أهمية الحوار في حياتنا

علي بن راشد المحري المهندي

 

يعدُّ الحوار من أرقَى وسائل التواصُل مع الآخرين، وهو فنٌّ من فنون الاتصال الهادف مع الغير، ولا يُحسِن هذا الفنَّ إلا أهلُ الحكمة والخبرة والثقافة العالية.

والحوار في أبسط تعريفاته: يُقصَد به النقاش الهادئ بطريقةٍ مباشرةٍ بين شخصين أو مجموعةٍ من الأشخاص الذين يختلفون في وجهات النظر أو التوجهات أو الآراء؛ فيتبادلون أطراف الحديث بطريقة راقية؛ فيحترم فيها كلُّ طرفٍ الطرفَ الآخر دون التعصُّب لرأيه أو منهجه.

إذًا فالحوار مهمٌّ في حياتنا جميعًا، فهو السبيل الوحيد للتواصُل والتفاهم بين الناس، وأهم وسائل التعارف والتآلُف بينهم، ومنهج من مناهج الدعوة والإصلاح في المجتمع، ومبدأ ناجح في التربية والتعليم لتنشئة الأجيال القادمة، ويؤدي إلى التقارب والالتقاء فيما بيننا؛ لذا يجب علينا جميعًا الالتزام بآداب الحوار كالتَّحلِّي بالأخلاق الحسنة بإخلاص النية لله في اتباع الصواب، والحديث بعِلْم وحُجَّة قوية وليس بالهوى والانتصار للذات، وضبط النفس، والحلم، والصبر، والرفق واللِّين، والاحترام والتواضع... وغيرها من الأخلاق التي تُزيِّن الحوارَ وتجعلُه مُثمرًا.

ولا بد لكلِّ حوار ناجح من شروط، ومن أهمها:

استخدامُ اللغة الراقية المُعبِّرة عن رأيِكَ بكل هدوء، فالحوار يهدف إلى إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك أو الاقتناع بوجهة نظره هو، وهذا يحتاج إلى أسلوبٍ مهذَّب وأفكارٍ مرتَّبة ومتسلسلة، واختيار الكلمات التي لها وَقْعٌ في نفوس أطراف الحوار للوصول إلى الهدف المرجو؛ فالأسلوب المناسب والأمثل للحوار يدلُّ على مدى تحضُّر أطراف الحوار، فالحوار باللين والإقناع تكون ثماره طيبة وأثره واضح على الجميع.

ولا يمكن إطلاق مصطلح الحوار على النقاشات الحادَّة التي يسودها العنف ومواجهة الأفكار الأخرى بشدة وقساوة والتركيز على الصدِّ وعدم استقبال رأي الطرف الآخر، فهذا يؤدي إلى العداوة والبغضاء بين المتحاورين.

ومن شروط الحوار:

1- احترامُ التخصُّص وفكر المحاور، فمِن غير المقبول التحاوُر بموضوعاتٍ ليس لها علاقة بفكرك واهتماماتك، وليست من صميم تخصصك.

2- المحافظةُ على طلب الحق بعيدًا عن العاطفة، فالغرض من الحوار هو الوصول إلى الحقوالصواب، فهي ليست مسابقةً مَن يفوز في النهاية ويُقنع غيرَه ويؤخَذ برأيه؛ لذلك لا بد من البحث عن الصواب بتجرُّدٍ عن العاطفة تمامًا وأقبله حتى لو كان عند غيري، والابتعاد عن الانفعال الزائد الذي يشوش الأفكار ويؤدي إلى ضياع الحقيقة.

3- التركيز على نقاط الاتفاق فذلك يزيد من نجاح الحوار، وكذلك التركيز على نقاط الاختلاف بهدف الوصول للصواب وتوضيحه.

إيجابيات الحوار في حياتنا:

1-تحقيق التماسك بين أفراد المجتمع الواحد وبناء جسور التعاون؛ فالحوار يولِّد لدى الفرد الراحة، وعدم الشعور بالكبت، ويُشعِره بالاطمئنان لاتباع الصواب.

2-الحوار هو أفضل الطرق لتحقيق العدالة؛ فهناك قضايا لا يمكن اتِّخاذ أي إجراء فيها دون محاورةِ جميع الأطراف من أجل تجميع أكبر قدرٍ من المعلومات للقدرة على اتِّخاذ الإجراء المناسب والصحيح، فغياب الحوار معناه غياب جزء من الحقيقة ومن ثَم عدم اتِّخاذ القرار الصائب على الأغلب.

3-اتباع أسلوب الحوار مع أطفالنا في المراحل الأولى من حياتهم يجعل هذا النمطَ هو السائدَ في حياتهم في المستقبل ممَّا يُنتج لنا جيلًا واعيًا مثقفًا وقادرًا على الاستماع للصوت الآخر واحترامه.

4-يعمل الحوار على تقريب وجهات النظر بين الناس، وكذلك تنمية مهارات فن التواصل مع الناس؛ حيث إنَّ الحوار يعكس رُقِيَّ الأفراد بشكل خاصٍّ، ومن ثَم رُقِي المجتمع، ورقي الأمة بشكل عامٍّ.

دعاء:

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحكمة والحلم والعلم والأناة، وأن نكون موفَّقين لكل خير، وأن يؤلِّف بين قلوبنا ويُصلح ذات بيننا إنه على كل شيء قدير. اللهم آمين.

 

المصدر: يعدُّ الحوار من أرقَى وسائل التواصُل مع الآخرين، وهو فنٌّ من فنون الاتصال الهادف مع الغير، ولا يُحسِن هذا الفنَّ إلا أهلُ الحكمة والخبرة والثقافة العالية.

 

والحوار في أبسط تعريفاته: يُقصَد به النقاش الهادئ بطريقةٍ مباشرةٍ بين شخصين أو مجموعةٍ من الأشخاص الذين يختلفون في وجهات النظر أو التوجهات أو الآراء؛ فيتبادلون أطراف الحديث بطريقة راقية؛ فيحترم فيها كلُّ طرفٍ الطرفَ الآخر دون التعصُّب لرأيه أو منهجه.

إذًا فالحوار مهمٌّ في حياتنا جميعًا، فهو السبيل الوحيد للتواصُل والتفاهم بين الناس، وأهم وسائل التعارف والتآلُف بينهم، ومنهج من مناهج الدعوة والإصلاح في المجتمع، ومبدأ ناجح في التربية والتعليم لتنشئة الأجيال القادمة، ويؤدي إلى التقارب والالتقاء فيما بيننا؛ لذا يجب علينا جميعًا الالتزام بآداب الحوار كالتَّحلِّي بالأخلاق الحسنة بإخلاص النية لله في اتباع الصواب، والحديث بعِلْم وحُجَّة قوية وليس بالهوى والانتصار للذات، وضبط النفس، والحلم، والصبر، والرفق واللِّين، والاحترام والتواضع... وغيرها من الأخلاق التي تُزيِّن الحوارَ وتجعلُه مُثمرًا.

ولا بد لكلِّ حوار ناجح من شروط، ومن أهمها:

استخدامُ اللغة الراقية المُعبِّرة عن رأيِكَ بكل هدوء، فالحوار يهدف إلى إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك أو الاقتناع بوجهة نظره هو، وهذا يحتاج إلى أسلوبٍ مهذَّب وأفكارٍ مرتَّبة ومتسلسلة، واختيار الكلمات التي لها وَقْعٌ في نفوس أطراف الحوار للوصول إلى الهدف المرجو؛ فالأسلوب المناسب والأمثل للحوار يدلُّ على مدى تحضُّر أطراف الحوار، فالحوار باللين والإقناع تكون ثماره طيبة وأثره واضح على الجميع.

ولا يمكن إطلاق مصطلح الحوار على النقاشات الحادَّة التي يسودها العنف ومواجهة الأفكار الأخرى بشدة وقساوة والتركيز على الصدِّ وعدم استقبال رأي الطرف الآخر، فهذا يؤدي إلى العداوة والبغضاء بين المتحاورين.

ومن شروط الحوار:

1- احترامُ التخصُّص وفكر المحاور، فمِن غير المقبول التحاوُر بموضوعاتٍ ليس لها علاقة بفكرك واهتماماتك، وليست من صميم تخصصك.

2- المحافظةُ على طلب الحق بعيدًا عن العاطفة، فالغرض من الحوار هو الوصول إلى الحقوالصواب، فهي ليست مسابقةً مَن يفوز في النهاية ويُقنع غيرَه ويؤخَذ برأيه؛ لذلك لا بد من البحث عن الصواب بتجرُّدٍ عن العاطفة تمامًا وأقبله حتى لو كان عند غيري، والابتعاد عن الانفعال الزائد الذي يشوش الأفكار ويؤدي إلى ضياع الحقيقة.

3- التركيز على نقاط الاتفاق فذلك يزيد من نجاح الحوار، وكذلك التركيز على نقاط الاختلاف بهدف الوصول للصواب وتوضيحه.

إيجابيات الحوار في حياتنا:

1-تحقيق التماسك بين أفراد المجتمع الواحد وبناء جسور التعاون؛ فالحوار يولِّد لدى الفرد الراحة، وعدم الشعور بالكبت، ويُشعِره بالاطمئنان لاتباع الصواب.

2-الحوار هو أفضل الطرق لتحقيق العدالة؛ فهناك قضايا لا يمكن اتِّخاذ أي إجراء فيها دون محاورةِ جميع الأطراف من أجل تجميع أكبر قدرٍ من المعلومات للقدرة على اتِّخاذ الإجراء المناسب والصحيح، فغياب الحوار معناه غياب جزء من الحقيقة ومن ثَم عدم اتِّخاذ القرار الصائب على الأغلب.

3-اتباع أسلوب الحوار مع أطفالنا في المراحل الأولى من حياتهم يجعل هذا النمطَ هو السائدَ في حياتهم في المستقبل ممَّا يُنتج لنا جيلًا واعيًا مثقفًا وقادرًا على الاستماع للصوت الآخر واحترامه.

4-يعمل الحوار على تقريب وجهات النظر بين الناس، وكذلك تنمية مهارات فن التواصل مع الناس؛ حيث إنَّ الحوار يعكس رُقِيَّ الأفراد بشكل خاصٍّ، ومن ثَم رُقِي المجتمع، ورقي الأمة بشكل عامٍّ.

دعاء:

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحكمة والحلم والعلم والأناة، وأن نكون موفَّقين لكل خير، وأن يؤلِّف بين قلوبنا ويُصلح ذات بيننا إنه على كل شيء قدير. اللهم آمين.

 

المصدر: https://al-sharq.com/opinion/27/02/2020/%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك