كريستين ملوحي..التواصل بين الإسلام والمسيحية

كريستين ملوحي..التواصل بين الإسلام والمسيحية

 

 

- حلم الزواج بعربي والتعايش مع السكان العرب
- تعريف الغرب بالإسلام من خلال الكتابة

 

 

كرستين ملوحي: من الأمور المميزة التي اكتشفتها هنا في لبنان هي الصبحية حيث تجتمع النسوة ويتناولن الشاي صباحا ويتحدثن بالأمور المهمة حول كيفية التخلص من النمش وآخر أخبار الموضة وتصليح الغسالات، هذه الاجتماعات أكثر مما تبدو عليه للوهلة الأولى فهي ليست اجتماعية ظاهرية إنها في الواقع جزء مهم من المجتمع اللبناني ومستقبل وآمال لبنان موجودة في هذه الاجتماعات الصغيرة، فكل امرأة من طائفة مختلفة يوجد في هذه الاجتماعات الصغيرة الدروز والسُنة والشيعة والمسيحيون كلهن يجتمعن معا ويتبادلن تجاربهن في الحياة وأحيانا يتبادلن تجاربهن بالإيمان أيضا، أعتقد أن هذا نموذج للبنان الجديد والأشخاص الذين يسعون لإعادة بناء بلدهم وهو نموذج لبقية العالم أيضا لو أن الناس يستطيعون التعلم من هذه التجربة كيف يعيشون بتسامح فيما بينهم مع الاحتفاظ بهوياتهم الخاصة.

حلم الزواج بعربي والتعايش مع السكان العرب

أنا ولدت في ملبن أستراليا في عائلة عادية وألمانية، لما كنت عشرين سنة بعمري أنا كنت موظفة في البنك فيعني أنا سألت شو لازم أعمل بحياتي بعد فترة أنا لقيت بامرأة أسترالية هي أعطت حياتها للشعب العربي واشتغلت في مستشفى في الإمارات تخدم البدويات فأثرت فيّ هذه المرأة، فمضى الوقت فأنا كنت أجمع الطوابع البريدية وأنا وجدت هذه الفرصة مليحة عشان أجمع الطوابع من الخليج فبدينا نتراسل فلقيت نفسي بعد سنة يمكن يعني مخوته برغبة أن أقضي حياتي بالعالم العربي وهذا شيء غريب يعني أنا بنت من أستراليا لا أعرف أي عربي لا أعرف شيء عن العالم العربي إلا هذه المرأة بهذا المستشفى فبدي أرمي نفسي بالعالم العربي، لم يكن لدي ما أقدمه فأنا موظفة في مصرف وليس لدي موهبة خاصة أو أي شيء أقدمه ففكرت أن أذهب إلى ذلك المشفى مع نساء البدو لذلك عدت ودرست المحاسبة في مدرسة ليلية وحضرت نفسي للذهاب وفي الوقت نفسه كانت ما تزال لدي الرغبة بالزواج وتأسيس عائلة والعيش في ملبورن، لذلك بدا لي منطقيا تماما أنني إن كنت ما أزال أريد الزواج أن أتزوج عربيا لذلك صليت لله أن يمنحني زوجا عربيا وبعد سنوات من التحضير كانت قد مرت أربع سنين لم أعثر على رجل عربي لذلك تخليت عن فكرة الزواج وتحضرت للمغادرة قبيل مغادرتي لأستراليا تقدمت بطلب للعمل في مكتب المستشفى الرئيسي فوافقوا على ذلك وطلب مني المكتب الرئيسي المرور بأميركا، أولا غادرت أستراليا وهبطت في لوس أنجلس وبقيت هناك لأسبوع بغرض السياحة وفي تلك الفترة القصيرة التقيت بزوجي مظهر وكان واضحا أنه استجابة الله لدعواتي كان عربيا وكانت لديه رؤيتي للحياة نفسها كان ذاهبا إلى القاهرة وأنا كنت متوجهة إلى الخليج لكنني لم أتم رحلتي إلى الخليج وذهبت معه إلى القاهرة أحب أن أقول للناس صعدت الطائرة عزباء في طريقي إلى الخليج ونزلت في القاهرة متزوجة. عشت في مصر لمدة سنتين في المرة الأولى وولد ابننا البكر هناك ثم انتقلنا إلى المغرب وفي النهاية انتقلنا عشر مرات بين شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط لذلك فالأمر أكثر تعقيدا من الخوض في تفاصيله لكن هذه التنقلات سمحت لي باكتساب تجارب شاملة حول العالم العربي، فقد عشت في بلدان كثيرة منه لكنني لم أذهب أبدا حيث خططت للذهاب أساسا أي الخليج العربي. يعمل زوجي ككاتب وقد ألف أكثر من 20 كتابا لكن بالطبع لا يمكنك أن تجني رزقك من تأليف الكتب في العالم العربي لذلك فهو يعمل أيضا في مجال التجارة وكان لدينا متجر للحرف اليدوية في المغرب نبيع الأعمال الحرفية كما نبيع الحصير وقد كانت تلك فرصة مذهلة بالنسبة لي فللحصول على الحصير كنا نذهب إلى القرى على أطراف الصحاري ونقابل نساء البربر في منازلهن الصغيرة وبعض تلك المنازل ليس فيها إلا النول للنسيج وربما بعض الحصير كنا نتحدث إليهن ونشتري الحصر منهن ثم نبيعها في المدينة وكان الأمر ينتهي ببعض الحصر هذه في حفلات الدبلوماسيين الكبيرة وكثير منها وصل إلى المتاحف حول العالم. ونقيم في الرباط معرضا كبيرا للحصر مرتين كل عام. وبملاحقة مجرى حياة الحصير تمكنت من رؤية المجتمع المغربي ابتداء من المرأة البربرية البسيطة وحتى النساء على رأس المجتمع لذلك فقد تعلمت الكثير أيضا كما علمنني هنا أيضا الكثير. ما أردته هو إقامة علاقة وطيدة مع الناس، لم أرد مطلقا أن أكون امرأة غريبة تعيش على هامش المجتمع كامرأة أجنبية حاولت دائما اللقاء بالنساء المحليات وأن أعيش حياتهن. وقد كانت تجربة رائعة حيثما كنت أعيش على امتداد تلك البلدان في العالم العربي تقبلني الناس جيدا وكانوا لطفاء معي أذكر ذات مرة في متجر في فاس فقد عشنا في فاس لعشر أو إحدى عشرة سنة وكانت تلك أطول فترة أقضيها في فاس في المغرب وكانت الحياة فيها تقليدية جدا كنت في متجر ذات يوم ولاحظت إحدى السيدات لهجتي فقالت لي أنت غريبة عن هنا من أين أنت وعندما أخبرتها أنني من أستراليا قلت لي يا لك من مسكينة أليست عائلتك هنا فأجبتها بأنه لا عائلة لي هنا فقالت يا للمسكينة سأكون عائلتك تعالي إلى منزلي واصطحبتني من المتجر إلى منزلها في ذلك اليوم فقط لأنني كنت وحيدة هناك. وقد وجدت أن ذلك مجرد تجربة عادية في العالم العربي فهذه هي ضيافة الناس ولطفهم كنت عضوة في ناد للسيدات. في المغرب وتونس وكنا نجمع الأموال لمساعدة الجمعيات الخيرية المحلية ولدعم السكان في أعمالهم من خلال قروض صغيرة وقد كانت تجربة رائعة فقد قابلنا أشخاصا من كلا الجانبين أناس ساعدناها ونساء عملت معهن وخلال ذلك الوقت بدأت أتعرف بعدد من الفلسطينيين وأسمع قصصهم. وأظن أنه كبقية الغربيين لم تكن لدي فكرة عما يجري إذ أننا لم نكن نسمع سوى جانب واحد من القصة ومع الالتقاء بهؤلاء الأشخاص والاستماع لقصصهم كان الأمر أشبه بلقاء أشخاص من المريخ، يخبرك الناس بالأمور لكن تتساءل من أين جاء هذا لم يكن لدي إطار ذهني أضع القصص فيه وبعد أن التقيت عدد كاف من الناس بدأت أخيرا أفهم ما الذي كان يجري نوعا ما مع الشعب الفلسطيني لذلك لم يحدث الأمر من خلال دراسة الكتب أو تكوين آراء سياسية عن بعد بل من خلال الالتقاء بالناس ومشاركتهم حياتهم والاستماع لما كان يصيبهم. وبالطبع عندما تسمع قصصهم فإن أول ما تسأله هو لماذا لا يقوم أحد بشيء ثم تفكر ماذا يمكنني أنا أن أفعل ويبدو لك أنه ما باليد حيلة، فالقصة تسوء شيئا فشيئا أثناء وجودنا في المغرب حدث الاجتياح الإسرائيلي للبنان وأذكر أنني فكرت في تلك المرحلة أن هذا هو الحدث المصيري سيستفيق العالم الآن ويفعل شيئا وكان مخيما صبرا وشاتيلا تحت الحصار آنذاك وكان الجميع يعرف إن تلك أزمة كبيرة وأمضيت ذلك اليوم بأكمله أصوم وأصلي وأعتقد فعلا أن العالم سيتدخل الآن وأن الوضع بأكمله سيتغير في الغد واستيقظت في اليوم التالي وكانت أخبار المذابح في المخيمين على كل لسان وكان الناس والأطفال ملقون بالشوارع وسط دمائهم وقد شكل ذلك أزمة حقيقية في حياتي. في تلك المرحلة كنا نحاول تبني طفلة صغيرة وكنت آمل أن تكون طفلة فلسطينية ولم تتحقق آمالنا أيضا وبدأت في تلك الفترة أفكر أن أي أمل للفلسطينيين قد تبخر وأنه ما من أمل وجزء مني كان يفكر أن الأمر برمته مؤلم جدا لا أستطيع تحمل الألم مع هؤلاء الناس بعد الآن لا أريد التفكير بالأمر وأنني لا أستطيع فعل شيء فانتقلنا إلى بلد آخر انتقلنا إلى تونس وهناك انضممت لنادي النساء أيضا وتكرر السيناريو نفسه من خلال لقائي بالناس.

 

تعريف الغرب بالإسلام من خلال الكتابة

 

 

"بدأت بالكتابة عن عادات وثقافة الشعب التونسي وكذلك بالكتابة في صحيفة أخبار تونس، عندها اكتشفت أنني أملك موهبة في الكتابة وأخبرني العديدون بذلك

كرستين ملوحي: بدأت بالكتابة عن عادات وثقافة الشعب التونسي وكذلك بالكتابة في صحيفة أخبار تونس عندها اكتشفت أنني أملك موهبة في الكتابة وأخبرني العديدون بذلك ومع الكتابة أردت من الناس أن يحصلوا على صورة حقيقية عن العالم العربي. في تلك المرحلة بدأ الإسلام يصبح عدو للغرب الجديد وبدأ يحتل مكان الشيوعية أعتقد أن الناس في المغرب يظنون العرب كلهم إسلام لا يعرفون حتى بوجود مواطنين مسيحيين ولا يدركون مدى التنوع في الثقافات الإسلامية لذلك بدأت بالكتابة حول هذه الأمور آملة أن أردم الفجوة، بدأت بتأليف (Waging Peace on Islam) شن السلام على الإسلام قبل عامي من أحداث 11 سبتمبر/أيلول وجاء في تعليق على الكتاب أنه يقدم مقاربة جديدة لطريقة التعاطي مع الغرب وإنه ما لم نفعل شيئا جديدا ومختلفا كتلك المقاربة التي كنت اقترحها في كتابي فإننا نتجه نحو الكارثة وبالطبع وقعت الكارثة في 11 سبتمبر/أيلول وعندما حدث ذلك كان الكتاب في الأسواق الكتاب الآخر الذي ألفته (Miniskirts Mothers & Muslims) تنانير قصيرة أمهات ومسلمات في الواقع ألفته قبل (Waging Peace) وأعدت نشره العام الماضي وهذا الكتاب يحكي عن الاختلافات في الثقافة بين الشعوب الشرق أوسطية والشعوب الغربية المسيحية وقد ألفته تحديدا لمساعدتهم على التعايش معا وعلى فهم وجهات النظر المختلفة لكل جانب تلك الأمور الصغيرة التي تخلق الاختلافات ولمساعدتهم في خلق علاقة جيدة مع الطرف الأخر مهما كان انتماؤك إذا فالكتابان يكملان بعضهما (Waging Peace) يتحدث عن كيفية تخطي عقليتنا وعقلية الآخر والخوف من الآخر مهمن يكن مع التركيز على الإسلام فمعظم تجربتي في العالم العربي جرت في بيئة مسلمة أما كتاب (Miniskirts Mothers & Muslims) الذي أعيد نشره بعد (Waging Peace) هو نصيحة عملية لكيفية التعايش ظهر (Waging Peace) في بيئة فيها اهتمام كبير بالإسلام لذلك تمت دعوتي إلى العديد من الحوارات في أماكن مختلفة حول العالم نشر (Waging Peace) أولا في إنكلترا وبعدها نشر في نسخة مختلفة في أميركا ومن ثم نسخة جديدة في هولندا لذلك وانطلاقا من عمليات إطلاق الكتب تمت دعوتي للحديث حول هذه المواضيع في مؤتمرات عديدة في بلدان مختلفة.

مظهر- زوج كرستين ملوحي: أنا فخور بزوجتي لأنه هي تحمل فعلا كسفيرة للأمة العربية في الغرب نحن حضرنا مؤتمرات في السويد وهي كانت المتكلمة وأيضا في هولندا في أوروبا في أميركا الشمالية وأيضا في أستراليا وفي شرق آسيا وهي كانت تعبر عن آلام ومعاناة الإنسان العربي وأيضا القضية الفلسطينية بشكل خاص، في الواقع هي التي جرتني على القضية الفلسطينية لأن في فترة من الفترات أنا أصبت بإحباط وكانت القضايا العربية كلها متروكة بالنسبة لي ولكن هي جرتني ولما كانت تتكلم عن القضية الفلسطينية قلت لها أنا أحس مع الفلسطينيين قالت لي إحساس لا يكفي فذهب وجابت دفتر الشيكات قالت لي ترجم إحساسك إلى عمل من ذلك الوقت بدأنا نبعت فلوس للأطفال الفلسطينيين وتبنينا بعض الأطفال الفلسطينيين عن بعد وإلى جانب كتاباتها بالنسبة إلى الغرب أيضا هي تهتم بالأرضية المشتركة ما بين الإسلام والمسيحية ولهذا السبب هي شاركت في عدة كتب منها قراءة شرقية لإنجيل لوقا ثم نشأت العالم والتكوين وأيضا قراءة صوفية لإنجيل يوحنا واللي قدمه الأستاذ رضوان السيد.

كرستين ملوحي: كانت هناك ردات فعل كبيرة تجاه (Waging Peace) فقد ظهر بعيد أحداث 11 سبتمبر/أيلول ولم تكن الناس يريدون أصدقاء من المسلمين لم يرغبوا في التفكير بهم بطريقة مختلفة فقد كانوا متألمين من أحداث 11 سبتمبر/أيلول، لذلك فقد أثر الكتاب على المعسكرين كان هناك أشخاص قالوا إنه كتاب رائع وإنه غير حياتهم وآخرون قالوا إنه كتاب مريع سأبدأ بهم أولا مع الأخبار السيئة الأشخاص الذين عارضوا الكتاب كانت لديهم آراء جامدة ولم يرغبوا في تغييرها لا أريد أن أكون منفتحا على الآخر أي الإسلام أو المجتمع العربي في هذه الحالة لذلك عندما خرجت بأمثلة على أن هذا مكان يطيب العيش فيه وأن الشعب طيب أي دافعت عن الثقافة العربية ودافعت عن الإسلام والأشياء العزيزة عليهم فإن ذلك أثار حفيظتهم، فقد انزعج أحدهم عندما وصفت كيف يوقظني صوت الأذان في الصباح قلت كم إنه صوت رائع فأنا أستيقظ كل صباح على آذان الجامع وهو دعاء لله يذكرنا أننا في مجتمع مترابط والله موجود هناك يحمينا تضايق أحدهم كثيرا من ذلك. وقال أنت مسيحية كيف لك أن تعيشي تجربة إيجابية تجاه دعاء المسلمين للصلاة؟ هي ردات فعل كهذه وفي الجانب الإيجابي تلقيت رسائل من أشخاص قالوا فيها أن الكتاب غير حياتهم، وصلتني رسالة من فتاة في مكتبة هذه الفتاة رأت الكتاب ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر/أيلول وكانت غاضبة جدا من المسلمين عامة وليس فقط من الإرهابيين الذين نفذوا العمليات ولكن بنظرها كل مسلم مذنب وكانت عليها العبور بجانب مسجد كل يوم في طريقها إلى عملها وحدث ذلك في ملبورن وقالت لي إنها كل يوم كانت تمر فيه بجانب المسجد كانت تشعر بالكراهية والخوف من المسلمين يتناميان في داخلها تعيش في ملبورن مجتمعات مسلمة كبيرة وعددهم أكبر من أن نعيش بخوف كراهية تجاههم. وأخيرا قالت إنها لا تستطيع الإبقاء على هذه الكراهية في قلبها وحسب تعاليم السيد المسيح فهذا لا ينطبق مع أحبوا أعداءكم قد لا أستطيع محبة أعدائي لكنني لا أستطيع الاستمرار بكرههم، لذلك سألت الله أن يعينها في هذا الأمر قالت إنها رأت كتابي في المكتبة وأدركت مباشرة أنه عليها قراءته وبعد أن فعلت غير حياتها تماما فقد لامس خوفها من المسلمين وتقول الآن إنها تراهم على أنهم أشخاص عاديون لديهم الآمال والطموحات والمخاوف نفسها التي لدينا أظن أن الخلاصة هي الخوف لا يمكنك أن تعجب أو تحب شخصا تخشاه أو يخشاك، فالخوف هو أساس هذه المشكلة الآن إذ يجهل كل من الغرب والشرق ثقافة الآخر أصبحنا نعرف اليوم أكثر من الماضي بفضل السفر والإنترنت لكن معظم الأشخاص العاديين في الشارع ومن الطرفين لا يعرفون فعلا ثقافة الطرف الآخر، لا يعرفون ما هي معتقداتهم الدينية ويخشونها لذلك يخافون التقرب من بعضهم ومعظم الغربيين لن يحظوا بفرصة التقرب من شخص مسلم أو شرقي أوسطي لذلك شعرت أنه على كتابي أن يمثل هذا الشخص أردت أن أخذ هؤلاء الأشخاص المسلمين العاديين الذين أعيش بينهم المسيحيين العاديين هنا الذين يتجاهلون الغرب تماما وأحاول وضعه في منزل الإنسان الغربي الذي يقرأ الكتاب حتى يستطيع القول هذا شخص أستطيع أن أفهمه وبذلك أدفعه لتخطي حواجز الدين والسياسة وتلك الأشياء التي تفرّقنا.

مشارك: الصديقة الكاتبة كرستين ملوحي تقدم رؤية مختلفة عن الاستشراق والاستعراض، بالنسبة إليها الإسلام والعرب هم هوية ثقافية تغني الذات الإنسانية ببعدها الإنساني وهذه النظرة من شأنها أن تضع حدا لكل النظريات التمركزية التي تقوم على صدام الحضارات والهويات فمن خلال قراءة كتابها (Waging Peace on Islam) فنحن نكاد لا نشعر بأن السيدة كرستين أجنبية أو أسترالية أو من أصل أجنبي وبرأيي هذا هو الاستشراق والاستعراب بمفهومه الإيجابي.

ابن كرستين ملوحي: ترعرعت في العديد من بلدان العالم العربي، شملت المغرب ومصر وتونس وهذا يعود في الأساس لقرار أمي اصطحابي معها إلى هذه الأقطار لأنها كانت تشعر بواجب تجاه فهم نوعية البلاد التي ينحدر منها والدي، وقد عاد هذا الأمر علي بالنفع بشكل واضح لأنه من الصعب على مواطن غربي أن تكون لديه القدرة على فهم داخليات مجتمع ما ونمط الحياة به لتكون لديه دراية صحيحة بما يجري داخله، بالإضافة إلى أنني انتقلت إلى الولايات المتحدة فكان لدي القدرة على التكيف مع هذا نمط الغربي للحياة، وأحد الأمور التي علمتني أمي إياها هو ألا أعير بالا للقطر الذي أتيت منه أو الجنس الذي أنتمي إليه لأنني بالأساس إنسان، ومن ضمن المظاهر التي رأيتها هو أن أمي عربية فبرغم أنها امرأة غربية إلا أنها اصطحبتني معها إلى العالم العربي مما جعلني أفهم العالم العربي الذي هو موطن أبي لذا فإنني أرى نفسي عربيا أكثر من غيره وأتمتع بالقدرة على فهم العالم الغربي مثله مثل العالم العربي.

كرستين ملوحي: لقد عشت في أماكن كثيرة وطاب لي العيش فيها كلها ونحن نستمتع بالعيش في لبنان في السنوات الأخيرة ونأمل أن نؤسس لحياتنا الآن وهذا أول منزل نشتريه في العالم العربي وأتطلع للعيش في هذه البقعة الجميلة والتأمل والتأليف على شرفتي والتعرف بجيران جدد ومشاركة هذا المجتمع حياته وعسى أن أصبح جدة وأعو العائلة كلها لزيارتنا هنا والاستمتاع بالمكان أيضا.

 

المصدر: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AB422B5B-F0CC-46A2-868B-E9F5C168B355

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك