جزيرة النساء: بين الجغرافيا والأسطورة والأَنثروبولوجيا

جزيرة النساء: بين الجغرافيا والأسطورة والأَنثروبولوجيا

حاتم الطحاوى*

حفل التراث الإنساني المكتوب بالعديد من القصص والحكايات الأسطورية، التي خلفتها، في الأغلب الأعم، عقليات ذكورية، احتوت على أحداث وبنى مركبة، وعلى مغزى ثقافي ذو دلالات محددة، فمن الناحية النظرية اتسمت العديد من تلك الأحداث بالغرائبية، والإغراق في الخيال، وهو ما ضاعف من متعة التشويق لدى القارئ المتلقي مهما تنوعت لديه زوايا التناول لهذه الأعمال.

وسنحاول هنا، رصد حكاية (جزيرة النساء) التي تكررت في التراث اليوناني والعربي والصيني عبر عدة قرون، من خلال كتابات العديد من المؤرخين والجغرافيين، تلك الحكاية التي انتشرت في العصر القديم والوسيط، وربما كان ذلك بشكل طبيعي عبر اتصال الثقافات والحضارات آنذاك من خلال وسائط سلمية كالتجارة، أو عسكرية عبر الحروب وحالات المد العسكري الذي اجتاح العالمين القديم والوسيط. كل ذلك من أجل معرفة دوافعها، ومحاولة استكناه مغزاها.

وعلى الرغم من أن المخيلة البشرية قد جعلت، منذ البداية، من النساء ربات وآلهة إلى جوار الآلهة الرجال، وتجلى ذلك عبر الثقافات الفرعونية واليونانية والرومانية وغيرها، كما أن الثقافة العربية قبل الإسلام جعلت أيضاً من المرأة إلهاً يقدم له القرابين. غير أنه وفي نفس الوقت، كان ذهن المؤلف/الرجل القوى يميل في النهاية إلى إبراز تميزه على حساب المرأة/الطرف الضعيف، وظهر ذلك جلياً في كثير من الأدبيات التي خلفتها لنا حكايات التراث الإنساني بطول العالم وعرضه.

ومن الملاحظ أن تلك الحكايات كانت من إنتاج عقليات ذكورية، تبالغ في تقدير قيمة الرجل وعقله، وتساهم عن وعى في إقصاء صورة النساء، وتتعمد عزلهن في جزر في أعماق البحار والمحيطات الشمالية والغربية والشرقية، وربما أمكننا أن نشير إلى دلالة شكل (الجزيرة) تحديداً كطوق له أبعاده المحددة والضيقة، وكدائرة تسهم في إحكام حالة حصار النساء داخل حيز جغرافي ومناخي محدد. ومن اللافت للنظر أن تلك الحكايا لم تتطرق إلى تضاريس جزيرة النساء، جبالها وسهولها، أشجارها الخضراء وعيونها، طيورها الملونة...الخ. والملاحظ أيضاً أن تلك الكتابات المتواترة عن جزيرة النساء لم تشر إلى جمالهن أو صفاتهن الجسدية، ولم تصفهن أبداً بالجمال أو عكسه، بل كان جل اهتمامها يكمن في إبراز دورهن في عملية الإخصاب والتناسل من الرجال الذين يزورونهم بشكل سنوي. وهنا إشارة أيضاً إلى اختزال دور النساء في مخيلة مؤلفي تلك الحكايا إلى مجرد أدوات لإرضاء رغبات الذكور الأعلى شأنا وقيمة. وفي محاولة للفكاك من السؤال المنطقي القائل بأن عمليات الإنجاب التابعة لذلك لابد أن تأتى بالأولاد والبنات إلى الجزيرة، و أن ذلك سوف يقوم بهدم الفكرة من أساسها، فقد عالجت العقلية الذكورية هذه المسألة عن طريق ضرورة انتقال الأبناء الذكور، أطفالاً كانوا أم على أعتاب الرجولة إلى آبائهم في جزيرة الرجال، التي اضطر المؤلف إلى اختلاقها من أجل بقاء أسطورة جزيرة النساء. أما البنات فكن يمكثن مع أمهاتهن من أجل المساهمة في زيادة عدد سكان الجزيرة باطراد، وبالتالي الحفاظ على، و تكريس الإطار الأسطوري للحكاية ومغزاها. هذا كله فضلاً عن اقتران الجزيرة بالذهب أيضاً.

موقع جزيرة النساء
اختلف المؤرخون والجغرافيون في تحديد الموقع الجغرافي لجزيرة النساء بشكل حاسم، وربما كان ذلك بسبب انتقال الرواية بشكل متواتر، أو أن كل مؤلف قام بتخيل وجود الجزيرة في أبعد نقطة يمكن الوصول إليها، أي أنه جعل النساء وجزيرتهن على هامش الدنيا وأطرافها.

أ- في البحر الأسود و بحر البلطيق
تناول التراث اليوناني الحديث عن جزيرة النساء بشكل غير مباشر، إذ تحدث عن جزر للحوريات، أو بلاد للنساء تقع بالقرب من نهر الدون في روسيا، من ذلك ما تناولته أوديسة هوميروس(1)، التي ذكرت أنه لدى عودة أوديسيوس إلى بلاده بعد عشر سنوات من سقوط طروادة، كان يجب أن تمر سفينته من أمام جزيرة حوريات البحر (السيرينيات Sierens)، لكنه، وعبر اتباع تعليمات الساحرة (كيركه Cerce)، نجح في الإفلات منهن بعد أن وضع الشمع في آذان البحارة، وبعد أن ربط نفسه بالحبال في السفينة لكي يسمع أصواتهن الشجية دون أن تؤثر عليه.
كما أن أبا التاريخ، هيرودوت(2) في القرن الخامس ق. م، قد أشار أيضا إلى وجود مجتمع نسوى يعتمد على نفسه فقط، بل و يحارب مجتمعاً ذكورياً، وذلك لدى حديثه عن الحرب بين الإغريق و النساء الأمازونيات (Amazons) المحاربات اللائي وصفهن الإغريق بـ (أويرباتا) أي قتلة الرجال (أوير = رجل، باتا = قتل)، فذكر أنه بعد انتصار الإغريق عليهن عند نهر الترمدون، قاموا بجمع عدد كبير من الأسيرات الأمازونيات، وأبحروا بهن في ثلاث سفن متخذين طريقهم نحو بلاد اليونان. وتأخذ رواية هيرودوت منحىً شيقاً عندما حدث أن نجحت النساء الأمازونيات في القيام بثورة ضد آسريهم من البحارة الإغريق وقتلهم. ومن ثم الإمساك بمقاليد الأمور على متن السفن، غير أن المشكلة تكمن في أن الأمازونيات المحاربات على ظهور الخيل، لم يتعودن على الإبحار من قبل، ولا التعامل مع الأشرعة وإدارة الدفة، وحركة الريح. وهكذا وجدت النساء نفسها في عرض البحر تحت رحمة الأمواج المتلاطمة والرياح العاصفة التي ألقت بالسفن على ساحل بحيرة مايوتس (بحر آزوف) وسط بلاد السكي (Scyth) جنوب شرقي أوروبا. ومن هناك توغلت الأمازونيات براً إلى أن وصلن إلى بقعة مسكونة تكثر فيها الخيول. ونظراً لسابق معرفتهن بركوب الخيل والقتال على ظهورها، قمن بامتطائها بسهولة، وبدأن مرحلة البحث عن سبل العيش.

وعلى أية حال تستمر رواية هيرودوت لتذكر إن النساء الأمازونيات المحاربات بدأن في مفاجأة السكان السكيث، الذين استغربوا ما يحدث، إذ حسبوهن في أول الأمر رجالاً محاربين، ولم يدركوا بعد ذلك سوى أنهن نساء يرتدين زياً غريباً غير مألوف، كما أن لغتهن أيضاً غير معروفة، ويشتهرن بالبسالة في الحرب، حتى أنهن نجحن في أسر العديد من الرجال. وحاول السكيث سكان البلاد الأصليين، استيعاب هذا المجتمع النسوي المحارب، الوافد عليهم من المجهول، وتفتق ذهنهم عن حيلة عبر دفع جماعة من الفتيان السكيثيين إلى نصب مخيم إلى جوار مخيم الأمازونيات. وكان الهدف من ذلك هو اتصال فتياتهم بالنساء المحاربات من أجل إنجاب جيل جديد بارع في أعمال الحرب والقتال.

وبالفعل نجح الفتيان في استدراج الأمازونيات واتخاذهن أزواجاً فيما بعد، على الرغم من اشتراطهن الانتقال من بلاد السكيث إلى أراض تقع بجوار نهر الدون (Don) (التانيس). وهكذا سافرت النساء مع أزواجهن شرقاً، لثلاثة أيام من بحيرة مايوتس حتى بلغ الجميع المكان الذي قرروا الاستقرار به.

وهكذا فان هيرودوت قد أشار إلى موطن النساء الأمازونيات، كما استمر في الحديث عن عاداتهن، كركوب الخيل وخوض غمار المعارك، وارتداء ملابس الرجال، كما تحدث عن قانونهن الذي منع زواج الفتاة حتى تقوم بقتل أحد أعدائها في المعركة. ومن لم تفعل ذلك لا تتزوج أبداً. كما ذكر أن المجتمع الذكوري نجح في إدماجهن وترويضهن عبر الارتباط برابطة الزواج.

ولدينا في المصادر التاريخية والجغرافية الإسلامية صدى لما ذكره هيرودوت حول النساء المحاربات، إذ ينسب المروزي(3) (ق 6 ﻫ- 12م) كلاماً لجالينوس وأبقراط حول هذا الموضوع، فذكر أن أولئك النساء يحاربن كالرجال، وكذلك قمن بقطع أحد الثديين لكي ينجحن في تثبيت النشاب ورميه بشكل جيد من فوق صهوات جيادهن، وحتى ترجع القوة كلها إلى الذراع، وكذلك حتى تخف أوزانهن ويثبن على ظهور الخيل بسرعة. كما ذكر أن أبقراط قد أشار إلى أولئك النسوة في بعض كتبه وأسماهن أمازونس (Amazons)، ومعناها الحرفي ذوات الثدي الواحد. كما أنهن لم يقمن بقطع الثدي الآخر بسبب الحاجة إلى إرضاع أطفالهن. وإن كانت الأسطورة لم تحدد لنا ما إذا كانوا يلدن ذكوراً أم إناثاً. وإن كان الاحتمال الثاني هو الأقرب لما عرفناه من حكايات تقترب من نفس الموضوع.

ويبدو أن تواتر الأخبار القديمة حول وجود أراض منفصلة للنساء، جعل مؤلفي تلك الحكايات يرون ضرورة إضافة مكان منفصل للرجال أيضاً، يقع في مكان غير بعيد عن مكان النساء، وذلك لعدة أسباب أهمها إيجاد أصل لهؤلاء النسوة، وكذلك إضافة عنصر التشويق في الحكايات عبر العزف على أوتار ثنائية المرأة/الرجل.

ونتيجة لهذا، وعلى سبيل المثال أيضاً، فإن المؤرخ المجهول لكتاب حدود العالم(4) (ق4 ﻫ -10م) يذكر وجود جزيرتين يفصل بينهما نصف فرسخ فقط (مقابل آخر حد الروم من ناحية الشمال، هما جزيرة الرجال وجزيرة النساء).

وهنا تأكيد جديد من المؤرخ المسلم على أن جزيرة النساء تقع شمالاً، ربما كان يقصد البحر الأسود أو بحر البلطيق.

وباتجاه الشمال، أشار أيضاً أبى عبيد البكري(5) (ق 5ﻫ - 11م)، إلى وجود مدينة للنساء تقع (غربي بلاد الروس)، وأنهن ذوات بأس وبسالة، وذكر أن السفير إبراهيم بن يعقوب الطرطوشى قد أكد خبر وجود هذه المدينة وأن الذي أخبره بها هو الإمبراطور هوته ملك الروم ((الإمبراطور أوتو العظيم).

ويعلق عبد الرحمن الحجي(6) على ذلك بأن البكري يرى أن مدينة النساء تقع غربي روسيا، وأن الباحث ويستبرج (Westberg) يضعها في منطقة القبائل اللتيوانية، وهي منطقة روسية تقع شمال شرقي بولندا.

وبعد ذلك، حدد الإدريسي(7) (ق 6ﻫ -12م) في حديثه عن الجزء الرابع من الإقليم السابع من بلاد الروسية موقع جزيرة النساء وكذلك جزيرة الرجال في (البحر المظلم المشهور بغمامه الكثيف، وعدم وجود الضياء به، وأن الجزيرتان تحملان اسم (أمزينوس المجوس).

ويمكننا أن نلحظ بسهولة هنا تأثر الإدريسى بالتراث التاريخي والجغرافي اليوناني، والإشارة الخفية إلى النساء الأمازونيات، وإلى علاقتهن بالرجال المجاورين لهن.

وكذلك ذكر ابن سعيد المغربي(8) (ق7 ﻫ - 13م) أن مدينة النساء (تقع بجوار موسكو، والصحارى محدقة بها، ولا ملك عليهن إلا امرأة). وهي المرة الأولى التي يتنقل فيها مركز النساء من البحر الشمالي، إلى مدينة داخلية تحيط بها صحراء جرداء. غير أنه يعود ليتحدث أيضاً عن وجود جزيرتين للنساء والرجال (في البحر المحيط في هذه الجهة الشمالية). وربما كان يقصد البحر الأسود أو بحر البلطيق، كما أنه أضاف أن جزيرة النساء يبلغ طولها من الشرق إلى الجنوب الغربي نحو مائتين وخمسين ميلاً، وعرضها نحو مائة وعشرين ميلاً. وتقع في الشرق منها جزيرة الرجال، التي يبلغ طولها مائتين وسبعين ميلاً وعرضها نحو مائة وسبعين ميلاً.

ب - في البحر المتوسط

أشار العديد من الجغرافيين إلى وجود جزيرة النساء في البحر الغربي (البحر المتوسط) من ذلك ما ذكره الخوارزمي(9) (ق 3ﻫ - 9م) الذي يحدد موقع جزيرة النساء قريباً من جزيرة الرجال، كما قال بذلك أيضاً سهراب(10) (ق 4 ﻫ -10م) لدى حديثه عن (الجزائر في البحر المغربي والشمالي الخارج)، حيث تحدث أيضاً عن وجود (جزيرة أمرانوس التي فيها عين الرجال، وجزيرة أمرانوس التي فيها عين النساء).

وكذلك نجد لدى سهراب معرفة بالتراث اليوناني، وقصة النساء الأمازونيات ومرة أخرى يبدو أنه تم اختلاق وجود جزيرة أمرانوس للرجال. من أجل تفسير بقاء نسل أولئك النساء في جزيرتهن، باعتبارهن منفصلتين تماماً عن العالم الخارجي. ويبدو أن القزوينى(11) (ق 7 ﻫ - 13م) قد تأثر بذلك فذكر أن جزيرة النساء (واسعة الرقعة في بحر المغرب) ونقل عن إبراهيم الطرطوشى أن كافة أهلها نساء، لا حكم للرجال عليهن، يركبن الخيول، ويباشرن الحرب بأنفسهن. ومرة أخرى هنا نجد التأثر واضحاً بفكرة الأمازونيات المحاربات.

وبالإضافة إلى ما سبق، فقد أشار موظف الجمارك الصيني شوجو-كوا(12) (ق 7ﻫ - 13م) الذي كان يعمل في جمارك ميناء كانتون بالصين، وبالإضافة إلى ذلك كان مهتماً بتدوين ما يسمعه من أفواه التجار والبحارة والربابنة القادمين من بلاد بعيدة، عن أوطانهم وأحوالهم الاقتصادية والدينية والاجتماعية والثقافية، أشار هذا الموظف الصيني أيضاً إلى وجود جزيرة للنساء (في البحر المتوسط تحكمها ملكة، وتشغل النساء كافة الوظائف المدنية بها بينما يقوم الرجال بالوظائف العسكرية. وأن النساء ذوات النسب العريق يعمل في خدمتهن عدة رجال، في حين أن الرجال ربما لا يجدون من يقوم بخدمتهم من النساء).

وهكذا فان الروايات التي وصلت إلى الصين، وقام بتدوينها شوجو-كوا لم تتأثر بالمؤثرات اليونانية؛ لأنها تتحدث عن نساء مرفهات لا يقمن بالأعمال الحربية كالنساء الأمازونيات، كما أن الرواية تحدثت عن رجال مختلفين عن باقي الروايات، يعيشون في مجتمع يغلب عليه النساء، ويعانى فيه الرجال.

ج- في المحيط الهندي

أشار بزرك بن شهريار(13) (ق4ﻫ - 10م) على لسان الناخذا أبى الزهر البرختى، الذي كان مجوسياً من سيراف ثم أسلم، وهو الذي حكى عن الشيخ الأندلسي الذي كان برفقته، ثم تزوج بعد رحلته من إحدى نساء جزيرة ليس بها إلا النساء فقط. أن زوجته حكت له (أنها جزيرة تبعد عن باقي الجزر الأخرى مسافة ثلاثة أيام بلياليها)، وأنها تقع في البحر الأعظم (المحيط الهندي) تحت نجم سهيل، لا يصل إليهن أحد، لأنه لن يعود سالماً، كما أنهن لا يغادرن جزيرتهن خوفاً من الغرق في المحيط.

كما أنها قامت بتخبئة الشيخ الأندلسي في مكان قريب من البحر، و أمدته بالطعام، وانتهزت تحول الرياح، فأحضرت مركباً له وهربا معاً من الجزيرة إلى بلاده حيث رزقا بالأولاد. وحكت له هذه السيدة عن عبادة نساء الجزيرة للشمس، كما أنها أوضحت له -في تفسير جيد لم يرد في باقي تنويعات حكايات جزيرة النساء- أنهن كن في الأصل يعشن مع الرجال في جزيرتهم، فلما زاد عددهن عن عدد الرجال، قام الرجال بطردهن من الجزيرة، و إحضارهن إلى مكانهن الجديد، الذي تشرق وتغرب منه معبودتهن الشمس، و ناشدوها أن تقبلهم في الجزيرة قائلين (..يا ربهم! أنت أحق بما خلقت و ليست لنا بهم طاقة...) ويمكننا التوقف هنا قليلاً أمام الفكرة التي ترددت لأول مرة في السطور السابقة، والمتعلقة بالوجود القسري للنساء في جزيرتهن. فأن قرار الرجال بجعل الجزيرة منفي للنساء الزائدات عن الحاجة في جزيرتهم يمثل نظرة شرقية دونية للمرأة باعتبارها سلعة فائضة يمكن طرحها جانباً في مكان آخر، تحت دعاوى التضحية بها قرباناً للإله (الشمس)، وفي ذلك تشابه كبير مع كثير من العقائد الشرقية التي ترى التضحية بالمرأة قرباناً للآلهة من أجل سعادة المجتمع ورخائه. (أنظر على سبيل المثال مسألة عروس النيل في مصر التي كان يتم إلقائها في اليم، من أجل زيادة فيضان النهر، وبالتالي خصوبة الأراضي الزراعية، ورخاء المجتمع).

وفي تأكيد آخر على أن جزيرة النساء تقع باتجاه المحيط الهندي، يخبرنا البيروني(14) (ق 5ﻫ - 11م)، أن (مملكة النساء تقع داخل الصين، وأنها تشتهر بوجود خشب الأبنوس بها، حيث يجرى تصديره). وعلى الرغم من إشارة القزوينى، سابقاً إلى وجود جزيرة للنساء في البحر المتوسط، فإنه عاد ليذكر أيضاً أنها تقع (في بحر الصين). ويبدو أنه كان يتحدث عن جزيرة أخرى للنساء.

وإذا كان ابن الوردي(15) (ق 8 ﻫ- 14م) يشير أيضاً إلى وجود جزيرة النساء في المحيط الهندي، ويذكر أنها (جزيرة عظيمة وليس بها رجل أصلاً). فإنه يبدو متأثراً بما ورد لدى بزرك بن شهريار، إذ يذكر أنه سمع أن رجلاً قد ساقه قدره إلى جزيرة النساء، فأردن قتله، فمالت إليه امرأة وقامت بمساعدته على الهرب عبر خشبة ودفعه في البحر. غير أنه يتابع روايته ذاكراً أن الأمواج ألقت بهذا الرجل إلى سواحل إحدى الجزر الصينية. وهناك أخبر الملك بما رآه من النساء، فأمر الأخير بإرسال بعض السفن والرجال للبحث عنها، غير أنهم ظلوا فترة طويلة في البحر دون أن يعثروا -بالطبع- على أية جزيرة للنساء. وبصرف النظر عن أن الملك الصيني كان يعرف جيداً جغرافية المحيط وأماكن الجزر المجاورة له، فإن القراءة السلبية لحكاية ابن الوردي تشي بأنه ربما لم يكن يصدق وجودها من الأصل.

كما يحدثنا شوجو-كوا مرة أخرى عن وجود مدينة للنساء (Wu-Tsu) تقع في الجهة الجنوبية الشرقية خلف بلاد الملايو(sha hua- kung)، يسكنها النساء فقط، وتتدفق عليها المياه بصورة ثابتة من جهة الشرق، وقد يحدث بها الفيضان كل عدة أعوام. وزاد على ذلك فوصف النباتات والفاكهة في مدينة النساء حيث بلغت بذرة نبات اللوتس أكثر من قدم، بينما وصل طول نواة ثمرة الخوخ إلى ما يقرب من قدمين!، وكانت النساء تقدمها هدية إلى الملكة، كما يبدو أيضاً تأثر شوجو-كوا بالمرويات السابقة عن جزيرة النساء، فيذكر أنه عندما كانت تتحطم سفينة على ساحل هذه الجزيرة، فان نسائها يقبضن على رجالها ويصطحبوهن إلى بيوتهن، ثم يقمن بقتلهم في غضون عدة أيام. وكما أشار أيضاً إلى ما تردد سابقاً عن نجاح أحد الرجال في الهرب من الجزيرة في إحدى الأمسيات بعد أن سرق قارباً. وعبر حكاية هذا الرجل، عرف الناس حكاية جزيرة النساء.

وعلى أية حال، فلم يكن شوجو-كوا هو المؤرخ الصيني الوحيد الذي تحدث عن جزيرة النساء في المحيط الهندي حيث نجد أن أحد المصادر الصينية من القرن السادس الميلادي، قد أشار أيضاً إلى جزيرة النساء (wu-tsu) وذكر أنها تقع إلى الشرق من (po-wu-chi) في المحيط الكبير (الهندي)، ولا يسكنها سوى النساء فقط. وتعد هذه أقدم إشارة في المصادر التاريخية والجغرافية الصينية إلى هذا الموضوع(16). ويبدو أن المؤرخين الصينيين قد استهوتهم مسألة الحديث عن بلاد للنساء منفصلة عن الرجال، فقد وردت في المصادر الصينية حكايات متواترة عن مدن مختلفة للنساء في بلاد التبت، وكذلك في أواسط آسيا.

كما أدلى الرحالة الأوربيون في العصور الوسطى بدلوهم في مسالة جزيرة النساء، ومادام ماركوبولو(17) (ق7 ﻫ - 13م) قد ارتحل وبقى في الشرق سنوات عديدة، فلابد أنه سمع، ضمن ما سمع، عن سحر الشرق وغموضه، وعن جزيرة النساء، وتأثر بالعديد من الحكايات الأسطورية المتعلقة بها، فتحدث عن مكان في المحيط الهندي يبعد عن مركيز ماكوران بحوالي 500 ميل، توجد به جزيرتان تبعدان عن بعضهما البعض بثلاثين ميلاً هما جزيرتي الرجال، والنساء، وذكر أن سكانها مسيحيون لكنهم يتبعون شريعة العهد القديم، ولديهم أسقف يتبع أسقف جزيرة سومطرة. وكان هناك تعاون بينهم، بحيث يقوم الرجال بتزويد النساء بما يلزمهن من طعام عبر إمدادهن بالبذور، على حين تجهز النساء الأرض للزراعة، ويقمن بأعمال الحصاد، وبينما تنتج جزيرتهن العديد من أصناف الفاكهة، يعيش الرجال في جزيرتهم على اللبن واللحم والأرز والأسماك، فقد كانوا صيادين مهرة، وكانوا أيضاً يبيعون السمك الطازج والمملح إلى التجار الوافدين إلى الجزيرة. والذين كان همهم الأول أيضاً شراء العنبر الذي يستخرج منها بكميات وافرة.

الإخصاب: الحمل والولادة وما بعدها

حاولت العقلية الأسطورية التي سيطرت على الكتابات الجغرافية السابقة تبرير عدم انقراض سكان جزيرة النساء، التي لا يوجد بها رجل على الإطلاق، وذلك عبر اللجوء إلى عدة صياغات للإخصاب بعضها طبيعي بفضل اتصال الرجال بنساء الجزيرة بشكل سنوي، أو عبر بعض الصياغات الأسطورية التي تنكر على الرجال دورهم في عمليات الإخصاب، وتعزوها إلى مظاهر الطبيعة، كالرياح، والمياه، وغيرها.

أ - الاتصال الطبيعي

لقد حكى برزك بن شهريار، في عقلية أسطورية مطعمة بالذكورة والفحولة، كيف أن ركاب إحدى السفن التي جنحت في المحيط الهندي، وألقت بها الأمواج على ساحل جزيرة النساء قد فوجئوا بآلاف النساء اللائى يبحثن عن المتعة المفقودة في الجزيرة. وحسب كلماته (... ورد عليهم نسوان من داخل الجزيرة لا يحصى عددهم إلا الله تعالى، فوقع على كل رجل منهم ألف امرأة أو أكثر، فلم يلبثوا أن حملوهم إلى الجبال، وكلفوهم الاستمتاع بهن، قال: فلم يزالوا على ذلك، وكل من قويت على صاحباتها أخذت الرجل منهن، والرجال يتماوتون من الاستفراغ أولاً فأول...) ثم ينتقل إلى ذكر تاريخ الإخصاب لدى نساء الجزيرة قبل أن يقوم الرجال بترحيلهم قسراً إليها، كما ورد سابقاً، فيستمر في ذكره لرواية نفس السيدة التي تقول أن المرأة تلد عندهن ذكراً في أول بطن، ثم تلد بنتين في المرة التالية. وهو ما جعل عدد البنات (النساء) في الجزيرة يتجاوز عدد الرجال، مما أدى قيامهم بإبعادهن عن جزيرتهم، كما سبقت الإشارة.

غير أنه هناك بعض الروايات التي تحاول بشكل أكثر عقلانية، تبرير وجود بعض الذكور في الجزيرة، من ذلك ما أورده العديد من الجغرافيين المسلمين,كأبي عبيد البكري وابن سعيد المغربي اللذان عزيا عملية الإخصاب إلى تدخل الرجال الأدنى مرتبة من النساء فيذكر الأول (أن نساءها يحملن من عبيدهن، فإذا وضعت المرأة ذكراً قتلته). ويبدو هذا موقفاً طبيعياً من أجل احتفاظ الجزيرة بأنوثتها. أما الثاني فقد اتفق معه، لدى حديثه عن جزيرة النساء بالقرب من موسكو، في مسألة حمل النساء من العبيد (..إذا كان الليل طرق كل مملوك باب سيدته، وبات معها ليلة، فإذا كان السحر، انصرف إلى مكانه). كما اتفق معه أيضاً في مسألة قتل المولود الذكر، و يزيد عليه بأن الأم كانت تبقى على المولودة الأنثى.

أما مؤرخنا المسلم والمجهول، صاحب كتاب حدود العالم، فقد عزى حمل نساء الجزيرة إلى انتقال سنوي للرجال استمر لمدة أربعة ليال في العام، وذلك من أجل النسل (az bahr - itavalud ra) فإذا جاء المولود ذكراً، يظل مع أمه حتى يبلغ الثالثة، وبعدها يرسل إلى جزيرة الرجال مع أبيه. وإذا كان مؤرخنا لم يحدثنا عن المولودة الأنثى، فإننا نفهم أنه كان من الطبيعي أن تظل مع أمها، حتى تظل الجزيرة خالصة الأنوثة.

ولا يغفل الإدريسي عن محاولة الإجابة عن كيفية الاتصال بين الرجال في جزيرتهم الغربية، والنساء في الجزيرة الشرقية، ومع أنه غفل عن ثنائية الولد والبنت ومصيرهما المختلف، إلا أنه يشير إلى حدث هام يمكن ربطه بمسألة الإخصاب في العوالم القديمة، فيذكر أنه (في فصل الربيع من كل عام، يتوجه الرجال بزوارقهم ليعبروا المضيق الفاصل بين الجزيرتين، ويقصد كل رجل منهم امرأته، فيواقعها ويبقى معها أياماً نحواً من شهر، ثم يرتحل الرجال إلى جزيرتهم، فيقيمون بها إلى العام المقبل). وهكذا تستمر دورة الاتصال، في فصل الإخصاب (الربيع) بشكل سنوي. واتفق معه ابن سعيد المغربي لدى حديثه عن جزيرة النساء في المحيط الشمالي، فيذكر توجه الرجال بزوارقهم إلى جزيرة النساء ربيعاً (وهو وقت الاعتدال عندهم) بحيث يمكث كل رجل مع زوجته شهراً قبل أن يعود أدراجه.

ويقترب ماركوبولو، الذي عاش عقوداً في الشرق، مما ذكرته المصادر الجغرافية الإسلامية السابقة، فيذكر أن ذكور جزيرة الرجال يقومون بزيارة جزيرة النساء بحيث يظل كل رجل مع زوجته لثلاثة أشهر متتالية هي: مارس - أبريل - مايو (لاحظ ثنائية: الربيع/الإخصاب)، قبل أن يعودوا إلى جزيرتهم ليبقوا بها كافة شهور العام. كما يذكر أيضاً أن النساء يحتفظن بأبنائهن الذكور حتى يبلغوا الثانية عشرة (مبلغ الرجال)، وحينها يتم إرسالهم للانضمام إلى آبائهم في جزيرة الرجال. بينما يتم الاحتفاظ بالبنات داخل الجزيرة حتى تبلغن سن الزواج، ثم يمنحن لبعض رجال الجزيرة الأخرى. غير أن ماركوبولو يورد سبباً واهيا لتفسير عدم وجود الرجال بشكل دائم مع زوجاتهم في جزيرة النساء، حيث يذكر أنهم كانوا مجبرين على العودة إلى جزيرتهم بسبب (طبيعة الجو الخاصة بتلك المناطق التي لا تسمح بوجودهم طوال العام مع زوجاتهم، بغير التعرض لدفع ثمن ذلك!). وذلك لسابق ذكره أن المسافة بين جزيرتي الرجال والنساء تبلغ 30 ميلاً فقط، مما يشي بوحدة المناخ في تلك البقعة من المحيط الهندي.

ب- الاتصال الأسطوري

حاولت العديد من المصادر العربية والأجنبية تناول عمليات الإخصاب والولادة في جزيرة النساء بمعزل عن الرجال تماماً. وهكذا لجأت تلك الكتابات إلى استكمال الطابع الأسطوري لحكاية جزيرة النساء، فقد حاولت إضفاء نوع من استمرارية الجنس الأنثوي في الجزيرة، التي لا يطأها قدم رجل، ولا تخرج منها امرأة، عبر اللجوء إلى حلول أسطورية لمسألة لم تعد تجد حلاً عقلانياً طبيعياً. وهكذا كان من الطبيعي أن تستمر تلك الكتابات في (أسطرة) الحكاية برمتها، لكي تصبح الجزيرة خالصة الأنوثة. وعلى سبيل المثال، حول القزويني الإجابة على السؤال المستحيل: كيف لجزيرة من النساء فقط أن تبقى على قيد الحياة وأن تستمر لفترات زمنية طويلة، وأن تزداد أعداد نسائها من دون الرجال. وعلى حد قوله (... لا رجل معهن أصلاً). وإزاء هذه المعضلة العقلية,لم يجد أمامه بد من اللجوء إلى الظواهر الطبيعية، والقوى الخارقة، وإلى تفسيرات أسطورية لتبرير ذلك، فذكر (أنهن يلقحن من الريح، وقيل أنهن يلقحن من ثمرة شجرة عندهن يأكلن منها!!) ولكي يحل مشكلة النوع بشكل جذري أضاف أن نساء الجزيرة (...يلدن النساء مثلهن). ونلحظ تطابقاً تاماً لهذه الرواية، لدى ابن الوردي، في القرن التالي للقزويني، الذي يشير إلى نساء الجزيرة بأنهن (...يلقحن ويحملن من الريح، ويلدن مثلهن. وقيل أن بأرض تلك الجزيرة نوعاً من الشجر، فيأكلن منه، ويحملن!.).

والمثير في الأمر، أن مسألة التلقيح الأسطوري لنساء الجزيرة لم تقتصر على الكتابات العربية، بل كانت متأصلة في الكتابات الأجنبية أيضاً، ويمكن متابعة ذلك عبر النظر بعين الاعتبار إلى المسائل المتعلقة بالانثربولوجيا الثقافية للمجتمعات وعلى سبيل المثال، فعلى الرغم مما يبدو من تأثر كاتب الجمارك الصيني شوجو-كوا بما سمعه من البحارة والتجار العرب والمسلمين بحيث ذكر أن النساء في تلك الجزيرة (يحملن عن طريق تعريض أنفسهن عرايا لقوة الرياح الجنوبية، وبذلك يرزقن بالبنات اللائى كن ينسبن إلى أمهاتهن)، فانه يمكن القول ببساطة، أن شوجو-كوا قد عاد إلى التراث الصيني نفسه، إذ أشارت أقدم المصادر الصينية المبكرة في القرن السادس الميلادي إلى الراهب الصيني هوى - شون (Hui-Shon)، الذي أثبت ذلك في كتابه (Liang- Shu)(18) حيث تحدث عن نساء يتوجهن نحو مياه البحر عند طلوع القمر الثاني والثالث من السنة الصينية، ليعدن حبالى بعدها. وهناك العديد من الحكايات التي انتشرت في بلاد وجزر المحيط الهندي، حول مسالة الإخصاب الأسطوري، من ذلك ما ذكره بيجافيتا (Pigafitta)(19) بعد ذلك بعدة قرون من أن الربان العجوز قد أخبرهم عند عبور جزيرة مالوا (Mallua) أنه توجد جزيرة تدعى أوكولورو (Ocoloro) تقع جنوب جاوه الكبرى، تسكنها النساء فقط، وإنهن يصبحن حوامل بفضل الرياح. كما إنهن يقمن بالحفاظ على المولودة الأنثى، بينما يقمن بقتل الوليد الذكر، وكذا أي رجل يتمكن من التسلل إلى الجزيرة.

كما أشار أيضاً وليم مارسدن (William Marsden)، مترجم كتاب ماركوبولو إلى الإنجليزية، في أحد كتبه(20)، أنه ولعدة سنوات كان شعب لامبون (Lampoon) في جزيرة سامانكا (Samanka) الواقعة في مضيق السند (Sunda)، يعتقد أن جميع سكان جزيرة انجانو (Engano) من النساء، وأنهن يحملن أيضاً بواسطة الرياح، مثل المهاري و الأفراس في القصيدة الزراعية لفرجيل. وإزاء هذا الوضع الغريب، قاموا بإطلاق اسم (Ana Saytan) أو أبناء الشيطان عليهن. كما أن هناك العديد من الثقافات، عبر العالم كله، اعتقدت في إمكانية حمل النساء من الظواهر الطبيعية، من ذلك اعتقاد السكان المحليين لجزر تروبرياند (Trobriand) في الساحل الشرقي لغينيا الجديدة في أسطورة خاصة بهم تذكر أن أولى البشر على ظهر الأرض، كن ثلاث عذراوات، تم إخصابهن وحملهن بواسطة المياه المتدفقة بقوة إلى داخلهن.

وعلى أية حال ولكي يكتمل الاشتهاء الأسطوري للرجل,لم تكتف بعض المصادر بالحديث عن وجود النساء على ظهر الجزيرة فقط، بل أضافوا إليها أيضاً وجود الذهب بكميات كبيرة، فقد نبشت السيدة التي أنقذت وهربت مع الشيخ الأندلسي في رواية برزك بن شهريار، الأرض فأخرجت منها تبراً وفيرا، اصطحباه معهما في رحلة الهروب ليعيد الاتزان إلى مركبهم الصغير، ولاستغلاله في حياتهما المقبلة. كذلك فان ابن الوردي بعد ذلك بعدة قرون يذكر أن الذهب في جزيرة النساء وفير للغاية، لدرجة أن (ترابها كله ذهب... وأن الذهب في أرضها عروق كعروق الخيزران، لدرجة أن النساء لا يلتفتن إليه من وفرته!)

.... وهكذا جعلت المخيلة الذكورية الأسطورية، هذه الجزيرة المشتهاة، تحمل أجمل وأثمن ما في الكون.... النساء والذهب.

**********************

الحواشي

*) باحث وأكاديمي من مصر.

1- هوميروس، الأوديسة، الترجمة الكاملة عن الأصل اليوناني لأمين سلامة، الطبعة الثانية، القاهرة، 1974م، ص310-311.

2- هيرودوت، تاريخ هيرودوت، ترجمة عبد الإله الملاح، أبوظبي، 2001م، ص334-336.

3- المروزي (شرف الزمان طاهر)، طبائع الحيوان، تحقيق فلاديمير مينورسكى، لندن، 1942م، ص25-26.

4- مؤلف مجهول، حدود العالم من المشرق إلى المغرب 372ﻫ، ترجمه عن الفارسية وحققه يوسف الهادي، القاهرة، 2002م، ص37-38.

وللكتاب ترجمة إنجليزية سابقة على العربية. انظر:

Hudud al -Alam ، "The Regions of The World "

A persian Geography 372 A.H - 982 A.D. Translated and Explained by ,V. Minorsky،

London ,1937,pp.58-59

5- أبى عبيد البكري، من كتاب المسالك والممالك (جغرافية الأندلس وأوربا)، تحقيق عبد الرحمن الحجى، بيروت، 1986م، ص169-170.

6- نفسه، هامش ص170.

7- أبى عبد الله محمد بن إدريس الحمودى الحسيني (الشريف الإدريسي)، كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، المجلد الثاني، بيروت، 1989م، ص955-956.

8- ابن سعيد المغربي (على بن موسى الأندلسي)، كتاب الجغرافيا، تحقيق إسماعيل العربي، بيروت، د.ت.، نقلاً عن: عبد الله إبراهيم، عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين، المجلد الأول، المجمع الثقافي بأبوظبي، 2001م، ص314-315.

9- محمد بن موسى الخوارزمي، صورة الأرض، تحقيق هانس فون مجيك، فيينا، 1926م، ص89.

10- سهراب، عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة، تحقيق هانس فون مجيك، فيينا، 1929م.

11- القزويني، أثار البلاد وأخبار العباد، القاهرة، د.ت، ص607.

12- Chau Ju - Kua ، His work on the Chinese and Arab Trade in the Twelfth and thirteenthcenturies ، entitled Chu - fan chi ، translated from Chinese and Annotated by ,Friedrich Hirth and w.w Rockhill st. petersburg ,1911,pp.151

13- بزرك بن شهريار، الناخذاه الرامهرمزى، عجائب الهند، تحقيق عبد الله الحبشي، أبوظبي، 2000م، ص33,39-41.

14- محمد بن أحمد البيروني، الصيدنة في الطب، تحقيق عباس زرياب، طهران، 1991م، ص22.

15- سراج الدين أبى جعفر عمر ابن الوردي، جزيرة العجائب وفريدة الغرائب، القاهرة، د.ت، ص107.

16- Chau Ju-Kua ,p.151.not.(1).

17- ماركو بولو، رحلات ماركو بولو، ترجمها للإنجليزية وليم مارسدن، ترجمها إلى العربية عبد العزيز توفيق جاويد، ج3 والقاهرة، 2004م، ص74 -75.

18- Chau Ju - Kua، op.cit ,p. 151 ، not.(1)

19 - Pigafitta، First voyage round th world ، London ، 1898,p.154

20- Marsden ,W ، History of Sumatra ، London ,1911، p. 262.

المصدر: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=449

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك