استطعت اليه سبيلا .
قال : صدقت
قال : فعجبنا له يسأل ويصدّق " اي جبريل عليه السلام " .
قال : فأخبرني عن الايمان .
قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , وتؤمن بالقدر خيره وشرّه .
قال : قال صدقت . فأخبرني عن الإحسان .
قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
قال : قال صدقت . فأخبرني عن الساعة .
قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل .
قال : قال فأخبرني عن إماراتها ( علاماتها ) .
قال : أن تلد الامة ربتها , وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان , ثم انطلق .
فلبث مليّاَ " الرسول " ثم قال لي : يا عمر أتدري من السائل ؟
قلت : الله ور سوله أعلم .
قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم , . رواه مسلم .
وأحياناَ نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم _ يبدأ اصحابه بالحوار ليعلمهم ويربيهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : أتدرون من المفلس ؟
قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .
فقال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا
واكل مال هذا, وسفك دم هذا, وضرب هذا , فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن غنيت حسناته
قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه , ثم طرح في النار " مختصر صحيح مسلم رقم 1836
والحوار قد يكون بين اثنين ولا جمهور يسمعهما
وقد يكون بين اثتين بحضور جمهور من الناس
وقد يكون بتصحيح التصور عن الخاطب
وقد يكون بإزالة لبس أو غموض او تصحيح مفهوم خاطىء في اذهان المحاورين والسامعين
أو تفقيه الناس شيئاَ من الاحكام التي لا يعرفونها .
وهذا الاسلوب تجده ناجحاَ في التربية والتعليم والتوجيه ونشر الدعوة الاسلامية ,
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - اذا حاور شخصاَ مزج بين خطاب العقل والوجدان والعاطفة والفطرة
وبخاصة اذا اراد فعل شيء مستقبح ومستقذرشرعاَ وعقلاَ ,
فعن أبي اسامة رضي الله عنه ان غلاماَ شاباَ اتى رسول اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال يا نبي الله
أتأذن لي بالزنا ؟ فصاح الناس به .
فقال النبي عليه الصلاة والسلام قربوه اذن , فدنا حتى جلس بين يديه .
فقال النبي : أتحبه لأمك ؟
فقال : لا , جعلني الله فداك .
فقال النبي : كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم .
فقال النبي : أتحبه لأبنتك ؟
فقال الشاب : لا , جعلني الله فداك .
فقال النبي : كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم .
فقال النبي : أتحبه لأختك ؟
فقال : لا , جعلني الله فداك .
فقال : كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم .
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدر ذلك الشاب وقال : اللهم طهّر قلبه واغفر ذنبه
وحصّن فرجه فلم يكن شيء أبغض اليه منه " ... ( العراقي زين الدين حاشية احياء علوم الدين 2/ 334 ).