لماذا صمت الأزهر عن تطبيع الإمارات مع إسرائيل؟
محمد أحمد
أثار صمت الأزهر، وشيخه أحمد الطيب، وهيئة كبار علماء المسلمين بمصر، إزاء التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، علامات استفهام بشأن موقفه من هذا الاتفاق المفاجئ، الذي خالف حتى مخرجات القمة العربية في عام 2002، ضمن مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية.
وتشترط المبادرة العربية إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعودة اللاجئين، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.
لكن الأزهر كان أرسى منذ عقود مبدأ عدم زيارة القدس المحتلة، أو القبول بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكانت لأئمة الأزهر مواقف عديدة في هذا الصدد.
مواقف الأزهر السابقة
حرّم شيخ الأزهر الأسبق، جاد الحق علي جاد الحق، التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفض إجازة زيارة القدس، وقال قولته الشهيرة: "من يذهب للقدس من المسلمين آثم آثم"، وأكد أنه "تجب عدم زيارتها قبل تطهير الأرض من دنسِ المغتصبين اليهود وعودتِها لأهلها".
كما رفض الشيخ عبد الحليم محمود مرافقة الرئيس أنور السادات في زيارته للقدس المحتلة، ورفض جاد الحق لقاء رئيس إسرائيل عيزرا وايزمان، أثناء زيارته للقاهرة في عهد حسني مبارك.
وقال الشيخ محمد سيد طنطاوي: "أرفض زيارة القدس وهى مُكبّلة بسلاسل قوات الاحتلال الإسرائيلية، لأن زيارة أي مسلم لها يُعد اعترافا بمشروعية الاحتلال الإسرائيلي، وتكريسا لسلطته الغاشمة".
في كانون الأول/ ديسمبر 2017، رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بالقاهرة، إثر اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وحذرت هيئة كبار العلماء بعدها من محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني "قبل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".