حوار موسيقي بين الشرق والغرب

حوار موسيقي بين الشرق والغرب

بقلـم نيكول حموي

بيروت – قد يبدو الغيتار الإسباني والعود خليطاً بعيد الاحتمال بالنسبة للبعض. قبيل البدء بعزف لحن ما ينظر كل من سهيل سيرغيني وسيزار لوبيز بحكم العادة على الأسلوب الذي وضع كل منهما أصابعه على عنق آلته الموسيقية لتقييم نغمات الأوتار المتآلفة للآخر.

"نبدأ هكذا دائماً لمباشرة الحوار" يقول سهيل قبل بدء عزف مقطوعة "أعطني الحرية". "نبحث دائماً عن نقطة الحوار. من الصعب الحديث أحياناً".

إنها ممارسة جيدة، حيث اختلط عزف الغيتار مع العود بشكل مثالي بأيدي لوبير وسرغيني، وكلاهما عضو في "القصيدة" الفرقة الإسبانية المغربية التي عزفت في جامعة القديس يوسف مساء الجمعة.

الحفل الموسيقي، وعنوانه "العيش معاً" والذي أقيم برعاية معهد سيرفانتس تم تكريسه لهدف إقامة حوار حضارات عبر الموسيقى من خلال جمع عزف العود والقانون على أنغام موسيقى الفلامنغو. وقد تقبل الجمهور هذا الحوار بشكل جيد.

فرقة القصيدة التي تأسست حديثاً، مكونة من أسبانيين ومغربيين يتوقون إلى التفاهم الثقافي بين الغرب والشرق من خلال أنغامهم، التي يقوم سرغيني بتأليفها وأدائها، وهو مؤسس الفرقة، بالإسبانية والعربية المغربية.

من خلال الغناء على أنغام خليط ساحر من موسيقى القانون والعود والغيتار الإسباني يفسر سيرغيني، المواطن المغربي من تطوان، القطع العربية والفرنسية بقدرة متماثلة، ويخلق جواً يشيع شعوراً بدمج الثقافتين.

"الثقافة الإسبانية ورثت الكثير عن الثقافة العربية" يقول المطرب "خاصة في الجنوب" نتيجة لسبعمائة وخمسين سنة من الوجود العربي والبربري المغربي.

الجمهور أنصت بشكل غير مألوف للموسيقيين، ولكن اللحظة التي أثارت هيجانهم جاءت عندما صعد راقص الفلامنكو خافير بيريز إلى المسرح يلبس بدله سوداء تقليدية ووشاحاً أسود وأبيض، وقدم عرضاً جميلاً، متأثراً باندماج الآلات الموسيقية، على وقع ضربات حذائه وطرقعة أصابعه وتصفيقه. الجمهور المكون من أكثر من ثلاثمائة شخص ركز على حركات مبهجة وصفق مطلقاً صرخات "اولليه" الإسبانية إعجاباً!

رغم بقائهم معاً لفترة قصيرة نسبياً إلا أن الفرقة بقيادة سرغيني لاقت نجاحاً عظيماً أثناء زياراتها عبر أوروبا والشرق الأوسط، من فرنسا عبر سلوفينيا وإيطاليا ومصر وسوريا وفلسطين.

لقد قوبلنا بحفاوة جيدة من قبل الجمهور في كل مكان ذهبنا إليه"، يقول المطرب وعلى وجهه ابتسامة قانعة.

ويضيف سرغيني أنه "يؤمن بشدة بأن اندماج الموسيقى والثقافة يمكن أن يساعد على إيجاد عالم أفضل يمكن لمواطني الدول المختلفة على الأقل أن يعرفوا بعضهم بعضاً بصورة أفضل".

اختتمت "القصيدة" حفلها الموسيقي بإهداء أغنية "مراكش" للجمهور، الذي وقف احتراماً وإعجاباً بأداء المجموعة.

###

*نيكول حموي كاتبة تشيلية تقيم في بيروت. تقوم خدمة Common Ground الإخبارية CGNews بتوزيع هذه المقال المختصر ويمكن الحصول عليه عن الموقع الإلكتروني www.commongroundnews.org. كما يمكن الحصول على النص الكامل للمقال عن الموقع www.csmonitor.com.

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك