سلام الشجعان بين الغطرسة والاستيطان

سلام الشجعان بين الغطرسة والاستيطان

بقلم:نبيل عبد الرؤوف البطراوي

في مثل هذه اليوم 13/12/1988وبعد إن رفضت أمريكيا منح الرئيس عرفات تأشيرة دخول لإلقاء كلمة فلسطين في الجمعية العامة انتقلت الجمعية العامة لتعقد الاجتماع بإجماع 154دولة إلى جنيف
وهناك القي الرئيس عرفات خطابه شاكرا كل من ساند شعبنا من اجل إيصال صوته إلى العالم ,كما استعرض الرئيس الصيغ الواقعية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس العدل الممكن وفق ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وشريعة حقوق الإنسان ,كما استعرض التصعيد الاستيطاني التوسعي بدعم ومساعدة أمريكيا والتي اعترفت بقرار 181الذي يعتبر شهادة الميلاد الدولية لدولة إسرائيل والذي يتضمن إقامة دولة للفلسطينيين على الجزء المتبقي من فلسطين التاريخية ,وهنا طرح الرئيس عرفات السؤال عن كيفية الكيل بمكيالين حين تعترف بنصف هذا القرار ولا تعترف بالنصف الأخر كما انها تعطل القرار 194 والذي ينصص على حق العودة
وهنا أكد الرئيس عرفات على إن شعبنا لا يريد حقا ليس له ولا تقره الشرعية الدولية ولا يسعى لحرية تقهر حرية غيره ولا إلى مصير يلغي مصير غيره .
إن الشعب الفلسطيني يرفض إن يتميز عن غيره ,كما يرفض لغيره إن يتميز عليه ويريد التساوي مع كل الشعوب ,وان إعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف كان استنادا إلى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين
هذه الدولة التي ستكون محبة للسلام ملتزمة بمبادئ التعايش السلمي ,وتؤمن بتسوية المشاكل الدولية والإقليمية بالطرق السلمية وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وترفض التهديد بالعنف أو القوة أو الإرهاب
وقدم الرئيس عرفات مبادرة السلام الفلسطينية التي تنصص على
أولا- إن يتم العمل الجاد لعقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط وتحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة وذلك بناء على مبادرة الرئيسين غورباتشوف وميتران والتي أيدها العديد من الدول التي عرضها عليها الرئيس ميتران ولكن إسرائيل رفضت المؤتمر الدولي
ثانياـ انطلاقا من إيماننا بالدور الحيوي للأمم المتحدة وبالشرعية الدولية فإننا نرى إن يتم العمل على إشراف مؤقت للأمم المنحة على أرضنا المحتلة ووضع قوات دولية لحماية شعبنا وتشرف على انسحاب القوات الإسرائيلية
ثالثاـ إن منظمة التحرير ستعمل للوصول إلى تسوية سلمية شاملة بين إطراف الصراع العربي الإسرائيلي بما في ذلك دولة فلسطين وإسرائيل والدول المجاورة الأخرى في إطار المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط وفقا للقرارين 242و338
وفي حال الإقرار بهذه الأسس داخل المؤتمر الدولي تكزن قطعنا شوطا أساسيا نحو الحل العادل مما يتيح الاتفاق على كل ترتيبات الأمن والسلام
وهنا توجه الرئيس بكلامه إلى الشعب الإسرائيلي بكل فئاتهم /تعالوا بعيدا عن الخوف والتخويف لنصنع السلام بعيدا عن شبح الحروب المتواصلة منذ أربعين عاما في أتون هذا الصراع .
بعيدا عن التهديد بانفجار الحروب المقبلة التي لن يكون وقودها إلا أطفالنا وأطفالكم
تعالوا لنصنع سلام الشجعان .بعيدا عن غطرسة القوة وأسلحة الدمار .بعيدا عن الاحتلال والقهر والذل والقتل والتعذيب.(قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء)لنقيم السلام على ارض السلام ارض فلسطين ـــالمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة ـ
اللهم أنت السلام واليك السلام فأحيينا ربنا في السلام وأدخلنا دارك دار السلام .
أربعة وعشرين عاما مضت على هذا اليوم الذي مد فيه الزعيم والقائد الوطني يده للسلام وليس هذا وحسب بل تكررت التجارب الفلسطينية وكان أخرها في أيلول الماضي حين خاطب الرئيس محمود عباس مناشدا العالم بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67م من اجل إنقاذ الأمل إن بقي ما ينقذ حتى لا تعود المنطقة بأسرها في تيه قد لا يتمكن احد من معرفة نهايته إن الظلم بطبيعة الحال يولد الانفجار الذي قد لا يتمكن احد من وضع ضوابط له
وغدا سوف يتحدث الرئيس عباس إلى العالم والقوى الكبرى من اجل إنقاذ المنطقة من الغطرسة الصهيونية الرافضة لإعطاء أسس السلام التي أقرتها القرارات الدولية الاتفاقات الثنائية وذلك في اليونسكو لرفع علم فلسطين عليها طالبا الحماية الدولية لكل أماكننا المقدسة ووقف عملية التهويد المنظم لقدسنا ووقف مسلسل الاستيطان المتنامي لان الربيع الفلسطيني إن أينع لن يوقفه قرارات دولية ولن يقف عند حد
 

المصدر: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/12/13/245293.html

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك