الاستشراق الجديد والصحوة الإسلامية

الاستشراق الجديد والصحوة الإسلامية

هدى هاشم أبو زيد

 

الاستشراق هو أسلوب فكري غربي يقوم على أن هناك اختلاف جذري في الوجود والمعرفة بين الغرب والشرق، وأن الأول يتميز بالتفوق العنصري والثقافي على الثاني، وهو عبارة عن دراسات أكاديمية يقوم بها غربيون– يهود أو نصارى– للإسلام والمسلمين من شتى الجوانب: عقيدة، شريعة، ثقافة، حضارة، وتاريخ، نظم، وثروات، وإمكانيات... بهدف تشويه الإسلام ومحاولة تشكيك المسلمين فيه وتضليلهم عنه وفرض التبعية للغرب عليهم ومحاولة تبرير وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق الإسلامي.
هذه الدراسات والنظريات الاستشراقية لها خصائص جوهرية تعتبر جزءا لا يتجزأ من مفهوم الاستشراق ومن خصائصها:
* إنها دارسات ذات ارتباط وثيق بالاستعمار فكل الدول الاستعمارية الغربية لها مؤسسات استشراقية وحين يتوسع الاستعمار يتوسع الاستشراق، ونلاحظ أن توسع الدراسات الاستشراقية قد ارتبط بظاهرة الصحوة الإسلامية المعاصرة.
* إنها دراسات ذات ارتباط كبير بالتنصير فكثير من المستشرقين نصارى تخصصوا في الدراسات اللاهوتية للكتاب المقدس– العهدين القديم والجديد– وأعدوا إعدادا خاصا للقيام بمهمة دراسة الإسلام والمسلمين لأهداف عديدة منها التعرف على الثغرات التي يمكن استغلالها لتشويه الإسلام وبث الفرقة والفتنة بين المسلمين وإثارة الشبهات لتشكيكهم في دينهم ومحاولة ردتهم عنه.
* إنها دراسات لا تلتزم بالموضوعية والأمانة العلمية في تناولها للإسلام بوجه خاصة فهي تجنح دائما إلى الحط من قدر الإسلام وتشويه صورته وإصدار أحكام وتعميمات تحقيرية عنه بهدف تنفير المسلمين منه ومحاولة ردتهم عنه وأولى خطوات هذه الردة هي محاولة تحقيق الردة الثقافية أولا أي تحويل المسلمين من ثقافة الإسلام إلى ثقافة الغرب وذلك بوسائل عديدة مثل الدعوة إلى تطوير الإسلام وإلى التغريب والحداثة وإلى العلمانية والقومية وإلى الحوار بين الحضارات والتقارب بين الأديان.
* إنها دراسات تسهم بشكل فعال في صنع القرار في الغرب ضد الإسلام والمسلمين فكثير من المستشرقين– كانوا أو مازالوا– يعملون مستشارين لحكوماتهم في التخطيط لسياساتها التنصيرية في العالم الإسلامي مثل المستشرق الهولندي (سنوك هرجرونيه) والذي يعمل مستشارا لحكومته في تخطيط سياستها ضد اندونيسيا المسلمة وقد أدت هذه السياسات إلى أضرار جسيمة بالمسلمين الذين يكونون الأغلبية الساحقة في أندونيسيا وإلى فرض القوانين العلمانية عليهم وتشجيع النشاطات التنصيرية بينهم.

*عداوة المستشرقين للصحوة الإسلامية:
هي عداوة تتسلح بسلاح العلم وهو أفتك الأسلحة لأنه يستعمل لغزو المسلمين في عقولهم وقلوبهم وفتنتهم عن دينهم (والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا) البقرة/217
وهي عداوة تمثل كذلك خوف الغرب– معقل التحالف الصليبي اليهودي على الإسلام– من الصحوة إسلامية التي تقف في وجه أطماعه وتصد عدوانه وتعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم وتحمي حقوقهم التي انتهكها تحالف اليهود والصليبين (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) التوبة/32
وهي عداوة منظمة بصورة بحوث ومقالات وكتب وندوات ومؤتمرات، تنظمها المراكز والمعاهد والجامعات في الغرب والتي هي ذات صلة وثيقة بوزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الأمن القومي والاستخبارات الغربية والإسرائيلية والمنظمات الصهيونية وهيئات التنصير العالمي والشركات الاحتكارية الكبرى ووسائل الإعلام والغزو الفكري وغيرها من الأدوات الشيطانية التي تخصصت في الكيد للإسلام والمسلمين.
ولكننا موعودون بالنصر فقد قال الله تعالى: (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) الصف/14

المصدر: http://www.meshkat.net/node/12545

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك