حوار بين أصالة ومعاصرة

حوار بين
أصالة ومعاصرة
كتبه اكريم القيشوري
في حوار ثنائي بين اصالة ومعاصرة دار ما يلي :
أصالة : كيف انفصلت عن طبيعتك الأولى.ألم تري بأنك أصبحت شيئا ولم يعد لك ذاك الكيان الموسوم بالأصالة..؟
معاصرة :الزمن تطور ؛ ومن لم يساير التطور فقطار الزمن سيتركه في الهامش. لا بد من ركوب قطار الزمن حتى لا نبقى في الهامش .
أصالة : عن أي هامش تتحدثين. الهامش هو الذي تعيشين بين ضفاف أحضانه ؛ هو الذي غير معالم جمالك ؛ وشوه صورتك الجميلة في أذهان محبيك وعشاقك.. ألم تنالي الرضا والقبول من قبل معجبيك ومحبيك من خلال إطلالتك عليهم عبر شاشة التلفاز؛ وخشبات المسارح؛ مذ تقدمت كهاوية للطرب الجميل ؛ فصفقوا لك ؛ ومنحوك تأشيرة مطربة …
معاصرة : بلى . ولكن الأمر تغير . حيث الإقبال على استديوهات التصوير؛ والتعامل مع منتجين و ملحنيين..يفرض عليك تغيير "اللوك" إن أنت أردت الذهاب بعيدا في هذا المجال.
أصالة : هاأنت اعترفت إذن بالتخلي عن كينونتك ومميزاتك.. في سبيل الآخر الذي جردك من كل خصوصياتك؛ وجعل منك شيئا قابلا للتشكيل كيفما شاء ووقتما شاء وكيفما اتفق.
معاصرة : كيف ذلك ؟ الشهرة تتطلب ركوب المغامرة . والمغامرة سيف ذو حدين ؛ إما الاستمرار في النجاح بالانتشار الواسع ؛ أو الاكتفاء بالمحيط الذي تتواجد فيه ؛ والذي لا يملك إمكانيات الدفع بك إلى النجومية .
أصالة : انظري في المرآة وستحدثك .
معاصرة : عن أي شيئ ستحدثني المرآة ؟ هل جننت يا أصالة ؟
أصالة : لا عليك. انظري في المرآة وسترين ؟
معاصرة :آه . لقد تغير شكلي؛ وأصبحت معاصرة أخرى. أنفي بكثرة تقليمه أصبح أنف أرنب ؛ وشفتاي من كثرة تعبئتهما لم أعد أتذوق أي طعم بهما ؛ حتى القبلة لم أعد أستلذ بحلاوتها ؛ أما خداي فبكثرة تمطيطهما بعمليات جراحية؛ أصبحا على وشك التهتك إن ضحكت ضحك الزمن الماضي..
أصالة : ألم أقل لك ذلك. ها أنت اعترفت بما تعانيه من إفراط الشهرة ؛ وما فعلته بك في تغيير "اللوك".
معاصرة : أحس فعلا بالندم الشديد . آه لو عادت عقارب الزمن إلى الماضي الجميل ؛ حيث كل شيء على طبيعته ..
أصالة : لكل ثمن. فمن أراد أن يركب قطار المعاصرة يجب عليه التريث ؛ والاستعداد القبلي بكل تؤدة وأناة